Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حدة التوترات الجيوسياسية تدفع النفط إلى أكبر مكاسب أسبوعية في أشهر

السعوديَّة تُبدّل درجات الخام... والناصر: الهجمات استهدفت ضرب الاقتصاد العالمي

حقق الخام الأميركي مكاسب أسبوعيَّة بنحو 5.9% هي الأكبر منذ يونيو الماضي (رويترز)

تحوَّلت أسعار النفط إلى الهبوط عند تسويَّة تعاملات أمس الجمعة، لكنّه يسجل أكبر مكاسب أسبوعيَّة منذ يونيو (حزيران) الماضي بنحو 6%، وذلك على الرغم من الأحداث العاصفة الناتجة عن حدة التوترات الجيوسياسيَّة التي تشهدها المنطقة في سوق الخام على مدار الأسبوع الماضي.

وصباح السبت الماضي، تعرَّضت معامل نفط تابعة لشركة أرامكو السعوديَّة إلى هجوم، ما أسفر عن انقطاع نصف إنتاجها. وعلى خلفيَّة ذلك، قفزت أسعار النفط في مطلع الأسبوع، مع عدم وضوح موعد استئناف السعوديَّة كامل طاقتها الإنتاجيَّة، قبل أن يعلن وزير الطاقة السعودي أنه بحلول "نهاية الشهر الحالي ستسترد بلاده كل إنتاجها".

ومع التوترات الجيوسياسيَّة، حقق الخام الأميركي "مكاسب أسبوعيَّة بنحو 5.9% هي الأكبر منذ يونيو (حزيران) الماضي".

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب "فرض عقوبات على البنك المركزي الإيراني"، في تداعيات لحادث (أرامكو).

وتخلى الخام عن مكاسبه التي وصلت إلى 2% خلال الجلسة مع القلق حيال الأوضاع التِجاريَّة بين الولايات المتحدة والصين.

وعند التسويَّة، تراجع سعر العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأميركي تسليم أكتوبر (تشرين الأول) بنسبة 0.07%، مُسجلاً 58.09 دولار للبرميل، بعد أن كان مرتفعاً عند 59.10 دولار للبرميل خلال الجلسة.

وارتفع سعر العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) بنحو 0.2% إلى 64.51 دولار للبرميل.

وتراجع عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة بوتيرة قويَّة خلال الأسبوع الماضي، كما انخفضت منصات الغاز الطبيعي. وأظهرت بيانات حديثة أعلنتها شركة "بيكر هيوز"، أن الشركات الأميركيَّة أغلقت 14 منصة للتنقيب عن النفط خلال الأسبوع الماضي لتصل إلى 719 منصة.

كما تراجع عدد منصات التنقيب عن الغاز الطبيعي بنحو 5 منصات لتصل إلى 148 منصة خلال الأسبوع الماضي. في حين أضافت الشركات الأميركيَّة منصة واحدة للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي معاً.

الناصر: الهجمات استهدفت ضرب الاقتصاد العالمي
وقال أمين الناصر الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة أرامكو السعوديَّة في رسالة إلى موظفي الشركة، "أرامكو باتت بعد الهجمات على معاملها في بقيق وخريص في الـ14 من سبتمبر (أيلول) أقوى من ذي قبل".

وأضاف الناصر، في الرسالة التي وجهها بمناسبة اليوم الوطني للسعوديَّة الذي يحل في الـ23 من سبتمبر (أيلول)، "لا شك أن المعتدين كانوا يرغبون في رؤيتنا منكسرين مزعزعين، لكن كان لتلك الاعتداءات التي استهدفت ضرب الاقتصاد العالمي وزعزعة صناعة النفط السعوديَّة من خلال تدمير بنية (أرامكو) أثرٌ إيجابيٌّ لم يحسب له المعتدون حساباً".

وتابع، "وبات وطننا العزيز، ومنه نحو سبعين ألف موظف وموظفة في الشركة، على غير ما أراد أعداؤنا، أقوى من ذي قبل".

عودة الإنتاج إلى طبيعته بنهاية سبتمبر
وأعلنت شركة النفط الوطنيَّة (أرامكو) أنها ستستأنف إنتاج الخام بالكامل بنهايَّة سبتمبر (أيلول) من بقيق وخريص، منشأتي النفط اللتين تعرضتا لأضرار في هجوم وقع مطلع الأسبوع الماضي.

وقال فهد عبد الكريم المدير العام لمنطقة الأعمال الجنوبيَّة للنفط لدى أرامكو، للصحافيين خلال جولة نظّمتها الشركة في الموقعين اللذين يقعان إلى الشرق من العاصمة الرياض، إن "أرامكو تجلب معدات من الولايات المتحدة وأوروبا لإصلاح المنشآت المتضررة".

وقال، "الأعمال جارية على مدار الساعة"، مضيفاً "هذه خليَّة نحل. واثقون بأننا سنعود إلى الإنتاج الكامل كما كنا قبل الهجوم (على خريص) بنهاية سبتمبر (أيلول)".

وفي بقيق، كان هناك عدد من الخزانات الكرويَّة التي كانت تستخدم لفصل النفط عن العناصر الأخرى الموجودة في الخام محاطة بسقالات، وفي القبة كانت هناك ثقوب بعرض ياردتين.

وقال خالد بريك نائب رئيس (أرامكو) لعمليات النفط في المنطقة الجنوبيَّة "15 برجاً ومنشأة أُصيبت في بقيق، لكن الموقع سيستعيد طاقته الإنتاجيَّة بالكامل بنهاية سبتمبر (أيلول) الحالي".

السعوديَّة تُبدل درجات الخام
وبدَّلت شركة (أرامكو) العملاقة للنفط درجات الخام، وأجَّلت تسليم الخام ومنتجات نفطيَّة لعملاء عدة أيام، بعد أن تسبب هجوم على مركز للإمدادات بها في تقليص حاد لإنتاجها من النفط الخفيف، وأدى إلى خفض الإنتاج بالمصافي التابعة إليها.

ووفقاً لوكالة "رويترز"، قالت عدة مصادر مطلعة "حالات التأخير في تحميل النفط الخام منتشرة على نطاق واسع، إذ تلقّى معظم المشترين طلباً من (أرامكو) لإرجاء شحنات من المقرر تسليمها في شهر أكتوبر (تشرين الأول) بما يتراوح بين سبعة إلى عشرة أيام، ما يمنح الشركة المنتجة النفط مزيداً من الوقت للحفاظ على استمرار الصادرات عبر تعديل الإمدادات من المخزونات والمصافي التابعة إليها".

ووفقاً لمصادر مطّلعة على الأمر وبيانات من شركتي "رفينيتيف" و"كبلر"، جرى تبديل درجات الخام الذي جرى تحميله في السعوديَّة على متن ثلاث ناقلات عملاقة على الأقل هذا الأسبوع لنقله إلى الصين والهند من "نفط خفيف إلى ثقيل"، فيما طُلب من المزيد من المشترين في آسيا السماح بـ"تأجيل شحنات وتبديل الدرجات في شهري سبتمبر (أيلول) الحالي وأكتوبر (تشرين الأول) المقبل".

وستحصل "يونيبك"، الذراع التجاريَّة لسينوبك الصينيَّة أكبر شركة تكرير في آسيا، على شحنة من الخام العربي الثقيل بدلا من الخام العربي الخفيف والعربي الخفيف جداً على متن الناقلتين العملاقتين كاريبيان جلوري وجين ليان يانج هذا الشهر.

كما ستحمل الناقلة كالاموس خاماً عربياً ثقيلاً بدلا من شحنة تتكوّن معظمها من العربي الخفيف جداً لصالح مؤسسة النفط الهنديَّة. ولا تعلق مؤسسة النفط الهنديَّة على المسائل التجاريَّة. ورفضت المصادر نشر أسمائها لأنها "غير مخوَّلة بالحديث إلى وسائل الإعلام".

"أرامكو" تسحب الخام العربي الثقيل من مخزوناتها
وقال محلل في قطاع النفط، طلب أيضاً عدم نشر اسمه، "أرامكو تسحب الخام العربي الثقيل من مخزوناتها لتبديل درجات الخام".

وأضاف، "السعوديَّة دائماً تصرف مخزونات النفط في يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، لذلك مستوى المخزونات الحالي سيبلغ ما يتراوح بين 170 مليوناً و175 مليون برميل تقريبا. نظرياً يمكن أن يكفي هذا مدة 25 يوماً. لكن على أرض الواقع يمكن حتى أن تقل هذه المدة".

وقالت مصادر، "شركتا تكرير من كوريا الجنوبيَّة وافقتا أيضاً على استبدال درجات خفيفة من النفط بشحنات من الخام العربي المتوسط والعربي الثقيل سيجرى تحميلها في الشهرين الحالي والمقبل".

وذكرت المصادر أن "درجات الخام السعودي الأثقل تنتج كميَّة أكبر من زيت الوقود العالي الكبريت مقارنة بالدرجات الأخف"، لكن المصافي الآسيويَّة بمقدورها التكيف سريعاً، لأن معظمها "مجهز بوحدات ثانويَّة يمكنها معالجة البقايا وتحويلها إلى منتجات نفطيَّة ذات جودة أعلى".

وقال مصدر، "سيكون هناك عبء أكبر قليلاً على الوحدات الثانويَّة"، لكن "نحن نبلغ شركات التكرير فقط بأن الدرجات ستتغير، وهم سيتمكنون من التعامل مع الأمر بطريقة أو بأخرى".

توقف صادرات الخام البحرينيَّة
وتوقفت صادرات الخام البحرينيَّة أيضاً بعدما أُغلق خط أنابيب لنقل الخام يمتد بين السعوديَّة والبحرين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مصدر، "كان من المقرر أن تحمل الناقلة تانجو شحنة من خام بانوكو العربي المتوسط في وقت سابق من الأسبوع الحالي من رأس تنورة إلى اليابان، لكنها لا تزال قيد الانتظار".

وأضاف، "أبلغونا بـ(التأخير)، لكن كل يوم يتم تعديل (الموعد). أخشى أن الموقف أخطر مما كنا نفترض، لكن المعلومات لا تزال محدودة".

وقفزت العلاوات الفوريَّة لمجموعة واسعة من خامات النفط والمكثفات من الشرق الأوسط وروسيا هذا الأسبوع بفعل تعطّل الإمدادات السعوديَّة. ويُتوقع استمرار تغيير السعوديَّة درجات النفط وتأخيرها لتحميل الشحنات في شهر أكتوبر (تشرين الأول) على الرغم من تعهد السعوديَّة باستعادة فاقد الإنتاج بحلول نهاية سبتمبر (أيلول) الحالي.

وقال مصدر آخر، "بجانب الخام، أرجأت (أرامكو) أيضا تسليم شحنات الديزل الفوريَّة لأحد العملاء مدة تتراوح بين أربعة إلى سبعة أيام".

وأشار مصدر منفصل إلى أن "أرامكو اشترت كذلك شحنتين من الديزل لبيعهما إلى أوروبا وأفريقيا".

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد