قصر بكنغهام "مستاء" من اعتراف ديفيد كاميرون بأنه التمس دعم الملكة خلال الاستفتاء حول استقلال اسكتلندا.
وأقرّ رئيس الوزراء السابق بأنه ربما باح "بمعلومات أكثر من اللازم" عن تعاطيه مع الملكة التي يفترض أن تظل بمنأى عن المعترك السياسي.
وكشف السيد كاميرون عن طلبه دعم الملكة بعد "الذعر" الذي انتابه في أعقاب ظهور استطلاع للرأي يتنبأ بفوز خيار الاستقلال.
وقال في فيلم وثائقي صورته قناة البي بي سي إنه اتّصل بمسؤولين في قصر باكنغهام في العام 2014 واقترح عليهم أن يبدر عن الملكة إشارة صغيرة في الحملة التنافسية المحتدمة.
وقبل حصول الاستفتاء بأيام قليلة في سبتمبر (أيلول) 2014، عبّرت الملكة لأحد المهنئين في منطقة أبردينشير الاسكتلندية، عن أملها بأن "يفكّر (الاسكتلنديون) مليّاً في مستقبلهم".
وفي محاولة للتقليل من أهمية الجدال المحيط باعترافه، أصرّ السيد كاميرون في وقت لاحق أنه لم يطلب من الملكة أن تقوم بأي عمل "غير لائق" خلال الاستفتاء حول استقلال اسكتلندا.
وقال رئيس الوزراء السابق، الذي يقوم بجولة إعلامية ترويجاً لمذكراته، على برنامج توداي على إذاعة بي بي سي الرابعة "لم أطلب يوماً أي تصريح أو عمل غير مناسب."
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف "لا أريد الاستفاضة بالحديث عن هذا الموضوع، إذ لا شكّ أن البعض، وربما أنا منهم، يعتقدون بأنني بالغت بالبوح في هذه المسألة."
وكان كاميرون قال للبي بي سي في وقت سابق "أذكر بعض المحادثات التي أجريتها مع سكرتيري الخاص، وأجراها هو مع سكرتير الملكة الخاص أو أجريتها أنا مع سكرتير الملكة الخاص، لم أطلب فيها أي شيء غير مناسب أو مخالف للدستور بل لفتة صغيرة، ضئيلة حتى، لأننا اعتقدنا أنها ستؤثر في النتيجة."
ويقال إن تعليقات السيد كاميرون أدت إلى "استياء" في أوساط قصر باكنغهام.
ونقلت البي بي سي عن أحد المصادر تأكيده أنه "ليس في مصلحة أي طرف" الإعلان عن محادثات جرت بين رئيس الوزراء والملكة "ويعيق هذا الموضوع تطور هذه العلاقة".
وتُسلّط الأضواء أيضاً على علاقة الملكة برئيس الوزراء الحالي بعد أن طلب منها بوريس جونسون أن تأمر بتعليق البرلمان، وهي خطوة تدور حولها معركة قضائية في المحكمة الدستورية العليا.
للسيد كاميرون تاريخ من الهفوات المتهورة في علاقته مع الملكة.
وأقر أن قوله إنها "همهمت بسعادة خلال اتصال هاتفي" معه بعد فوز خيار رفض الاستقلال في الاستفتاء الاسكتلندي - كان "خطأ بالغاً".
(شاركت الوكالة الوطنية في أعداد المقال)
© The Independent