Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عائلات جنود إسرائيليين عالقة بين الواجب وجحيم غزة

جرت تعبئة مئات آلاف العسكريين والاحتياطيين منذ هجوم "حماس" عام 2023

آثار الإرهاق تبدو على جندي إسرائيلي في غزة (أرشيفية - أ ف ب)

ملخص

تملك الخوف عائلات إسرائيلية بعد إعلان الجيش مقتل ثمانية جنود خلال انفجار مدرعتهم قرب رفح، خوفاً على أبنائهم الجنود في حرب غزة.

يعيش ديفيد مع زوجته شارون في قلق دائم مذ أُرسل ابنهما مع الجيش الإسرائيلي إلى غزة، فيقول بعد عودة الشاب البالغ 22 سنة من القتال في جنوب القطاع، "إنه في هذه اللحظة في طريقه إلى رفح".

وجرت تعبئة مئات آلاف الجنود وقوات الاحتياط في إسرائيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حين شنت حركة "حماس" هجوماً غير مسبوق على جنوب الدولة العبرية، أطلق شرارة الحرب المدمرة في قطاع غزة، وكان يوناتان في ذلك الحين يقوم بخدمته العسكرية الإلزامية.

وقال ديفيد (61 سنة) والذي فضل مع زوجته عدم كشف كنيتهما كي لا يتم التعرف إلى ابنهما، "كأب أشعر دائماً بالتوتر لوجود يوناتان على الجبهة"، وأضاف رجل الأعمال والجندي السابق خلال حرب لبنان في الثمانينيات، "الأمر أشبه بالروليت الروسية"، وهي لعبة حظ مميتة.

من جهتها قالت شارون (53 سنة) والأم لستة أولاد، إن "ثمة أياماً يكون الأمر في غاية الصعوبة، أبكي خلالها طوال الوقت، وأخرى جيدة".

تقاسم الهموم

يتملك الخوف الزوجين كلما أعادا تشغيل هاتفيهما الجوالين نهاية يوم السبت بعد إطفائهما 24 ساعة، فالسبت الماضي أعلن الجيش مقتل ثمانية جنود في انفجار مدرعتهم قرب رفح، فسارع الزوجان إلى التثبت من أن يوناتان ليس من بين القتلى.

 

 

ويدعو الزوجان كل أسبوع تقريباً أصدقاء لهم فصلتهم الحرب عن أولادهم للتضامن وتقاسم الهموم خلال جلسات تتخللها لحظات من المرح أيضاً، إذ ترفع شارون وديفيد ومدعووهم كؤوسهم ويدعون "بالصحة لجميع الجنود وعائلاتهم وأهلهم".

وتذكر شارون الإسرائيلية - الأميركية يوم اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، في وقت كانت تقيم في ضاحية نيويورك وتعمل في مبنى مجاور لبرجي مركز التجارة العالمي، وتقارن بين اعتداءات تنظيم "القاعدة" وهجوم حركة "حماس"، مصنفة الاثنين بين "أسوأ الكوارث التي ارتكبها أشخاص ضد آخرين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتسبب هجوم السابع من أكتوبر 2023 بمقتل 94 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية، كما خطف خلال الهجوم 251 شخصاً لا يزال 116 منهم محتجزين رهائن في قطاع غزة، وقد توفي 41 منهم بحسب الجيش.

وردت إسرائيل متعهدة بالقضاء على حركة "حماس"، وهي منذ ذلك الحين تشن حملة قصف مكثفة وعمليات برية واسعة النطاق في غزة أسفرت عن 37337 قتيلاً معظمهم مدنيون، وفقاً لبيانات وزارة الصحة في القطاع.

أشهر من الجحيم

ويؤكد ديفيد أن ابنه قال له إنه "يجب تصفية ’حماس‘ وإتمام هذه الحرب من أجل الأجيال المقبلة".

وأظهرت دراسة أجراها مركز "بيو" للأبحاث في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) الماضيين أن نحو ثلثي الإسرائيليين المستجوبين يعتقدون أن إسرائيل ستنجح "على الأرجح" (27 في المئة)، أو "بالتأكيد" (40 في المئة) في تحقيق أهدافها، غير أن بعض أهالي الجنود لا يرون أن الحرب تستحق حياة أولادهم.

 

 

وتقول جولي (55 سنة) عن الحرب في غزة، "ثمانية أشهر من الجحيم" مؤكدة "جحيم، جحيم، جحيم".

ومع دخول الحرب شهرها التاسع في السابع من يونيو (حزيران) الجاري، تظاهر نحو 30 شخصاً أمام منزل وزير الدفاع يوآف غالانت في أميكام شمال تل أبيب، ورفع المتظاهرون الشعار ذاته على لافتات وعلى قمصانهم "أهالي الجنود يصرخون: كفى".

وقالت روث (58 سنة)، وهو اسم مستعار، "في البداية كانت هذه الحرب عادلة لكنها لم تعد كذلك الآن"، معتبرة أن الهدف الوحيد للعمليات يجب أن يكون إعادة الرهائن ثم الجنود لديارهم وليس القضاء على "حماس".

ورأى آلون شيريزلي (78 سنة) الذي يخدم اثنان من أحفاده في الجيش وأحدهما في غزة، أن "’حماس‘ حركة عقائدية ولا يمكن القضاء على حركة عقائدية"، معتبراً على خلاف كثير من الإسرائيليين أنه لا يمكن لتل أبيب تحقيق هدفها المعلن بالقضاء على "حماس" بالوسائل العسكرية.

 

 

وقالت ليتال المشاركة في التجمع إن "الجنود منهكون، وقد عاد ابني مرتين للبيت وهو مريض جداً".

وقالت ييفات غادو (48 سنة) "كلما دق أحد الباب فإننا نخشى أن يكون الجيش حضر لإبلاغنا بمقتل ابننا، ولن يكون بوسعي الاستمرار في العيش في إسرائيل إذا قتل ابني أو أصيب بلا مغزى"، مضيفة "الحرب الآن في غزة بلا مغزى".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات