Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في حال وصوله إلى رئاسة تونس… سعيد يتعهد حفظ السيادة واعتماد دبلوماسية هادئة

وعد بمراجعة العقود الخاصة بالثروات الاقتصادية وتفعيل الدور التونسي في المحيط الإقليمي

سعيد متحدثاً لوسائل الإعلام في مقره الانتخابي في العاصمة (أ. ف. ب.)

يُعرف أستاذ القانون قيس سعيد الذي ذاع صيته أخيراً بعد تصدّره نتائج الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في تونس، بنبراته الصادقة وتركيزه على ضرورة أن تكون السيادة للشعب.
والسيادة في مفهوم رجل القانون تكون كاملة أو لا تكون لذلك تراهن فئة كبيرة من التونسيين على أهمية سيادة تونس في قرارها السياسي وعلى مقدّراتها الطبيعية، وهو ما وعد به سعيّد الذي يملك أفضلية نسبية للفوز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تونس.
واختزل قيس سعيد سياسته الخارجية بكلمات مفاتيح واضحة هي الشعب والسيادة والاحترام، التي تُعدّ ثلاثيةً بنى عليها خطابه من أجل التأكيد على أن لا مجال للتفريط في سيادة الشعب وفي صيانة أسس الدولة.
 

ثوابت الدبلوماسية التونسية
وارتكزت الدبلوماسية التونسية منذ عشرات السنين على ثوابت معلومة وهي الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخرين، فأي وجه ستتخذه الدبلوماسية التونسية في حال فوز سعيد بالرئاسة؟
يشدد الأستاذ المحاضر في القانون الدولي بكلية الحقوق في سوسة منتصر الشريف، على ضرورة محافظة رئيس الجمهورية المقبل على توازنات الدبلوماسية التونسية القائمة على الاحترام المتبادَل بين الدول لأنّ تونس تمرّ بظرف دقيق اقتصادياً واجتماعياً ولا مجال لإرباك هذا الوضع الهش بافتعال أزمات أو الاصطفاف وراء تحالفات لا تراعي مصلحة البلاد.
ورجّح أن تحافظ الدبلوماسية التونسية مع الرئيس الجديد على التوجه ذاته، داعياً إلى تفعيل الدور التونسي في محيطها بخاصة في الملف الليبي، حيث توخّت الحكومة التونسية سياسة الحياد السلبي ما جعل المغرب يلعب الدور الذي يُفترض أن تقوم به تونس، حيث استضافت جولات الحوار الليبي - الليبي في منتجع الصّخيرات المغربي بينما كان بإمكان تونس أن تلعب دوراً مهمّاً في هذا الملف.
 

نحو الحياد الإيجابي مع ليبيا
 

ودعا الشريف رئيس الدولة المقبل إلى توخي سياسة الحياد الإيجابي من أجل جمع الفرقاء الليبيين مجدداً على طاولة المفاوضات والإسهام في إيجاد حل للأزمة الليبية يرضي كل الأطراف بخاصّة أن تونس اكتسبت خبرة في مجال إدارة الأزمات ويمكنها من خلال تجربتها الديمقراطية أن تفيد ليبيا في إدارة الحوار الداخلي وتنظيم الانتخابات.
كما دعا الشريف رئيس تونس المقبل إلى الاستثمار الجيد في العلاقات التونسية - الجزائرية مع تمتين التعاون الأمني والعسكري بين البلدين نظراً إلى الأخطار الإرهابية المحدقة بالبلاد والتي تهدد بنسف تجربتها الديمقراطية برمتها.

 

سيادة تونس على ثرواتها
من جهة أخرى، رأى الصحافي التونسي فطين حفصية أن "حياد شخصية قيس سعيد وعدم انتمائه إلى أي حزب سياسي قد يكون نقطةً مضيئة ستساعد في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين"، خصوصاً بعد تأكيده أن "تونس تحترم الجميع وعلى الجميع احترامها كذلك".
وبالنسبة إلى علاقات تونس الاقتصادية مع فرنسا واستغلال قوىً أجنبية للثروات التونسية، أكد قيس سعيد في مناسبات عدة سيادة تونس على ثرواتها وحدودها مع ضرورة مراجعة العقود الخاصة بهذه الثروات ما يعني أن ثوابت الديبلوماسية التونسية في معناها العام مع فرنسا لن تتغيّر نظراً إلى قوة المصالح المشتركة، لكنها قد تشهد تغيراً في عنوان رئيس هو ملف الطاقة التي أثارت جدلاً واسعاً في الشارع التونسي حول شفافيتها وخصوصاً بشأن العقود المتعلقة باستغلال حقول النفط، إضافة إلى اتفاقية الملح مع فرنسا التي أنهتها حكومة يوسف الشاهد قبل تجديدها.
 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

دفع الليبيين نحو الحل
في المقابل، قلّل الصحافي الليبي محمود المصراطي من أهمية الدور الذي من الممكن أن يلعبه الرئيس التونسي المقبل في ليبيا، مبرراً ذلك بأن نظام تونس برلماني وصلاحيات الرئيس في السياسة الخارجية مرتبطة بشكل الحكومة المقبلة وبإرادتها في كيفية التفاعل مع الأزمة الليبية.
ودعا المصراطي تونس إلى مساعدة ليبيا في تكوين جيش قوي لنزع فتيل الحروب والنزاعات والدفع بالشعب الليبي إلى تنظيم انتخابات رئاسية مباشرة.

 

الدبلوماسية الهادئة
تتجه تونس نحو مرحلة جديدة بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وستكون برئيس وحكومة وبرلمان جدد، فيما ينظر العالم إلى هذه التجربة الديمقراطية الوليدة بترقب وحذر شديدين، وما على صانعي القرار السياسي مستقبلاً إلا مراعاة هشاشة الوضع الاقتصادي والاجتماعي في التعاطي الديبلوماسي الخارجي. واعتبر مراقبون ذلك الوضع سبباً مباشراً لإبعاد الشعب المنظومة الحزبية الكلاسيكية عن سدة الحكم في الانتخابات الرئاسية، التي قد ينتظرها مصير مشابه في الانتخابات التشريعية المقبلة.
ويبقى الحل بالنسبة إلى تونس هو الدبلوماسية الهادئة القائمة على المصالح المشتركة في كنف الاحترام المتبادل، وهو الخيار الأفضل في الفترة المقبلة بعيداً من المزايدات السياسية التي قد تضرّ بالمصالح الحيوية لبلد يكابد صعوبات بالجملة من أجل أن يضمن توازناته الاقتصادية والاجتماعية.
اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي