Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السودان يعود بفاعلية إلى المنصات العالمية من بوابة الأمم المتحدة

يتوجه رئيس الوزراء عبدالله حمدوك إلى الولايات المتحدة الأميركية

تضع الولايات المتحدة السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب منذ نحو 20 عاماً (أ. ف. ب)

يتوجه رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك السبت 21 سبتمبر (أيلول) إلى الولايات المتحدة الأميركية، على رأس وفد رفيع المستوى هو الأول من نوعه منذ نحو ربع قرن، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد في نيويورك هذا الأسبوع بعد قطيعة سياسية واقتصادية ودبلوماسية نظراً لاتهامات محكمة الجنايات الدولية رئيس النظام السابق عمر البشير، إضافة إلى العقوبات الاقتصادية الأحادية التي فرضتها الولايات المتحدة، بعد وضع السودان على القائمة السوداء الراعية للإرهاب.

وسيرافق حمدوك الذي من المتوقع أن يلقي خطاب السودان في هذه الاجتماعات، الجمعة 27 سبتمبر، عدد من الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة المعنيين بالملفات محل النقاش بين السودان والأمم المتحدة وأجهزتها من جهة، وبين السودان والولايات المتحدة من جهة أخرى. وفي مقدمة هؤلاء وزيرة الخارجية أسماء محمد عبد الله. وقد تم وفق مصادر مطلعة لـ "اندبندنت عربية" ترتيب برنامج حافل باللقاءات مع كبار المسؤولين في الأمم المتحدة في مقدمهم الأمين العام ومسؤولون في الإدارة الأميركية والكونغرس لرئيس الوزراء بغرض إجراء اختراق حقيقي في علاقات السودان مع هذه الأطراف الدولية ذات التأثير المباشر في الراهن الذي يعيشه السودان.

وتعقد القمة العادية السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة الرقم (74) هذه المرة تحت شعار (تعزيز الدبلوماسية المتعددة الأطراف لمحاربة الفقر والتغيير المناخي وتأكيد جودة التعليم)، وهي أحد ملفات المشكلات التي تسعى حكومة حمدوك إلى إيجاد حلول جذرية لها خلال الفترة الانتقالية التي ورثت ملفات شائكة حولها. ومعلوم أن السودان الذي ظل معزولاً لسنوات عدة يشهد بعد تكوين حكومته المدنية الجديدة انفتاحاً على دول العالم المتسابق لتقديم العون والسند لاقتصاده المنهار، حيث ورث عن النظام المعزول تركة ثقيلة من التحديات والصعوبات الاقتصادية التي شكلت وقود الثورة.

تطورات الأوضاع

وفي هذا السياق، يرى السفير عمر الشيخ في حديث إلى "اندبندنت عربية" أن مشاركة السودان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تعد نقلة نوعية وفرصة جيدة لإطلاع المجتمع الدولي على تطورات الأوضاع في السودان بعد تشكيل الحكومة المدنية والتحول الذي حدث في سبيل إحلال السلام ونتائج اللقاءات مع قوى الكفاح المسلح، وتأكيد أن إحلال السلام يمهد لحل النزاع بشكل نهائي، وإعادة النازحين إلى بيوتهم، لافتاً إلى أنه من حسن الحظ أن حمدوك على معرفة بمثل هذه الاجتماعات وما يدور في فلكها كونه عمل فترات طويلة في منظومة الأمم المتحدة.

ويعتبر أن أهمية المشاركة في هذه الاجتماعات هي أنها تأتي بعد نجاح الثورة الشعبية التي شهد العالم سلميتها ومطالبها العادلة، فضلاً عن أنها تظهر الوجه الحقيقي للسودان كنظام ديمقراطي تسوده الحرية والسلام والعدالة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويأمل في أن يتم ترتيب لقاءات عبر القنوات الدبلوماسية لحمدوك مع الإدارة الأميركية وأعضاء الكونغرس ورؤساء دول العالم لعكس الوجه الجديد للسودان والتفكر في خطوات رفع اسمه من قائمة الإرهاب بعد أن زالت مبرراتها لجهة أنها شكلت أس الداء وجعلت السودان معزولاً دولياً، فيما يشكل رفع العقوبات الاقتصادية بشكل كلي مفتاح العافية للاقتصاد السوداني والبداية الحقيقية لتدفقات الأموال، فضلاً عن بدء المحادثات الرسمية لإعفاء ديون السودان وجدولتها.

نقلة كبيرة

في حين أكد عضو منظمة كفاية الأميركية الدكتور سليمان بلدو لـ"اندبندنت عربية" أن موقف الأمم المتحدة من الثورة السودانية خصوصاً في مراحلها الأخيرة كان داعماً ومثّل نقلة كبيرة لإدانتها أعمال العنف الذي مارسه النظام السابق ضد المتظاهرين، فضلاً عن تعيينها مبعوثاً خاصاً للسودان هو نيكولاس هايسوم لدعم المرحلة الانتقالية والإصلاح الاقتصادي في السودان خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن عودة السودان إلى المشاركة الفاعلة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة سيكون لها أثر كبير في تطوير علاقاته مع المجتمع الدولي وفق المصالح المشتركة، وذلك من ناحية أن هذه الاجتماعات هي مناسبة وفرصة لرئيس الوزراء حمدوك للالتقاء بمعظم رؤساء العالم لشرح التطورات التي شهدها السودان خلال الفترة الماضية وما حدث من تحول يصب في اتجاه الحريات وتحقيق السلام العادل، فضلاً عن أهمية استغلال نفوذ عدد كبير من الدول بخاصة دول الجوار من الخليج ودول الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي لدعم ومساندة طلب السودان برفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وذلك من خلال الضغط على واشنطن.

برنامج فعال

وكان وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح ذكر في وقت سابق أن "الحكومة السودانية ستقوم بترتيبات لوضع برنامج فعال لرئيس الوزراء خلال مشاركته في أعمال الجمعية العامة وعلى رأسها لقاءات لممثلين لدوائر صنع القرار بالأمم المُتّحدة والمنظمات المانحة"، وأضاف "أن مشاركة حمدوك في الاجتماع الأممي تأتي في إطار حرصه شخصياً على قيادة وفد السودان، وأن لقاءاته الثنائية تستعرض مصالح السودان المشتركة مع قادة دول العالم".

إزالة العقوبات

وفي السياق ذاته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب، وإزالة جميع القيود والعقوبات المفروضة عليه، معبراً عن أمله في أن يكون هناك حشد كبير للموارد لدعم السودان للتغلب على الوضع الاقتصادي الصعب للغاية الذي يعاني منه.

وأضاف "إذا لم يحدث ذلك فمن الواضح أننا نجازف بعدم الحفاظ على المكاسب في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان"، مؤكداً أن السودان يشكل أملاً كبيراً بالنسبة إلى الأمم المتحدة، وإن ما تم إنجازه بالحوار في السودان يدل على أنه يمكن حل جميع النزاعات السياسية من طريق الحوار عندما تكون هناك إرادة سياسة لذلك، وينبغي أن يكون هذا درساً لكل مكان في العالم.

وتضع الولايات المتحدة الأميركية السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب منذ أكثر من 20 عاماً، حيث تبذل الخرطوم منذ وقت بعيد جهوداً جبارة لإقناع واشنطن بحذفها من هذه اللائحة من دون طائل.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي