فيسبوك في قفص الاتهام...  البنوك المركزية تجري تحقيقات بشأن عملة ليبرا المشفرة

يواجه فيسبوك تحقيقاً إضافياً بشأن خططه لإطلاق عملته الخاصة، فيما يُتوقع أن يعقد   ممثلون عن العملاق التكنولوجي اجتماعاً مع جهاتٍ تنظيمية دولية يوم الاثنين المقبل.

من المقرر أن يجتمع مسؤولون من 26 مصرفاً مركزياً في سويسرا لمسائلة موقع فيسبوك بشأن إطلاق عملته المشفرة " ليبرا"، والتهديد المتوقع من العملة الرقمية للاستقرار المالي.

ويأتي الاجتماع بعدما قال وزير المالية الفرنسي برونو لومير أنّه سيقوم بحظر تطوير ليبرا في أوروبا لأنّها تشكّل تهديداً على " السيادة المالية ".

و أوضح لومير الذي كان يتحدث في مؤتمرٍ للعملات الرقمية المشفرة الأسبوع الماضي، " أودّ أن أكون واضحاً للغاية، في ظلّ هذه الظروف، لا يمكننا السماح بتطوّر ليبرا على الأراضي الأوروبية ".

وكان فيسبوك قد أعلن عن عملة ليبرا في وقتٍ سابق من العام الحالي مشيراً إلى أنه يعتزم إطلاقها خلال عام 2020. ويجري تطويرها بالتعاون مع بعض أكبر الشركات والمؤسسات المالية العالمية بما فيها بايبال وماستركارد وفيزا.

وفي هذا الإطار، يقول خبراء العملات المشفّرة بأنّ الاهتمام الذي تحظى به ليبرا مقارنةً بالعملات الرقمية الأخرى على غرار بيتكوين وايثريوم يعود إلى إسهام فيسبوك في المشروع، فضلاً عن خصائص العملة الجديدة المختلفة بشكلٍ جوهري.

وتقول آنا بينسيك، رئيسة التبادل الرقمي في "نيكسهاش" لـ "لاندبندنت" إن " العملات المشفرة تخلّ بالنظام الاقتصادي وهي تمنح المستهلكين والمستثمرين العديد من الفوائد على حدّ سواء. أمّا عملة ليبرا فتختلف عن الكثير من العملات المشفرة لأنّها بطبيعتها تُدار من جانب الشركات الأعضاء التي أسهمت بالتأسيس بالطريقة نفسها التي تُدار فيها النقود المجزأة من قبل البنك المركزي.. جرّاء حلقة الشركات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات والتي تدير بشكلٍ رئيسي عملتها الخاصة، ليس أمراً مفاجئاً بأنّ تكون البنوك المركزية حذرة من الاموال التي تتحرّك في هذا الاتجاه. وسيكون من المثير للاهتمام رؤية نتيجة هذه المحادثات وسواء ستقوم الحكومات أو ليبرا بأيّ تعديلاتٍ لجعل العملة منسجمة مع الاقتصاد العالمي الرقمي."

وبحسب ما أفاد مسؤولون تحدّثوا إلى صحيفة فايننشال تايمز، سيضمّ الاجتماع المقرر عقده في بازل السويسرية ممثّلين عن بنك انجلترا (المركزي البريطاني) ومجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي).

وكان سبق لفيسبوك أن أعلن بأنّه يرحّب بردود الفعل من الجهات التنظيمية العالمية معتبراً أنّه أعلن عن ليبرا قبل وقتٍ طويل من إطلاقها المزمع بهدف معالجة أيّ مسائل محتملة مرتبطة بالعملة.

وقال متحدّث باسم ليبرا لـ "اندبندنت" الأسبوع الماضي إنّه "خلال حوالي ثلاثة أشهر بعد الإعلان عن النية بإطلاق مشروع ليبرا، أصبحنا أكثر شركة تكنولوجيا مالية تخضع للتحقيق والمساءلة في العالم. إننا نرحّب بهذا التحقيق وقد صممنا مسار إطلاقٍ طويل لإجراء هذه المحادثات وتثقيف أصحاب المصالح وضمّ تعليقاتهم في تصميمنا."