Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طلاب حول العالم يتظاهرون لمواجهة الكوارث المناخية

سينظم أكثر من 5 آلاف نشاط بين مختلف القارات في تحرك احتجاجي يبلغ ذروته بتظاهرة في نيويورك حيث تعقد الاثنين قمة دولية حول المناخ

يتظاهر مئات آلاف من الشبان، الجمعة 20 سبتمبر (أيلول) 2019، في مختلف أنحاء العالم في أكبر تعبئة تنظم حتى الآن للدعوة من أجل التحرك لمواجهة الكوارث المناخية.

وانضم هؤلاء الشباب إلى الحركة التي أطلقتها في صيف 2018 الشابة السويدية غريتا تونبرغ، وقاطعوا الدروس في يوم "الإضراب العالمي من أجل المناخ"، في تحرك رمزي سيبلغ ذروته بتظاهرة ضخمة في نيويورك حيث تعقد الاثنين قمة دولية حول المناخ.

من سيدني وصولاً إلى سيول مروراً بمانيلا أو بومباي وبالي وطوكيو، أعطت منطقة آسيا- المحيط الهادئ إشارة الانطلاق ليوم "فرايداي فور فيوتشر" الهادف إلى تصعيد الضغط على صانعي القرار السياسيين والشركات لكي يتخذوا إجراءات جذرية من أجل ضبط ارتفاع حرارة الأرض، الناجم عن الأنشطة البشرية.

من المرتقب تنظيم أكثر من خمسة آلاف نشاط في مختلف أنحاء العالم.

كل شيء يؤثر

وفي شريط فيديو، دعت غريتا تونبرغ الخميس التلاميذ إلى تصدر هذه المعركة.

وقالت السويدية، البالغة من العمر 16 سنة، والتي أصبحت ناطقة باسم الجيل الشاب المقتنع بأن الجيل الأكبر سناً لم يبذل جهوداً كافية لمكافحة الاحتباس الحراري، "كل شيء يؤثر. ما تقومون به يؤثر".

ومع بزوغ الفجر في المحيط الهادئ، أطلق التلاميذ النهار في فانواتو وجزر سليمان وكيريباتي حيث رددوا "لن نتراجع، نحن نناضل". وهذه الدول الواقعة في المحيط الهادئ هي في مقدمة خط مواجهة الاحتباس الحراري بسبب ارتفاع مستوى المياه.

أستراليا

في أستراليا تجمّع أكثر من 300 ألف شخص من شباب وأهاليهم وأشخاص آخرين في مدن عدة. وبلغ عددهم ضعفي ذلك الذي سجل في مارس (آذار) خلال أول تحرك مماثل.

قال ويل كونور (16 سنة) في سيدني، "نحن عدنا لتوجيه رسالة إلى الأشخاص في السلطة لكي نثبت لهم أننا واعون وأن هذه المسألة مهمة بالنسبة إلينا". وأضاف أن "مستقبلنا على المحك".

وتشهد أستراليا أيضاً تقلبات مناخية مع جفاف يتزايد بشكل كبير وحرائق غابات تزداد كثافة وأمطار موسمية تتسبب بفيضانات مدمرة.

كما أن الغالبية المحافظة التي تعد في صفوفها الكثير من المشككين في جدوى التحرك المناخي، تواجه انتقادات بانتظام بسبب عدم تحركها في هذا المجال.

آسيا

هذا الاستياء كان ظاهراً في أماكن أخرى في آسيا. وقالت ليلي ساتيدتاناسارن (12 سنة) من بانكوك التي أطلق عليها اسم "غريتا تونبرغ تايلاند" بسبب معركتها لمكافحة البلاستيك، لوكالة الصحافة الفرنسية، "نحن المستقبل ونحن نستحق ما هو أفضل".

وأضافت أن الكبار "لا يفعلون إلا الكلام، لكنهم لا يقومون بشيء... لا نريد أعذاراً".

وجرت تجمعات في الهند ونيودلهي وبومباي ونظم آلاف الأشخاص تظاهرات في الفيليبين، الأرخبيل المهدد أيضاً بشكل كبير بارتفاع مياه المحيطات.

وقالت يانا بالو (23 سنة) في مانيلا، "الكثير من الناس يشعرون هنا بآثار الاحتباس الحراري، خصوصاً الأعاصير".

وقال أمان شارما، الطالب الذي كان يتظاهر في نيودلهي، إن هذه التعبئة هي "من أجل مستقبلكم ووجودكم، من أجل حياتكم. إذا لم تنزلوا إلى الشارع فإنكم تضيعون الوقت أينما كنتم في العالم".

أفريقيا

في جنوب أفريقيا، جاب نحو 500 ألف شخص شوارع جوهانسبورغ صباحاً. وقال جوناثان ليثغو، الطالب البالغ من العمر 15 سنة، إن "مدرستنا سمحت لنا بالمشاركة في التظاهرة. إذا لم نقم بشيء سريعاً، فإنها ستكون بداية نهاية البشرية".

ونزل مئات الشباب الأوغنديين أيضاً إلى الشوارع لمطالبة العالم بالتحرك لمواجهة التغير المناخي في مختلف المدن وكذلك في كينيا المجاورة.

أوروبا

بدأت أولى التجمعات تنظم في أوروبا، حيث نزل أنصار حزب الخضر إلى الشارع في ألمانيا ومنعوا حركة المرور في وسط فرانكفورت، على أن تكون أبرز تظاهرة أمام بوابة براندنبورغ.

وفي وقت لاحق الجمعة، أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل توصّل أحزاب الائتلاف الحكومي إلى خطة واسعة لحماية المناخ تصل كلفتها إلى 100 مليار يورو على الأقل بحلول العام 2030، وذلك بعد مباحثات ماراثونية ليل الخميس- الجمعة. وتستهدف الاستراتيجية الحدّ من انبعاثات الغاز ذات مفعول الدفيئة في قطاعي الطاقة والصناعة وتعزيز السيارات الكهربائية وتشجيع الناس على ارتياد القطارات عوضاً عن الطائرات. وتشمل تدابير الخطة رفع أسعار تذاكر الطيران وتخفيض أسعار تذاكر القطارات، وضخّ نحو 86 مليار يورو (94 مليار دولار) في البنى التحتية لسكك الحديد. وقالت الحكومة إن هذا الاستثمار لن يؤثر على خططها للحفاظ على توازن الموازنة، لكن سيساعد على "دعم الاقتصاد". غير أن عدداً من المجموعات المدافعة عن البيئة اعترض على الخطة ووصفها بالبطيئة وغير المُلزمة.

وفي باريس، جاءت جانيت البالغة من العمر 12 سنة للتظاهر برفقة والدها، قائلة إنه "عيد ميلادي ولقد طلبت المجيء إلى هنا لأن هذا الوضع يجعلني حزينة".

أسبوعان من التحرك

ويوم التحرك الجمعة سيعطي لنيويورك إشارة انطلاق أسبوعين من التحرك، خصوصاً السبت مع أول قمة للشباب حول المناخ تنظمها الأمم المتحدة. وإلى جانب غريتا تونبرغ سيحضر 500 من الشباب من دول أميركا الجنوبية ودول أوروبية وآسيوية وأفريقية.

وسينظم الجمعة، 27 سبتمبر، خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة إضراب عام جديد منسق على مستوى العالم.

وستعقد قمة خاصة حول المناخ الاثنين في الأمم المتحدة بمشاركة نحو 100 رئيس دولة وحكومة، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

وكي لا ترتفع حرارة الأرض بما يتجاوز 1.5 درجة مئوية، يجب على العالم أن يحقق بحلول 2050 الحياد على صعيد انبعاثات الكربون، أي أن يحقق توازناً بين كميات الكربون المنبعثة وتلك التي يتم التخلص منها، بحسب آخر إحصاء لعلماء خلصوا إلى هذه النتيجة بتفويض من الأمم المتحدة.

المزيد من بيئة