لماذا غضب إسرائيليون من فيديو السيسي و"الميركافا"؟

أثارت صورة للدبابة الإسرائيلية الشهيرة "الميركافا"، خلال زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للأكاديمية العسكرية المصرية بالعاصمة الإدارية، صخباً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي والمراقبين الإسرائيليين، الذين اعتبروا الأمر متعمداً وربما تقصد مصر منه رسالة ما.

عيوب نظام الحماية "تروفي"

خلال جولة الرئيس المصري للأكاديمية وتفقد مقر الكلية الحربية، أول من أمس السبت، زار فصلاً دراسياً لطلبة الكلية بينما كان يجري إلقاء محاضرة تستعرض تدريبات خاصة على كيفية مجابهة الدبابة الإسرائيلية "ميركافا" بعنوان "عيوب نظام الحماية تروفي"، وهو نظام الحماية الخاص بالدبابة.

سرعان ما انتشرت الصور والفيديو الخاص بالزيارة بين الحسابات الإسرائيلية التي بدت منزعجة من عنوان المحاضرة، ونشر المراسل العسكري لإذاعة "كان" الإسرائيلية إيتاي بلومينتال، على حسابه بمنصة "إكس"، مقطع الفيديو الخاص بزيارة الرئيس السيسي للأكاديمية العسكرية الذي يتضمن لقطات من المحاضرة موضع الجدل.

غرد بلومينتال قائلاً "نشرت وسائل الإعلام في مصر اليوم مقتطفاً من زيارة الرئيس المصري السيسي للكلية الحربية وفصل يتم فيه عرض دبابة (ميركافا) على المتدربين. وتظهر الشرائح (التعليمية) مزايا وعيوب الدبابة الإسرائيلية إضافة إلى تفاصيل فنية حول الدبابة التي تعتبر من أكثر الدبابات القتالية تطوراً في العالم. ليس من الواضح ما إذا كان تم تقديمه كجزء من مراجعة للعدو أو المعرفة العامة... مصر تحاول هذه الأيام إحداث نقطة تحول في قضية المختطفين (الإسرائيليين لدى "حماس") ومنع تنفيذ الجيش الإسرائيلي اقتحاماً برياً لرفح".

وبالمثل نشر الإعلامي الإسرائيلي إيدي كوهين على حسابه على موقع "إكس" مقطع الفيديو الذي يبرز عنوان المحاضرة، وغرد بالقول "صدق أو لا تصدق فضيحة من العيار الثقيل... أثناء زيارة السيسي للأكاديمية الحربية تم عرض صور لدبابة (الميركافا) الصهيونية وميزاتها". وبدا مدونون إسرائيليون متشككين في هدف متعمد من إظهار عنوان المحاضرة في الفيديو الخاص بالزيارة التي تتزامن مع التهديدات الإسرائيلية المتزايدة باقتحام مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وتلوح إسرائيل بإرسال قوات برية إلى رفح التي تعدها آخر معقل لحركة "حماس"، في إطار الحرب الواقعة في قطاع غزة منذ هجوم شنته عناصر الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الثاني) 2023، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز 240 آخرين. وبينما أطلق سراح نحو نصف الأسرى خلال اتفاق لتبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس" في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، لكن المفاوضات تعثرت في ما بعد وتقول "حماس" إن عدداً من الأسرى قتل خلال العمليات الإسرائيلية ضدها.

وتصر إسرائيل على مواصلة الحرب حتى تحرير كل الأسرى من مواطنيها والقضاء على حركة "حماس"، وتهدد بعملية توغل بري في رفح إذ يوجد نحو مليون ونصف المليون شخص من النازحين من أنحاء غزة، مما يهدد بكارثة إنسانية في المنطقة الواقعة على الحدود مع مصر. وحذرت القاهرة مراراً من الإقدام على الخطوة التي يمكن أن يكون لها عواقب كارثية على الاستقرار في المنطقة وتشكل تهديداً للأمن القومي المصري.

وأرسلت مصر وفداً رفيع المستوى إلى إسرائيل، الجمعة الماضي، على أمل التوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار مع "حماس" في غزة، بحسب ما قال مسؤولان لوكالة "أسوشيتد برس" الأميركية. ووفق وسائل إعلام إسرائيلية حذر المسؤولون المصريون من أن مصر "لن تتسامح" مع نشر إسرائيل قوات على طول الحدود معها.

الرسالة معلنة

وبينما يعتقد مراقبون في إسرائيل أن مقطع الفيديو الخاص بزيارة الرئيس المصري للأكاديمية العسكرية رسالة تهديد أو ربما ردع للحكومة الإسرائيلية، فإن نظراءهم في القاهرة يستبعدون ذلك الغرض. وقال المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا في مصر نصر سالم، إن القاهرة ليست في حاجة إلى بعث رسالة متوارية بهذه الطريقة إلى إسرائيل، فالموقف المصري في شأن اجتياح رفح معلن وصريح. وأضاف في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "الإسرائيليون يعلمون جيداً رسالة مصر.. أي تهديد للأمن القومي المصري لا بد من مواجهته بصرامة وإسرائيل تعرف ذلك جيداً".

وأوضح اللواء المصري السابق أن الفيديو المتداول للزيارة يتعلق بالتدريبات المعتادة التي يحصل عليها طلاب الكليات العسكرية. وقال "أمر طبيعي أن ندرب جنودنا وضباطنا على أهداف العدو المختلفة، دبابات وطائرات وغواصات وأن يعرفوا نقاط القوة لتجنبها والضعف لضربها... من يريد أن يعتبر الأمر رسالة فهو كذلك، في كل الأحوال إسرائيل متأكدة أننا ندرس كل أمور عنها وعن أي تهديد يحيط بنا".

وتابع أن اتفاقية السلام التي تجمع البلدين منذ عام 1979 "لا تعني عدم دراسة الجيوش الأخرى ولا تعني أنه لا ينبغي تأمين وضعي وأن أكون جاهزاً دائماً لأي تهديد ما، هذا وضع طبيعي لا يتعلق برفح".

عسكري مصري يقدم شرحاً حول عيوب الدبابة الإسرائيلية (مواقع التواصل)

ونشر "حزب الله" اللبناني، الأسبوع الماضي، مقاطع فيديو لعملية استهداف دبابة "ميركافا" تابعة للجيش الإسرائيلي في موقع المطلة عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، وبدت الدبابة الإسرائيلية ملقاة على جانب الطريق بعد استهدافها. وفي مطلع مارس (آذار) الماضي، أعلنت الميليشيات اللبنانية عن تدمير دبابة من الطراز نفسه على تلة الطيحات بالحدود اللبنانية.

وتتميز الدبابة الإسرائيلية "ميركافا" بعديد من التقنيات الدفاعية والهجومية المتطورة، تشتمل على نظام للتحكم في الحرائق يسمح لها بإسقاط طائرات الهليكوبتر ونظام إدارة المعركة الذي يسمح للمركبات المختلفة بالتواصل في ساحة المعركة ونظام مسار يسمح لها بالتحرك فوق جميع أنواع التضاريس، كما تحوي نظام حماية نشطاً يعرف بنظام "تروفي"، الذي يستطيع اعتراض الصواريخ المضادة للدبابات قبل وصولها. ومع ذلك، هناك نقاط ضعف بالدبابة تتعلق بالجزء ضعيف التدريع أسفل البرج.