Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف يتضرر الاقتصاد الأميركي من عدم الاستعداد لثورة الذكاء الاصطناعي؟

مخاوف من فقدان ملايين الوظائف في ظل التركيز على محاربة التضخم المرتفع

مطالب بتوفير دعم مالي حكومي لتعزيز توسع الشركات في استخدام الذكاء الاصطناعي (أ ف ب)

ملخص

الاقتصاديون يعتقدون بأنه لا يمكن تحقيق النمو من دون انقطاع وبما أن طبقتنا السياسية لا تعرف كيفية التعامل مع الاضطرابات، توقفت عن الحديث عن النمو

"شئنا أم أبينا"، هذا ما اتفق عليه معظم قادة الأعمال والمحللين والاقتصاديين، وهو أن الذكاء الاصطناعي سيضطلع بدور كبير في تشكيل مستقبل الاقتصاد الأميركي، ومن المتوقع أن تكون الأعوام المقبلة حاسمة في تحديد شكل ثورة الذكاء الاصطناعي، إذ يشعر الاقتصادي والعميد السابق لكلية إدارة الأعمال بجامعة "كولومبيا" غلين هوبارد بالقلق من أن الولايات المتحدة ليست مستعدة لقبول الاضطرابات التي تأتي معها، ويرى هوبارد أن هناك مشكلة متزايدة الخطورة يمكن أن تخنق النمو الأميركي لأعوام مقبلة، مشيراً إلى أن البحث عن زيادة معدل النمو هو الدافع الأساس لإعادة التركيز على الذكاء الاصطناعي والنمو الاقتصادي. ويتابع أن أي شيء نريد القيام به كمجتمع "إذا أردنا مكافحة تغير المناخ، أو إذا أردنا إعادة بناء جيشنا، أو تعليم الناس وتدريبهم"، فإن الأمر كله يتعلق بالنمو الاقتصادي، متسائلاً لماذا لا يتحدث السياسيون عن هذا؟ـ ويقول أيضاً إن "الاقتصاديين يعتقدون بأنه لا يمكن تحقيق النمو من دون انقطاع وبما أن طبقتنا السياسية لا تعرف كيفية التعامل مع الاضطرابات، توقفت عن الحديث عن النمو".

كيف تتأثر سوق الوظائف بتوسع الذكاء الاصطناعي؟

أما في ما يتعلق بالحديث عن فقدان الوظائف الذي سيأتي مع زيادة استخدام الذكاء الاصطناعي، فيرى هوبارد أن "علينا التفكير في موجتين، فعلى مدى العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية، تسبب التغير التكنولوجي وبعض العولمة في حدوث اضطراب بطيء في سوق العمل والمجتمعات في جميع أنحاء البلاد"، مضيفاً أنه "إذا نظرنا الآن إلى الذكاء الاصطناعي، فإننا سنواجه الاضطراب نفسه، إلا أنه سيكون أسرع بكثير"، ويوضح في حديثه إلى شبكة "سي إن إن" أننا "نتحدث عن خمس سنوات، وليس 30 عاماً، وإذا لم نتمكن حتى من التعامل مع العملية البطيئة التي تستغرق 30 عاماً، كيف سنفعل ذلك في خمس سنوات؟"، ويضيف "نحن حقاً في حاجة إلى إعادة التفكير في كيفية إدارة التغيير لأننا بالطبع نريد التغيير من الذكاء الاصطناعي "بينما السؤال الأهم هو كيف تساعد الناس على التأقلم؟".

وحول اتجاه كبار المديرين التنفيذيين بالفعل إلى تطبيق الذكاء الاصطناعي في أعمالهم الخاصة، وهل نحن حقاً في حاجة إلى مساعدة وتدخل الحكومة الأميركية، يعتبر هوبارد أن "الأمر يتطلب بعض المساعدة الحكومية لأن الشركات ستفعل بالتأكيد ما هو في مصلحتها، وهو أن تصبح أكثر كفاءة أو تستخدم الذكاء الاصطناعي لإحداث ثورة في العمليات، وهذا بالطبع سيعود بالفائدة على الاقتصاد الأميركي الكلي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يضيف "لذلك نحن في حاجة إلى سياسة عامة، وأعتقد بأن الأمر بسيط ونحن نعرف نوعاً ما كيفية القيام بذلك، فنحن في حاجة إلى تسليح كليات المجتمع بخلق شراكات بين القطاعين العام والخاص، بين الشركات وكليات المجتمع".

في الوقت نفسه قد يجادل عدد كبير من الأشخاص بأن قانون "تشيبس" وقانون خفض التضخم اللذين أصدرتهما إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن فعلا كثيراً لزيادة الإنفاق وتحفيز النمو، لكن الدور الحقيقي للحكومة هو الدعم الهائل للأبحاث الأساسية التي يمكن أن تؤدي إلى الجيل التالي من الرقائق.

ويقول هوبارد إن "السؤال ليس عن اليوم، بل عن الغد، فنحن ننفق أقل بكثير على البحث والتطوير، والبحث أفضل بكثير من كتابة الشيكات للشركات التي لديها بالفعل كثير من المال، أيضاً نحتاج إلى استهداف الأغراض التي نعتقد بأنها ضرورية للدفاع الوطني وحمايتها"، مستدركاً "لكن ليس لدينا دفتر شيكات كبير بما يكفي لدعم كل شيء، ولن يكون هذا هو الطريق إلى التعافي"، مطالباً بدعم الأبحاث العلمية.

مخاوف من استمرار التركيز على محاربة التضخم فقط

ويشير هوبارد إلى أنه مع تفرغ البنك المركزي الأميركي لخفض التضخم إلى مستوى اثنين في المئة، ربما يتسبب إعطاء الأولوية للنمو الاقتصادي في تفاقم المشكلة، إذ يرى أن الأهم في كل ذلك أن يكون هناك تحفيز كبير للطلب، فالأمر يتعلق أكثر بإنتاجية جانب العرض، وبذلك فهو أقل إثارة للقلق. وقال "لكن الأمر لا يزال أنك لا ترغب في الاستمرار في توسيع العجز، لذا يتعين على صناع السياسات أن يتخذوا خيارات إما زيادة بعض الضرائب أو خفض بعض الإنفاق الآخر".

وفي ما يتعلق بإمكان حدوث زيادة كبيرة في الضرائب خلال عام الانتخابات، لا يتوقع هوبارد أن يقترح أي مرشح ذلك، لكنها في الوقت نفسه مسألة حسابية، إذ إن مدفوعات الدين الوطني التي كانت صفراً قبل عامين، أصبحت الآن بحجم الإنفاق الدفاعي، قائلاً "لذلك علينا أن نفكر ملياً في هذا الأمر وسيتعين على الرئيس الأميركي المقبل أن يتعامل معه، وربما لا يقوم بحملته الانتخابية على هذا الأساس، ولكن أياً كان، فسوف يتعين عليه أن يفعل شيئاً حيال ذلك".

وحول إمكان أن يؤدي تحويل التركيز بعيداً من النمو إلى الإضرار بالآفاق الاقتصادية للأميركيين، يرى أن "ذلك قد يدفع باتجاه إبطاء نمو الإنتاجية، ومن المحتمل أن يكون الذكاء الاصطناعي التوليدي هو المحرك الأكبر لنمو الإنتاجية في العقد أو العقدين المقبلين، ليس لأنه يحل محل الوظائف ولكنه يزيد من إنتاجية الشخص"، مستدركاً أنه "يعني أيضاً أنه يجب علينا أن نكون على استعداد لتحمل حقيقة أن بعض الشركات ستتوقف عن العمل وسيفقد بعض الأشخاص وظائفهم وستصبح شركات أخرى كبيرة جداً". ويشدد هوبارد على أن الدعم الاجتماعي للنظام يتفكك وبدأ يتفكك منذ فترة، وهناك كثير من المجتمعات وعدد كبير من مجموعات الأفراد الذين لا يشعرون حقاً بأن الرأسمالية المعاصرة تخدمهم جيداً، وكلما تركنا ذلك لفترة أطول، نخاطر حقاً بقتل الإوزة الذهبية.