Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رفع الحصانة عن نائب عراقي لـ"تمجيده البعث"... لماذا شكر قاسم سليماني؟

حَظِي فائق الشيخ علي بتعاطف المتابعين رغم استخدامه لغة بذيئة في نقد الأحزاب الإسلاميَّة

عُرِف فائق الشيخ علي بانتقاداته اللاذعة لأحزاب الإسلام السياسي في العراق لا سيما المواليَّة إيران (من حساب فائق الشيخ علي في تويتر)

تتفاعل الأوساط السياسيَّة والصحافيَّة العراقيَّة مع قضيَّة رفع الحصانة عن النائب في البرلمان فائق الشيخ علي، الذي شنَّ هجوماً لاذعاً على حنان الفتلاوي مستشارة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لشؤون المرأة، متهماً إياها بالطائفيَّة. 

وعلى الرغم من أن الشيخ علي هو أحد أبرز الوجوه التي عارضت الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من المنفى، فإن البرلمان العراقي رفع الحصانة عنه بتهمة "تمجيد البعث"، ما أثار استغراب المتابعين. 

انتقادات لاذعة للأحزاب الإسلاميَّة 

عُرِف الشيخ علي بانتقاداته اللاذعة لأحزاب الإسلام السياسي في العراق بعد عام 2003، لا سيما المواليَّة إيران. ما وضعه في خانة العداء مع نفوذ طهران المهيمن في بلاده. 

ويفسّر قانونيون سبب استخدام هذا الاتهام ضد النائب العراقي، بعدم ارتكابه "جنايَّة حقيقيَّة"، يمكن إدانته من خلالها. وحتى عندما هاجم الفتلاوي بقسوة وصلت حد البذاءة، لم يستخدم اسمها الصريح. 

بدأ السجال بين الشيخ علي والفتلاوي، عندما اتهمها بالترويج للطائفيَّة. وعلى الرغم من أن النائب ومستشارة عبد المهدي ينحدران من أصول شيعيَّة، فإنه اتهمها بالترويج لضرورة قتل شخص سُنّي، عندما يقتل أي شخص شيعي بالعراق، سعياً إلى تحقيق "توازن الرعب". 

استغل الشيخ فشل الفتلاوي في الحفاظ على كرسيها البرلماني خلال الانتخابات العامة التي جرت العام 2018، ليسخر منها، لكنه هاجمها بقسوة عندما كلفها عبد المهدي بتولي ملف شؤون المرأة في الحكومة العراقيَّة، حتى إنه وصفها بـ"العاهرة"، من دون أن يذكر اسمها. 

العشيرة والمحكمة 

تحرَّكت الفتلاوي في اتجاهين للرد على الشيخ علي، الأول عبر توجيه تهديدات عشائريَّة إلى أقاربه في مدينة النجف، والثاني عبر مقاضاته. 

وأظهر تسجيل مصور، كيف اقتحم عددٌ من أقارب الفتلاوي متجراً لأحد أقارب الشيخ، ليهددوا أصحابه بأنهم سيتبعون الأعراف القبليَّة، في حال لم يأت النائب إلى مضيف شيخ القبيلة للاعتذار. 

أثار هذا التسجيل استهجان كثيرين بالعراق، فلم يبق أمام الفتلاوي سوى القضاء. 

لكن الشيخ علي، وهو محامٍ سابق، كان حصَّن نفسه استعداداً لمثل هذه اللحظة، قبل أن يشن هجومه ضد الفتلاوي، التي لم تجد في كلامه ما يمكن أن يدينه أمام القضاء، لا سيما بعد استخدامه إشارات تدل عليها، من دون أن يذكر اسمها. 

وقال خبراء بالقانون، إن رفع الحصانة عن النائب يحتاج إلى أن "يتورط في جنايَّة لا جنحة"، ما يعني أن الشيخ علي سيبقى متمتعاً بحصانته حتى لو سبَّ الفتلاوي علناً باستخدام اسمها. 

تمجيد البعث 

لم يكن أمام الفتلاوي، إلا البحث في أرشيف المقابلات المتلفزة للشيخ علي، لتجده يتحدث في إحداها عن نجاح نظام حزب البعث في حل أزمة السكن، على عكس النظام الحالي، الذي عاصر تطور هذا الملف، ليتحوَّل إلى عقدة كبيرة. 

تقول مصادر اطّلعت على التفاصيل، إن الفتلاوي "كلفت محامين بتقديم شكوى ضد الشيخ علي" بتهمة "تمجيد البعث"، التي يصنّفها القانون العراقي "جنايَّة". 

سخر الشيخ علي من هذه التهمة، لكنه توقّع أن يقف زملاؤه في البرلمان ضد التوجه نحو تجريده من الحصانة. فقال محذراً النواب من التصويت ضده، "ستندمون"، مشيراً إلى أن "هذا الأمر سيرتد عليكم". 

البرلمان ينتصر للفتلاوي 

صدقت توقعات الشيخ علي بشأن وقوف كثير من النواب إلى جانبه، لكن رغبة الفتلاوي تحققت أيضاً، بعدما حصد مشروع قرار رفع الحصانة عن النائب غالبيَّة بسيطة في البرلمان، تكفي لتمريره. 

شكك الشيخ علي في حقيقة وجود نصاب برلماني كافٍ لرفع الحصانة، فيما قدَّمت كتلة "تمدن" التي يتزعمها في البرلمان، طعناً على القرار لدى المحكمة الاتحاديَّة، المتخصصة في الفصل بالنزاعات الدستوريَّة. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بمجرد إعلامه بنتيجة التصويت، وجَّه الشيخ علي رسالة إلى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، هنّأه على النصر الذي حققه، في إشارة إلى "تمرير قرار رفع الحصانة عنه". 

وقال مخاطباً سليماني "الأفخم الأكرم الجنرال قاسم سليماني المحترم: أهنئك من كل قلبي على النصر الذي حققته أنت، من خلال أشقائك في مجلس نوابنا العراقي برفع الحصانة عني!". 

وأضاف، "ساعدك الله يا سليماني على حجم الجهد الذي بذلته في تربيتهم وإعدادهم". 

وتابع، "رأيتُ مراكز سياسيَّة عدة في دولة تتبعها نماذج لها في دول أخرى... مثلاً: سياسيون مأجورون يعملون لمصلحة دولة أخرى. فصيلٌ مسلّحٌ تحت إمرة دولة أخرى. حزبٌ قطريّ يتبع حزباً قومياً في دولة أخرى... لكنني لم أرَ برلماناً له فرع في دولة أخرى"، في إشارة إلى خضوع البرلمان العراقي إلى "الإرادة الإيرانيَّة". 

تعاطف 

على الرغم من البذاءة التي وصفت بها انتقاداته للفتلاوي والأحزاب الإسلاميَّة والنفوذ الإيراني، فإن الشيخ علي حاز تعاطفاً كثيراً من المتابعين بالعراق، ما يكشف عن عمق الأزمة التي يعانيها النظام السياسي في البلاد. 

تقول الصحافيَّة العراقيَّة سلوى زكو، إن الشيخ علي "أوجع" الساسة الإسلاميين، فـ"انتقموا منه". 

وأضافت، "سيقول البعض (إن الشيخ علي كان) بذيئاً... لا بأس، أروني موقفاً أكثر بذاءة مما نحن فيه"، في إشارة إلى فشل الأحزاب الإسلاميَّة في إدارة البلاد. 

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي