ملخص
الأميركيون قلقون من احتمال أن يؤثر الذكاء الاصطناعي في نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة
يشعر أكثر من 7 أميركيين من أصل 10 بالقلق في شأن كيف سيستخدم الذكاء الاصطناعي للتأثير في انتخابات عام 2024 عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وفقاً لاستطلاع جديد أجرته جامعة إيلون في ولاية كارولاينا الشمالية بإشراف مركز "تصور المستقبل الرقمي" التابع للجامعة.
ووجد الاستطلاع أن ما لا يقل عن 78 في المئة من الأميركيين يشعرون بدرجة من درجات القلق، إن لم يكن بصورة كبيرة، من أن يتم توظيف الذكاء الاصطناعي للتلاعب بتصورات الناخبين أو تشويهها عن المرشحين قبل التصويت في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بعد تقديم أمثلة محددة عن هذا السلوك، افترض 70 في المئة من المستجيبين أن الأمثلة المحتملة ستشمل إنشاء حسابات مزيفة على منصات التواصل الاجتماعي وإنتاج فيديوهات ومقاطع صوتية غير حقيقية أو مواد أخرى تمثل المرشحين. وقال 62 في المئة إنهم يشعرون بالقلق في شأن المحتوى الذي يتم توجيهه بواسطة الذكاء الاصطناعي بهدف إقناع شرائح معينة من الناخبين بعدم المشاركة في الانتخابات. وأخيراً، عبر 73 في المئة عن اعتقادهم أنه سيتم توظيف الذكاء الاصطناعي لتأجيج النقاشات على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال حسابات مزيفة أو "تتحكم بها حواسيب".
بصورة عامة، يعبر الأميركيون عن توقعات قاتمة جداً في شأن مستقبل الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامه في الساحة السياسية من قبل الفاعلين ذوي النيات السيئة. يرى 5 في المئة فقط من المستطلعة آراؤهم أنه سيكون للتكنولوجيا تأثير إيجابي في الخطاب السياسي، مقارنة بنسبة 37 في المئة ممن يعتقدون أنها ستؤدي إلى نتائج سلبية بصورة عامة.
يقول جيسون هاسر المتخصص في مجال العلوم السياسية والمشرف على استطلاع جامعة إيلون، "في عالم الانتخابات، تنتشر الأخبار الزائفة منذ ما قبل اختراع الحواسيب، لكن كثراً يشعرون بالقلق في شأن قدرة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتطورة في عام 2024 على منح الأطراف الفاعلة السيئة أداة يمكن الوصول إليها بسهولة لنشر الأخبار الزائفة على نطاق لم يسبق له مثيل... نحن ندرك أن معظم الناخبين يعون أخطار الذكاء الاصطناعي على الانتخابات في عام 2024. على كل حال، فإن الآثار السلوكية لهذا الوعي ستبقى غير واضحة إلى أن نرى عواقب الأخبار الزائفة التي يؤلفها الذكاء الاصطناعي".
بدوره عبر جو بايدن الرئيس الحالي للولايات المتحدة، بوضوح عن تضامنه مع آراء غالبية الأميركيين تجاه أخطار الاستخدام غير الأخلاقي للذكاء الاصطناعي والتفشي المفاجئ والمتزايد لدور التكنولوجيا في حياتنا اليومية. وقع بايدن العام الماضي على أمر تنفيذي يطالب الشركات بمشاركة نتائج اختبارات سلامة الذكاء الاصطناعي مع الحكومة الفيدرالية، وأصدر توجيهاً بتطوير معايير فيدرالية لأدوات الذكاء الاصطناعي قبل إطلاقها للاستخدام العام.
من جهتها قامت لجنة التجارة الفيدرالية أيضاً بإصدار قاعدة في فبراير (شباط) الماضي تهدف إلى مكافحة الاحتيال المعتمد على الذكاء الاصطناعي ويركز على تقليد المسؤولين الحكوميين، وتفكر اللجنة في توسيع هذه القاعدة لتمنع جميع أدوات الذكاء الاصطناعي التي تسمح بتقليد الأفراد.
وبحسب وكالة "أسوشييتد برس"، نقل رئيس موظفي البيت الأبيض جيف زينتس عن الرئيس بايدن قوله لموظفيه العام الماضي، "لا يمكننا التحرك بوتيرة حكومية عادية... يجب علينا التحرك بسرعة، إن لم يكن أسرع من التكنولوجيا ذاتها".
لكن، وعلى رغم ذلك، لا يزال الأميركيون يشعرون بقلق واضح في شأن استمرار تفوق التكنولوجيا على التنظيم الحكومي.
يضيف هاسر، "تتجسد النظرة المتفائلة في أملنا أن يقوم الناخبون الواعون للأخطار بالتعامل بحذر متزايد مع المعلومات في دورة عام 2024، مما يجعلهم مستهلكين أكثر وعياً للمعلومات السياسية. أما النظرة المتشائمة فتتمثل في أن القلق في شأن الأخبار الزائفة المنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي قد يترجم إلى انخفاض في الشعور بالكفاءة الذاتية، والثقة المؤسساتية، والمشاركة المدنية".
أجري استطلاع جامعة إيلون في أبريل (نيسان) الماضي بمشاركة 1020 بالغاً من أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة، وبنسبة خطأ تقدر بـ3.2 في المئة.
© The Independent