Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفيدرالي يخفض سعر الفائدة... وترمب يصفه بعدم الشجاعة

تراجع توقعات خفض الفائدة الأميركية بعد الارتفاعات الأخيرة لسعر النفط هو تسعير مبكر لارتفاع معدلات التضخم في أميركا خلال الفترة المقبلة

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يواصل انتقاده اللاذع لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول رغم الخفض الجديد لسعر الفائدة (رويترز)

أعلنت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية "FOMC" لبنك الاحتياطي الفيدرالي، أمس الأربعاء، بعد اجتماعها لمدة يومين، خفض سعر الفائدة بـ25 نقطة أساس كما كان متوقعاً، لتنخفض إلى 2.00%- 1.75%، وهو الخفض الثاني لسعر الفائدة هذا العام.

وصوّت 7 من أعضاء اللجنة الـ10 الذين يحقّ لهم التصويت لصالح القرار (الخفض بـ25 نقطة أساس)، بينما صوّت اثنان من الأعضاء لصالح الإبقاء على سعر الفائدة من دون تغيير، وهما رئيس الفيدرالي في بوسطن، إيريك روسنجنرن، ورئيس الفيدرالي في كنساس، إيثر جورج. وأخيرا طالب عضو الفيدرالي، جيمس بولارد (رئيس الفيدرالي في سانت لويس) بخفض الفائدة بـ50 نقطة أساس.

إضافة إلى ذلك، نشر الفيدرالي بيان توقعات أعضاء اللجنة بشأن نمو الاقتصاد ومعدل التضخم خلال الـ24 شهرا المقبلة، وغطى هذا البيان التوقعات الفردية لأعضاء الفيدرالي بشأن سعر الفائدة مستقبلا، والتي تنشر على رسم بياني نقطي يسمى الـ"Dot Plot"، وأبقى البنك لغته التي أعلن بها القرار من دون تغيير وكما كانت في اجتماع يوليو (تموز) 2019، وكذلك ترك الباب مفتوحا لخفض آخر هذا العام حسب تطورات الحالة الاقتصادية.

وفي أول رد فعل لهذا القرار، هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الفيدرالي ورئيسه جيروم باول، وقال ''الفيدرالي يفشل مرة أخرى ويفتقر الشجاعة والتوقع والرؤية وأدوات التواصل السيئة''.

ويبقى للفيدرالي اجتماعان حتى نهاية هذا العام، ويتوقع 7 من أعضاء اللجنة الفيدرالية "FOMC" خفضا ثالثا، وسيعقد الاجتماع المقبل في 30 أكتوبر (تشرين الأول) 2019. التوقعات اليوم هي 49.9% لخفض الفائدة 25 نقطة أساس، بينما توقعات التثبيت وعدم الخفض هي 55.1%، بينما ارتفعت توقعات الأسواق بشأن تخفيض سعر الفائدة 25 نقطة أساس إلى 1.75%- 1.50% خلال اجتماع الفيدرالي في 11 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وهذا التوقع قائم على ترك الفائدة دون تغيير في الاجتماع الذي يسبق نسبة هذا التوقع هي ٪46.6، وتاريخيا لا يحرك الفيدرالي سعر الفائدة إذا كانت توقعات الأسواق أقل من 50%. 

انعكاسات ارتفاع أسعار النفط على اتجاه الفائدة

ارتفعت أسعار النفط بداية هذا الأسبوع بأعلى معدل يومي خلال 28 عاما، وذلك بعد الهجمات الإرهابية على منشآت نفطية تابعة لشركة (أرامكو) السعودية، ليرتفع خام برنت فوق 71 دولارا للبرميل بارتفاع يومي تجاوز الـ19%، والآن يتداول عند 68.8 دولار للبرميل، وتأثرت توقعات المتداولين في العقود المستقبلية بشأن قرارات الفيدرالي، حيث انخفضت توقعاتهم، حسب رصد الـ"CME"، إلى 61.2% بعد قرار خفض الفائدة هذا الأسبوع، مقارنة مع  توقعاتهم السابقة التي كانت عند 88% الأسبوع الماضي، ويعود هذا التراجع في التوقعات بتأثير ارتفاع أسعار النفط على معدل التضخم مستقبلا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال الـ6 أشهر الماضية كان النفط يتداول في نطاق ضيق بين 50 إلى 60 دولارا، وتتوقع الأسواق الآن ارتفاع معدل التضخم بوتيرة أسرع، مما سيؤثر على مستقبل السياسة النقدية التي تأتي عملية استقرار الأسعار "price stability" على رأس مهام الفيدرالي الأميركي، ويعمل وفق تحديد هدف التضخم ويسعى لتحقيقه. وفي السابق فشل الفيدرالي في رفع التضخم إلى المستوى المستهدف 2.00%، واستمرار ارتفاع أسعار النفط سيسرع من تحقيق هدف التضخم، وهذا ما ترجمته توقعات متداولي أسواق العقود الآجلة خلال هذا الأسبوع.

وتراجعت أيضا التوقعات بشأن خفض الفائدة في اجتماع 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 إلى 23.5% من 34% الأسبوع الماضي، وأيضا تراجعت التوقعات بشأن خفض سعر الفائدة إلى 39.7% في اجتماع 11 ديسمبر (كانون الأول) 2019 مقارنة بـ45% الأسبوع الماضي، وهذا التراجع في توقعات خفض الفائدة من قبل الفيدرالي بعد الارتفاعات الأخيرة لسعر النفط هو تسعير مبكر لارتفاع معدلات التضخم في أميركا خلال الفترة المقبلة، وستعتمد هذه التوقعات على استمرار أسعار النفط مرتفعة خلال الفترة المقبلة، وستتغير إذا عاد الهدوء والاستقرار إلى أسواق النفط. 

الفيدرالي يتدخل في الأسواق للمرة الأولى خلال 10 سنوات

بخفض سعر الفائدة أمس الأربعاء، يكون البنك فقد السيطرة على سعر الفائدة قصير الأجل، وتكون بذلك الفائدة تحت المعدل الذي يستهدفه البنك بين 2.25%- 2.00%. وارتفعت الفائدة على الريبو، التي يُقصد بها حصول البنوك التجارية على السيولة من الفيدرالي لأجل قصير باستخدام سندات الخزانة كضمان لهذا التمويل قصير الأجل، يوم الاثنين 16 سبتمبر (أيلول) 2019، إلى فوق 4.75% لتكلفة الاقتراض لليلة واحدة، وهذا يعادل أكثر من ضعفي سعر الفائدة، وهو المستوى الأعلى خلال 9 أشهر، ما يعني عدم توفّر السيولة الكافية في الأسواق، مما دفع الفيدرالي بنيويورك للتدخل وضخّ 75 مليار دولار في النظام.

عندما يحدد الفيدرالي مدى لسعر الفائدة، ودائما تكتب في التقارير باستخدام هذا الرمز (>)، يحدد الفيدرالي مدى 25 نقطة أساس ثم يتحرك سعر الفائدة الفعلية EFFR في منتصف هذا المدى، وهو سعر الفائدة الذي تعتمده البنوك للاقتراض فيما بينها لأجل ليلة واحدة للوفاء بمتطلبات الاحتياطي الإلزامي الذي يحدده البنك المركزي للمحافظة على سلامة النظام المالي.

الآن الـEFFR هي 2.14%، ويعمل الفيدرالي على المحافظة عليها عند المنتصف بين 2.00%- 2.25%، ومع تراجع السيولة وارتفاع الريبو ترتفع نسبة الاقتراض بين المصارف. ومن المتوقع أن تفتتح الأسواق مرتفعة قريبة من الحد الأعلى للمدى الذي حدده الفيدرالي، وأن يضغط هذا العامل على الفيدرالي ليقوم أيضا بتخفيض الفائدة التي يدفعها للبنوك مقابل زيادة الاحتياطي. هذه التفاصيل مهمة لنفهم الآليات المختلفة للاقتراض، ولكن تظل الفائدة الرئيسة التي تتحدث عنها الأسواق ويغطيها الإعلام هي Fed Fund Rate.  

كيف تفاعلت الأسواق مع خفض سعر الفائدة

الخطوة التي قام بها الفيدرالي الأميركي بالأمس كانت متوقعة على نطاق واسع في الأسواق المالية، وعلى إثرها ارتفعت الأسهم الأميركية، التي تفاعلت إيجابيا مع تخفيض الفائدة وتيسير تكلفة الاقتراض. وارتفع مؤشر داو جونز بـ30 نقطة (0.13%)، وارتفع مؤشر إس آند بي بـ0.03%. وتفسير هذه الارتفاعات الطفيفة هو أن قرار الفيدرالي كان متوقعا بدرجة كبيرة، ولم يخفض بأكثر من ذلك ولم يغير لغة البيان بشأن السياسة النقدية.

كما سجّلت الأسهم اليابانية صباح اليوم ارتفاعات جيدة، حيث سجل مؤشر نيكاي مكاسب بلغت 1.3% خلال جلسة اليوم. وبالنسبة إلى الدولار الأميركي، فارتفع بالأمس إلى مستوى قريب من 1.100، وخسر اليوم هذه المكاسب، وصعد اليورو إلى 1.1065، وأيضا ارتفع الدولار مقابل الين الياباني بالأمس بعد قرار الفيدرالي إلى 108.40، وعاد اليوم وخسر هذه المكاسب وتراجع إلى مستوى 107.90. 

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد