ملخص
سجلت الانتخابات البريطانية المقررة في الرابع من يوليو المقبل رقماً قياسياً في عدد المرشحين للبرلمان وصل إلى أكثر من 4500 مرشح، ووفقاً للأرقام المعلنة جاءت الزيادة عبر ثلاثة أحزاب رئيسة في الدولة إضافة لنمو كبير في أرقام المستقلين والأحزاب الصغيرة التي لم تدخل إلى مجلس العموم منذ تأسيسها.
تقدم إلى الانتخابات البريطانية المقررة في الرابع من يوليو (تموز) المقبل 4515 مرشحاً يمثلون 650 دائرة موزعة على إنجلترا وويلز واسكتلندا وإيرلندا الشمالية، متجاوزين أعداد من تأهلوا إلى الاستحقاق نفسه في ديسمبر (كانون الأول) عام 2019 بـ35.7 في المئة، وسجلوا رقماً قياسياً لم تعرف مثله المملكة المتحدة.
والزيادة المقدرة بأكثر من 1600 نائب جاءت غالبيتها عبر 3 أحزاب رئيسة أولها "ريفورم" أو "الإصلاح" الذي تراجع عن وعده بعدم منافسة "المحافظين" في الانتخابات العامة، والثاني حزب "الخضر" الذي قرر زيادة عدد مرشحيه في مناطق كثيرة، ثم حزب "العمال" الذي يحلم بحجز مقاعد وليس مقعداً واحداً في مجلس العموم.
حزب "الإصلاح" أو "بريكست" سابقاً ضاعف تقريباً من عدد مرشحيه للانتخابات فتقدم بـ609 مرشحين لاستحقاق 2024 مقارنة مع 332 مرشحاً في 2019، ويتسلح الحزب في هذا "الحماس" بشعبية زعيمه ناجل فاراج من جهة وبرنامجه الانتخابي الذي استقطب تياراً واسعاً من اليمين على مختلف درجاته من جهة أخرى.
وتتوقع بعض استطلاعات الرأي لـ"الإصلاح" بأن يتجاوز حزب المحافظين في عدد النواب تحت قبة مجلس العموم المرتقب، حتى إن فاراج يستعد ليقود المعارضة أمام "العمال" الذي يمكن أن يفوز في استحقاق 2024 بأكثرية كبيرة ويعود إلى السلطة بقيادة كير ستارمر، بعد 14 عاماً من سيطرة الحزب الأزرق على الحكومة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"الخضر" و"العمال"
بالنسبة إلى "الخضر" فقد أضاف لقائمة مرشحيه 131 سياسياً ليصل إلى 575 مرشحاً في 2024. ويعزو تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية هذه الزيادة إلى انتهاء تحالف الحزب مع "بلايد كيمرو" و"الليبراليين الديمقراطيين" فيما كان يعرف بـ"وحدة حلفاء البقاء في الاتحاد الأوروبي" الذي تشكل عام 2019 ضد "بريكست".
وثمة أربعة من مرشحي الحزب تقول تحقيقات لصحيفة "ذا تايمز" إنهم "معادون للسامية" أو "يمينيون متطرفون". وواجه قادة "الخضر" هذه الاتهامات بعد أن أغلق باب الترشيح لانتخابات يوليو المقبل، فأعلنوا عدم دعم المرشحين الأربعة عند فتح صناديق الاقتراع لكنهم لم يشطبوا أسماءهم من لوائح المتقدمين في دوائرهم الانتخابية.
على ضفة حزب "Workers" أو "العمال" فقد اندفع إلى الانتخابات الجديدة بـ152 نائباً. ويراهن زعيمه اليساري جورج غالوي على من بات يعارض "العمال" اليوم لأسباب مختلفة من بينها موقف كير ستارمر من حرب غزة، وأطلق "العمال" 10 عناوين انتخابية تقدم حلولاً لأزمات داخلية وخارجية عدة يعيشها البريطانيون.
وحزب "Workers" الذي تأسس قبل أربعة أعوام دخل البرلمان قبل أشهر فقط، عندما انتصر غالوي في انتخابات فرعية لمنطقة روتشيدل تخلى فيها "العمال" عن مرشحهم أزهر علي بعد اتهامه بمعاداة السامية، وحينها قال غالوي إن تأييده لفلسطين هو ما أوصله لمجلس العموم لذلك حافظ على خطابه ذاته في هذا الإطار، وانتقى مرشحيه ممن يطالبون بوقف حرب غزة ويراهنون على هذه الورقة للفوز في مقاعد مناطقهم.
الولاء التقليدي
تشير الأرقام إلى زيادة كبيرة في أعداد المرشحين من المستقلين وممثلي الأحزاب الصغيرة التي لم تعرف طريقها إلى البرلمان سابقاً. وفي رأي المتخصص في مجال السياسة في جامعة كوين ماري تيم بيل لم يعد الناخبون في بريطانيا والدول الأوروبية يعيشون ولاءات ثابتة للأحزاب الكبيرة والتقليدية التي فشلت بحلحلة أزمات عدة في القارة العجوز.
ويلفت بيل إلى أن انكسار الولاء المطلق للأحزاب الكبرى شجع مستقلين وتجمعات سياسية صغيرة على الترشح للاستحقاقات المختلفة ومنها انتخابات البرلمان. متوقعاً نجاحاً ملحوظاً لهؤلاء في دورة 2024، وزيادة في عدد مرشحيهم للانتخابات التي ستشهدها البلاد من الآن فصاعداً إذا لم تتصالح الأحزاب التقليدية مع الداعمين لها.
بحسب الأرقام يشكل عدد المرشحين لانتخابات 2024 ثلاثة أضعاف المتقدمين للاستحقاق عام 1918. وكسر هذا العدد كل الأرقام القياسية التي سجلت خلال أكثر من 100 عام، وتجاوز سجل انتخابات 2010 التي تقدم لها 4150 بريطانياً وفاز فيها حزب المحافظين بقيادة ديفيد كاميرون، لكنه لم يحصل على أكثرية كافية لتشكيل الحكومة فاضطر إلى التحالف مع حزب الليبراليين الديمقراطيين حتى انتخابات 2015.