ملخص
الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني الذي يطمح لولاية رئاسية أخرى ينافس ستة مرشحين على دخول القصر الرمادي في نواكشوط
بدأ العد التنازلي للاستحقاق الرئاسي الذي سينظم في موريتانيا نهاية يونيو (حزيران) المقبل، الذي يلوح حزب "الإنصاف" الحاكم بالفوز فيه من خلال ترشيحه الرئيس الحالي للبلاد محمد ولد الشيخ الغزواني المنتهية ولايته، الذي أنجز أكثر من 80 في المئة من برنامجه الانتخابي، بحسب مؤيديه.
لكن ولد الغزواني الذي يطمح لولاية رئاسية أخرى ينافس على دخول القصر الرمادي في نواكشوط ستة مرشحين، أبرزهم رئيس حركة حقوقية مطالبة بحقوق "ضحايا العبودية" بيرام الداه اعبيد، وهو نائب في البرلمان ووصيف الانتخابات الماضية التي نظمت في بلد يصفه المراقبون ببلد الانقلابات والانتخابات.
المرشحون الأكثر حظاً
يجمع مراقبون للوضع السياسي في موريتانيا على إمكان كسب الرئيس الحالي التحدي من خلال الجولة الأولى.
ويرى المدير الناشر لإحدى المنصات الربيع ادوم "أن هذه الانتخابات قد تحمل مفاجآت لا يمكن التنبؤ بها، إذ سيشتت تعدد المرشحين وتنوع ميولهم السياسية والإثنية توجهات الناخبين الموريتانيين".
وبحسب عرفات محمد الناشط في حملة المرشح محمد الشيخ الغزواني فإن "الفوز في الشوط في هذه الانتخابات مسألة وقت، لأن إنجازات الرئيس الماثلة للموريتانيين ستؤمن لمرشحنا الفوز بولاية ثانية لاستكمال مشروعه التنموي".
هذه الانتخابات تأتي بعد خمسة أعوام هي عمر الفترة الرئاسية بحسب الدستور، وتقول المعارضة إنها "لم تحقق إنجازات اقتصادية من شأنها رفع واقع الحياة المعيشية ودخل الفرد، وبالتالي لم تحدث تلك السياسة الاقتصادية والتنموية فرقاً وجعلت البلاد تتراجع"، لافتين إلى ما حققه "النظام قبل تسلم الرئيس الحالي ولايته من تنمية اقتصادية وسياسية".
ويحتدم التنافس في انتخابات موريتانيا الرئاسية بين الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني ووصيفه في آخر انتخابات تشهدها البلاد بيرام الداه اعبيدي، المنحدر من شريحة "العبيد السابقين" الذي يسعى إلى دخول القصر الرمادي بقوة هذه المرة، بحسب أنصاره.
الرجل الذي بدا منذ ظهوره مدافعاً عن الحقوق السياسية والمدنية لشريحة "الحراطين" أو "العبيد السابقين"، يتوجه للمرة الثانية لكسب ود الناخب الموريتاني، وفي برنامجه هذه المرة أن ينال حظوة لدى المنحدرين من أصول عربية من الموريتانيين.
بيرام المنحدر من جدر المحكن بولاية اترازرة جنوب البلاد، يدخل التنافس الرئاسي للمرة الثالثة بعد أن ترشح للرئاسيات مرتين سابقتين في عامي 2014 و2019، ودخل قبة البرلمان نائباً منذ 2018.
درس بيرام الابتدائية وحتى الثانوية باترارزه وحصد الباكالوريا في شعبة الآداب المزدوجة عام 1985، ثم دخل الوظيفة العمومية برتبة كاتب ضبط.
وسجل بيرام بقسم التاريخ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نواكشوط، ونال شهادة "الإجازة" في التاريخ الحديث، وفي عام 2000 التحق بجامعة الشيخ أنتا جوب بداكار، وحصل على شهادة الدراسات المعمقة في التاريخ.
ويقول مدير ديوان المرشح بيرام الداه اعبيد محمد عالي أحمد امبخوخة لـ"اندبندنت عربية" إنهم يتوقعون الحصول على المرتبة الأولى بالشوط الأول أو حسم النتيجة لصالح مرشحهم، وذلك لاعتبارات عدة منها ازدياد القاعدة الشعبية.
ويضيف المتحدث باسم بيرام أنه "يمثل أكبر كتلة للمعارضة الجادة القادرة على التعاطي مع كل القضايا السياسية والحقوقية بخطاب قوي يلامس الواقع المعاش، ويقترح الحلول الموضوعية وأكثر قرباً من المواطنين".
المرتجى يعيد الكرة
وفي محاولة هي الثانية له يتقدم المرشح محمد الأمين المرتجي الوافي إلى الرئاسيات، وفي سجله الأكاديمي شهادة عليا في المحاسبة من تونس عام 2003، وتجربة مهنية بعد أن تخرج إدارياً مالياً من المدرسة الوطنية للإدارة عام 2014، مواصلاً مساره المهني كإطار في وزارة المالية، لكنه بحسب كثيرين قد لا تكون أوفر من محاولته السابقة.
وخلافاً لما أقدم عليه عام 2019 قرر حزب "تواصل" ذو المرجعية الإسلامية التقدم برئيسه في هذه الرئاسيات حمادي ولد سيد المختار، وهو من مواليد منتصف السبعينيات وخريج الجامعة الإسلامية في لعيون، ويترأس حزب "تواصل" المعارض منذ الـ25 من ديسمبر (كانون الأول) 2022 لولاية رئاسية تستمر خمسة أعوام.
مرشح "تواصل" الحالي سبق له أن دخل قبة البرلمان نائباً عن دائرة كيفة في انتخابات عامي 2013 و2018، ونال عضوية محكمة العدل السامية خلال إنابته البرلمانية، كما أنه كان نائباً سابقاً لرئيس الجمعية الوطنية، ويتولى الآن زعامة مؤسسة المعارضة الديمقراطية منذ سبتمبر (أيلول) 2023، وانتخب مستشاراً في بلدية عرفات في انتخابات مايو (أيار) من العام نفسه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
القوميات الأفريقية
المرشح أوتوما انتوان سلیمان سوماري، طبيب اختصاصي يتقدم بملف ترشحه للمرة الأولى في السباق الرئاسي، يروق خطابه لكثيرين ممن يتوقون لأن يحكم البلاد رجل من القوميات الأفريقية المتحدثة بالعربية والمؤمنة بضرورة الخلاص من العسكر.
وبدأ فعلياً في تسجيل خطابات تستميل الناخبين ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
بمامادو بوکار با، مرشح آخر مدعوم من القوميات الأفريقية في منطقة الضفة الجنوبية المحاذية للجارة السنغال، وإن كان لم يظهر بعد بشكل علني إلا أن المصادر تتحدث عن تحضيرات جارية لخروجه للإعلام وتقديم المحاور السياسية لبرنامجه الانتخابي.
رجل مجتمع "الحراطين" أنيق ومثقف
المحامي الشاب العيد محمدن، الذي يعرف بأنه سياسي متمرس، وعلى رغم حداثة سنه، إذ إنه أبصر النور في آواخر السبعينيات، إلا أن خبرته التي راكمها لدى أحزاب المعارضة الموريتانية مكنته من نحت اسمه في نادي السياسيين الكبار.
المرشح والمحامي العيد محمدن امبارك الذي يخوض الرئاسيات للمرة الأولى، ينحدر من شريحة "الحراطين " أو "العبيد السابقين".
يصفه أنصاره بصاحب الطرح الأكثر قبولاً لدى فئات واسعة من الموريتانيين سواء من شريحته أم من الشرائح الأخرى، ومن القوميات الأفريقية الأخرى من "البولار والسونكيي والولوف".
خريج المدرسة الوطنية للمحامين بباريس عام 2009، والحاصل على شهادة من المعهد العالي للدراسات المهنية عام 2005، والحاصل على شهادة في القانون الخاص من جامعة نواكشوط عام 2001، أكد في خطاب ترشحه قدرة الشباب الموريتاني على إدارة دفة البلاد.
بدأ العيد مساره المهني بتأدية اليمين القانونية عام 2006 لولوج مهنة المحاماة، وعمل منذ 2011 مستشاراً قانونياً ومكلفاً بالدعوى في منظمة "نجدة العبيد"، وفي 2015 عمل خبيراً مكلفاً بالتكوين حول الآلية الوطنية الجديدة للوقاية من التعذيب.
وانتخب عام 2017 عضواً في مجلس هيئة المحامين المكلفة بالحريات العامة وحقوق الإنسان إضافة إلى عشرات المهمات المماثلة، وانتخب نائباً في البرلمان عام 2018، ومقرراً عاماً لموازنة الجمعية الوطنية عام 2020، وفي يوليو (تموز) 2021 انتخب عضواً ونائبا لرئيس المحكمة السامية، وأعيد انتخابه في مايو 2023 نائباً في البرلمان.
ومن بين الأسماء التي عينها الرئيس الموريتاني المرشح في فريق حملته الدعائية الزعيم السابق لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" محمد جميل منصور، في مهمة نائب رئيس اللجنة السياسية التي يترأسها سيدن سوخن البرلماني السابق، إضافة إلى القيادي السابق بحزب "التكتل" المعارض محمد محمود لمات، ورئيس البرلمان السابق بجل ولد هميد.
ويرى مراقبون أن "تعيين رجالات معارضة الأمس ضمن طاقم حملة الرئيس له دلالات تكتيكية بالغة الأثر في نجاح الرجل".
ويقول الناشط في حملة الرئيس المنتهية ولايته سيدي عبدو إن "رهان الموريتانيين على فوز مرشح الإنصاف رهان في محله، لأن الرجل قدم خلال ولاية واحدة أكثر من 99 في المئة من برنامجه الانتخابي في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية والدبلوماسية، وهو رصيد يجعله في مقدمة التنافس".