Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حيوانات وطيور في الضفة الغربية مهددة بالانقراض

قلة وعي وثقافة لدى الصيادين وتراخي في تطبيق القانون

تقلصت أعداد غزال الجبل الفلسطيني بشكل كبير (اندبندنت عربية)

بعد رحلة طويلة وشاقة، إستمرت 4 ساعات سيراً على الأقدام بين الجبال والوديان الوعرة في منطقة غربي رام الله وسط الضفة الغربية، تمكن مسعود من قتل غزال الجبل الفلسطيني المهدد بالإنقراض، فقد وعد رفاقه بوليمة على لحم غزال. مسعود الذي فضل أن نعرف بإسمه الأول فقط، يؤكد لـ "اندبندنت عربية" أن عشرات الفلسطينين غيره، يصطادون مئات الغزلان، خارج الأوقات المحددة للصيد، ولا يكترثون بفترات حمل أنثى الغزال ولا غيرها من الحيوانات.

 ويضيف مسعود " لا أعتبر نفسي شرساً في الصيد، إذ أكتفي بعشرة غزلان طيلة العام أو اقل، والتزم بفترات الصيد محاولاً قدر المستطاع كبح جماحي، فاستخدام سلاح الخرطوش في المنطقة التي أصطاد فيها، له حسابات اخرى، لا اخشى من قانون السلطة الفلسطينية لأنه نادراً ما استطاع إيقاف صيد الغزلان الجائر الذي يزداد سنوياً، لكنني أخشى حقاً من سلطة الطبيعة الإسرائيلية التي تحكم بالسجن والغرامة بآلاف الشواكل لمن يقوم بصيد الغزلان".

قانون فاشل

مسعود واحد من عشرات الصيادين الفلسطينين غير الشرعين الذين يمارسون الصيد الجائر في الضفة الغربية، وتسببوا بإنقراض 90 في المئة من غزال الجبل الفلسطيني، دون حسيب أو رقيب، خاصة في أوقات تساقط الثلوج، ففي شتاء عام 2014 وحدها قُتل 80 غزالاً جبلياً بحسب مختصين.

القانون الفلسطيني وحسب المادة 41 من الفصل الخامس بقانون البيئة رقم 7 لسنة 1999، الخاص بحماية الطبيعة والمناطق الأثرية والتاريخية، يعاقب مرتكبي الصيد الجائر في الضفة الغربية بغرامة مالية لا تزيد على مائتي دينار(500 دولار) أو الحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أيام ولا تزيد على أسبوعين.

في المقابل، يقول مدير دائرة التنوع الحيوي والمحميات الطبيعية في سلطة جودة البيئة محمد محاسنة، في حديث لـ "اندبندنت عربية"، "ثمة تناقص شديد ومستمر في أعداد الغزلان الجبلية، وقد أدرج اسم غزال الجبل الفلسطيني في القائمة الحمراء للحيوانات المهددة بالانقراض، للأسف غياب قوة التنفيذ والتشريعات، وقلة الوعي البيئي لدى المواطن الفلسطيني، وضعف احترام البيئة والمحافظة عليها، أبرز التحديات التي تواجهنا، اضافة الى ذلك، فإن عدد الموظفين الذين يعملون في الرقابة والتفتيش في الضفة الغربية لا يتجاوز 20 مراقباً، إضافة الى عشرات المتطوعين والمتضامنين لحماية الحيوانات".

ويضيف "هذه الأعداد غير كافية لكبح الصيد الجائر الذي يتعرض له غزال الجبل الفلسطيني، وكثير من الحيوانات والطيور الأخرى التي تقتل يومياً، وأعداد الغزال الجبلي في تناقص خطير جداً، ففي أواخر التسعينات كانت الأعداد في فلسطين تقترب من 10 آلاف، فيما قدر عدد عام 2010 بنحو ألفي غزال، أما اليوم لو وجدت دراسة احصائية لكان العدد قد لا يتجاوز الـ1500".

مهددون بالانقراض

 طائر الحجل (الشنار)، والنيص (نوع من القوارض) والثعلب الأحمر والعقاب، والبوم النسري، والنسر الذهبي أنواع اخرى من الحيوانات، تعاني كما غزال الجبل الفلسطيني من ملاحقة الصيادين ليل نهار وخطر الإنقراض من البيئة الفلسطينية المتنوعة بسبب الصيد الجائر.

وتؤكد جمعية الحياة البرية في الضفة الغربية بحسب دراساتها "أن فلسطين ثرية جداً بالتنوع الحيوي بفعل التباين الكبير في أنظمتها المناخية، والتنوع الكبير في التضاريس وأنواع التربة، وكونها أهم معبر للطيور المهاجرة في العالم".

ويقول مدير جمعية الحياة البرية عماد الأطرش إن "الصيد الجائر إجرام بحق الحيوانات البريّة والطيور التي تحتضنها الطبيعة الفلسطينية، ومعظم الأصناف التي تكبر الأرنب في حجمها مهددة بالانقراض، وهناك صنف واحد على الأقل من الكائنات الحية البرية في فلسطين مهدد بالاختفاء من الطبيعية كل عشرين عاماً، جراء الصيد الجائر والتغيرات المناخية، وتمدد الاستيطان  على القمم الجبلية الغنية بالتنوع البيئي، ناهيك إلى أن الشباب لا يملكون اي قاعدة معلوماتية عن الحياة البرية واهيمتها، فهناك قانون لا يسمن ولا يغني من جوع ومخالفة الصياد بملغ يعد تافهاً أمام صفقة بيع ثمينة، ما يعني أن العقوبة لا تشكل أي رادع ".

 

 

سوق سوداء اونلاين

في ظل تشديد سلطة جودة البيئة والجمعيات المماثلة بخطورة الصيد الجائر وأهمية المحافظة على تلك الانواع النادرة من الحيوانات، يخرج البعض على مواقع التواصل الاجتماعي للتباهي بصور مفزعة عن صيد الغزال والنيص وطائر الحجل (الشنار) الذي يقتل بالعشرات يومياً، ناهيك عن مجموعات شبابية منظمة تقوم ببيع الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض عبر الانترنت.

فيما بعض الصيادين يصطاد بهدف التجارة والبيع بأسعار باهظة، وبحسب متابعة "اندبدنت عربية" لصفحات بعض تجار بيع الحيوانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تبين ان ثمن الغزال الواحد 2000 شيكل (600 دولار) والثعلب 500 شيكل (130 دولاراً) وبحسب حجم الحيوان يزيد المبلغ أو ينخفض، فيما تعرض البومة النسرية النادرة بـ 200 دولار.

وفي سياق متصل، يوضح مدير عام المصادر الطبيعية في سلطة جودة البيئة عيسى موسى أن "المواقع التي يتم الإعلان فيها عن بيع الحيوانات المهددة بالانقراض مراقبة من قبلنا باستمرار، نبلغ عنها لشرطة البيئة لمنع المتاجرة بالحيوانات المهددة بالانقراض، والحفاظ على الطبيعة وبعد ضبط الصيادين نعمل على توعيتهم بأهمية الحيوانات التي يقومون بإصطيادها للطبيعة والخطر المحدق بهافإما أن نطلق سراحها، أو يتم إرسالها الى حديقة الحيوانات في قلقيلية، أو جمعية الحياة البرية، حيث يعملون على إعادة تأهيل الحيوانات المصابة،ومن يرفض التعاون من الصيادين، نحوله الى النيابة العامة الفلسطينية  لكن لا فائدة فالعقوبة بائسة وغير رادعة".

اتفاقيات دولية

تعتبر فلسطين متحفاً طبيعياً يزخر بثروة هائلة من النباتات البرية والكائنات الحية بأنواعها وتقدر عدد الأنواع الحية فها حوالى 51,000 نوع حيث تشكل هذه الأنواع ما يقرب من 3 في المئة من التنوع البيولوجي العالمي، ويقدر عدد الأنواع الحيوانية حوالي 30,904 منها 30,000 نوع من اللافقاريات، و373 من الطيور، و297 من الأسماك، و92 من الثدييات، و82 من الزواحف، و5 من البرمائيات، بالإضافة إلى 2,850 نوعاً من النباتات ضمن 138 عائلة.

وانضمت فلسطين عام 2014 الى اتفاقية التنوع البيولوجي وبروتوكول قرطاجنة للسلامة الأحيائية والتي تعتبر معاهدة دولية ملزمة قانونا تسعىلحفظ التنوع البيولوجي؛ والاستخدام المستدام للتنوع البيولوجي، والتقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة لذلك تواصل سلطة جودة البيئة العمل مع كافة القطاعات المختلفة من أجل تعميم وإدماج التنوع البيولوجي ومفاهيم البيئة بشكل عام في الخطط وألأستراتيجيات الوطنية والأعمال الأستثمارية والبحوث والدراسات العلمية وفي المناهج التعليمية المتنوعة.

المزيد من العالم العربي