Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أشهر معالم مسلسل "فريندز" في معرض نيويوركي مؤقت

مقتنيات المعرض تمتد من مقهى سنترال بيرك إلى شقة شاندلر وتؤجج الحنين بشكل مدهش

لم يستطع ربع قرن محو التألق العالمي المذهل للـ"سيت كوم" الشهير "فريندز". (موقع تايم إن كيوك.نت)

نحن على أعتاب الذكرى الخامسة والعشرين لبدء بث المسلسل الكوميدي الشهير "فريندز" (= "أصدقاء") للمرة الأولى في 22 سبتمبر (أيلول) 1994، وحتى الآن ما زال المعجبون يعيشون في ذلك العالم المُتخيَّل.

وفي المحصلة، يشكّل مسلسل "فريندز" الامتياز الذي دفع بشركة "نيتفلكس" إلى إنفاق 100 مليون دولار كي تمدد بقاءه ضمن قائمة أعمالها لعام آخر، في الأقل. وحاضراً، افتُتِحَ حدث مؤقت مُكرس للمسلسل في مدينة نيويورك بهدف الاحتفال بذكرى ولادة عرضه الأول.

وبصوررة مجملة، يشكّل ذلك المعرض القابع في ثنايا منطقة "سوهو" تجربة غامرة تقدم مواقع التصوير، وفرصاً لالتقاط الصور وحتى زيارة مقهى "سنترال بيرك" الشهير. وتسبّبت تلك الوعود المغرية في نفاد تذاكر المعرض المؤقت خلال ثلاث ساعات من طرحها للبيع. وقمنا بجولة فيه قبل سويعات من افتتاحه.

في المدخل، ثمة صورة ضخمة لأبطال العمل في بدايات المسلسل، وبجوارها ملحوظة تقول "قبل خمسة وعشرين عاماً، التقينا بستة أشخاص في عنفوان الشباب في العشرينات من العمر، كانت حياتهم ومحبتهم وثيقة الارتباط... لقد رحبّوا بنا ضمن عالمهم على مدار عشرة مواسم. مرحباً بكم مجدّداً. تفضلوا بالجلوس على الأريكة. أنتم الآن من بين الأصدقاء". أعلم أن العبارة سمجة بعض الشيء لكنها لطيفة أيضاً. بعد ذلك، هنالك نموذج من بطاقة أُعيدَ تقديمها من المراحل الأولى لشريط المسلسل، تحمل اسم "أصدقاء مثلنا"، وهو العنوان الأصلي للعمل. وتعيدنا البطاقة إلى شهر مايو (أيار) 1994 عندما صُوّرت الحلقة التجريبية منه. وعلى ذلك المنوال، تنطلق جولتنا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في خطوة تالية، نصل إلى وقفة أولى بين مجموعات من المعروضات التي تقدّر أجواء العمل وتحتفي بها. ثمة جدار كبير يحيّي أفضل التعبيرات المعروفة المرتبطة بـ"الأصدقاء"، تلك الكلمات والعبارات التي تنقلكم فوراً إلى لحظات محدّدة في المسلسل. وتشمل "إنها جراد البحر الخاص بك" و"لقد كنا في استراحة" و"إنه مجرد رأي خاص بالبقرة" و"إنها وظيفة لا هوية لها" و... القائمة تطول.

في مرحلة تالية، يتابع الزائرون التجوال في المعرض ويصادفوا أريكتين برتقاليتين، وُضعتْ فوقهما مجموعة من المظلات بألوان مختلفة، ما يمثّل دعوة إلى الجلوس والاستمتاع بالتقاط صور في وضعيات شبيهة بتلك التي تظهر في شارة البداية في العمل. إنها حركة لإغراء الزوار، لكن دعونا ألا ننسى أننا نعيش في عصر "آنستاغرام".

وعند الرُكن التالي، تصبح الأمور مثيرة للاهتمام حقاً. إذ يجري استقبال المعجبين بأكثر من 50 قطعة أصلية من العمل، وكلها محفوظة تحت أغطية زجاجية. هناك مجلة "ساينس بويز" المصوّرة الخاصة بـروس، وهي النسخة التي احتفظت بها فيبي بعدما سرقتها منه في الشارع عندما كانا طفلين. ويبرز تسجيل صوتي لريتشيل يعود لفترة حملها بـإيما، وكذلك رسالتها الطويلة الشهيرة إلى روس "دعنا نستأنف علاقتنا"، ويتظاهر في الموسم الرابع بأنه قرأها. نشاهد خوذة سبدنيك الفضائية الخاصة بـروس التي ارتداها في حلقة عن "عيد الهالوين" في الموسم الثامن. ويوجد الزيّ الذي يرتديه في ذلك الموعد الغرامي المشؤوم في الموسم الخامس، عندما يخلع سرواله الجلدي في الحمام ولا يتمكن من ارتدائه مرة اخرى.

وكذلك يوجد كأس غيللر. إنه تلك القطعة الغريبة التي تشبه الغول ويتصارع روس ومونيكا على ملكيته في الموسم الثالث. وهناك تلك السترة الحمراء التي كشفت بأسلوب درامي هوية والد طفل ريتشيل في الموسم الثامن. ويوجد لباس الطاهي المحترف الخاص بمونيكا والنظارات الشمسية الضخمة التي ترتديها بعدما أقحمت رأسها داخل ديك رومي لإرضاء شاندلر. ونرى أيضاً شريط التنويم المغناطيسي الخاص بشاندلر، وقد استخدمه عندما كان يحاول الإقلاع عن التدخين، إضافة إلى "سوار الصديق المفضل" الذي أهداه جوي إلى شاندلر في الموسم الثاني. إنه لأمر رائع أن نرى كل ذلك في مكان واحد، ويذكرنا بعدد من اللحظات التي ساعدت في تحويل سلسلة كوميدية بسيطة إلى ظاهرة عالمية. لا بد من الإشارة إلى أن وجود علامات على الجدارن تذكّر المشاهدين بتسلسل التطوّر في كل شخصية خلال مواسم العمل، إضافة إلى تاريخ بعض الثنائيّات الأشهر في المسلسل (روس وريتشيل  - جوي وشاندلر).

وفي المعرض نفسه، يتوفر أيضاً رسم بياني مفيد يتتبع العلاقات الرومانسية لكل شخصية. إذ يلتقي خطّان منفصلان كي يصبحا خطاً واحداً في إشارة إلى زواج شاندلر ومونيكا وبدء المواعدة الغرامية بين روس وريتشيل.

كما يتضمن المعرض الذي تبلغ مساحته 2600 متراً مربعاً تقريباً مجموعة من النماذج التي تقلّد مواقع التصوير، ما يعني أنه يمكنكم إلقاء نظرة خاطفة على الباب الأرجواني المعروف الذي يشتمل على إطار ذهبي حول ثقب الباب تماماً كما في الباب الأصلي، أو الاسترخاء على أريكة مقهى "سنترال بيرك"، أو الجلوس في كرسي الاسترخاء الموجود في وسط غرفة المعيشة الخاصة بجوي وشاندلر. وتشكّل تلك النماذج المقلدة مزيجاً من النسخ المُعاد تصنيعها (مثلاً، كراسي الاسترخاء ليست أصلية) والعناصر الحقيقية المعروضة ضمن حافظات زجاجية مثل اللعبة الصوفية "هاغزي" العزيزة على قلب جوي وتتخذ هيئة طائر البطريق. بالتأكيد، سيكون من الممتع أكثر التجوّل بين الأثاث الأصلي في موقع التصوير، لكن هناك عناصر حقيقية تتكفل بأن تعيشوا تجربة مُرضية لكم.

في الواقع، يوجد مقهى حقيقي يمكّن الزوار من طلب المشروبات والمعجنات التي استوحيت أسماء بعضها من حلقات محدّدة في العمل. تظهر كعكة "رشوة سلة كعك التوت الصغيرة" الخاصة بـ"روس" فتشعل في أذهاننا ذكرى حلقات الموسم الخامس التي يحاول فيها روس رفع دعوى على شقة جاره المرشّحة للإخلاء، مستغلًّا تأثير مخبوزاته. في المقابل، تشير حلوى "يا إلهي، لقد أوقعت التشيز كيك" الخاصة بـريتشيل إلى تلك الحلقة في الموسم السابع التي يتناول فيها ريتشيل وشاندلر قطعتين مسروقتين من حلوى "تشيز كيك" بعد وقوع خطأ في توصيل الطعام.

وبطبيعة الحال، تنتهي الزيارة مع متجر الهدايا التذكارية حيث يمكن للمعجبين شراء منتجات تحمل إشارات إلى العمل. وتشمل تلك التشكيلة تقريباً كل شيء، بدءاً من القمصان إلى زينة أعياد الميلاد ووصولاً إلى قفازات الفرن. وبالمناسبة، بإمكانكم زيارة المتجر حتى لو لم تتوفر لديكم تذكرة دخول إلى المعرض، وذلك عبر مدخل منفصل في شارع برودواي.

وغني عن القول بأن الجزء الأكثر إثارة للاهتمام في المعرض المؤقت موجود في الداخل، في مكان ما بين المصباح المصنوع من الصدف الذي تحبه ريتشيل وذلك الكأس الذي فاز به جوي في مسابقة رفيعة المستوى عن غناء الأوبرا. في هذا المكان، يجري الانتقال بكم عبر الزمن كي تعودوا إلى الوقت الذي شاهدتم فيه "فريندز" للمرّة الأولى، سواء أكان ذلك في طفولتكم أو سني المراهقة. وفي ذلك الركن، تتذكرون سبب استمراركم في الاستمتاع بذلك المسلسل على الرغم من الأدلة المتراكمة على أنه لم يكن عملاً كاملاً. في هذا المكان، يستيقظ الحنين إلى الماضي.

© The Independent

المزيد من فنون