Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

برلمانيون في كوريا الجنوبية يحلقون رؤوسهم اعتراضا على وزير العدل الجديد

بينهم نائب رئيس المجلس وزعيم المعارضة وامرأتان

زعيم أحد الأحزاب المعارضة في كوريا الجنوبية هوانغ كيو آن يحلق رأسه الاثنين 16 سبتمبر (أ.ف.ب)

على كرسي وُضع أمام مدخل البيت الأزرق (القصر الرئاسي) في سيول، وأمام حشد من المؤيدين ووسائل الإعلام، جلس نائب رئيس برلمان كوريا الجنوبية لي جو يونغ ليحلق رأسه وينضمّ إلى سرب من السياسيين المحتجّين على تعيين تشو كوك، وزيراً جديداً للعدل، إذ يُشتبه في ارتكابه مخالفات.

فبعد أسابيع من الاحتجاجات الشعبية والنقاش البرلماني والتكهّنات الإعلامية بشأن مزاعم تتعلّق بتلقي ابنة كوك منحاً دراسية وامتيازات من جامعتها لا تعكس أداءها الأكاديمي، أقدم رئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن على تعيينه وزيراً، في التاسع من سبتمبر (أيلول) الماضي. ولمست هذه الفضيحة وتراً حساساً في البلاد، حيث يتنافس الشباب بشدة في المدارس والجامعات ويواجهون صعوبات متزايدة في الحصول على وظائف في سوق عمل تعاني من الركود، وسط نظام يعاني من التمييز والمحاباة لصالح النخبة.

وفيما يحقّق مكتب المدعي العام مع عائلة الوزير، اعترف هذا الأخير في جلسة برلمانية الجمعة الماضي بحصول ابنته على امتيازات أكاديمية، وعبّر عن "خالص اعتذاره للشباب" لخيبة الأمل التي سبّبها لهم. وتعهّد تشو، الذي يشرف على مكتب المدعي العام بصفته وزيراً للعدل، بعدم التدخّل في التحقيق مع عائلته.

نائب رئيس البرلمان قال للصحافيين بعد حلق رأسه إنه "أصبح جلياً أن تشو كوك لا يمكن أن يقود الإصلاح"، ودعاه إلى الاستقالة، معلناً "يأمر الشعب بإقالته على الفور ومحاكمته".

جذور الاحتجاج عبر حلق الرؤوس

ثمانية من أعضاء البرلمان حلقوا رؤوسهم، من بينهم زعيم أحد الأحزاب المعارضة هوانغ كيو آن وامرأتان عضوان في البرلمان.

تعود جذور هذه الخطوة الاحتجاجية التقليدية في كوريا الجنوبية إلى الثقافة الكونفوشيوسية، التي تكرّس طاعة الوالدين واحدةً من أهمّ مبادئها، وإلحاق الضرر بأي من أعضاء الجسد الموروثة من الأهل، بما فيها الشعر، يدخل في خانة الازدارء وقلة الاحترام ولا يُغتفر. وبالتالي، حلق الرأس خطوة تعبّر عن صلابة منفّذها وتمسّكه بموقفه حتى النهاية، دفاعاً عن قضية ما.

وعلى مرّ الأعوام، لجأ مواطنون كوريون جنوبيون وسياسيّون إلى مشهدية الاحتجاج هذه، في ما يتعلّق بالعديد من القضايا. فعام 2018، حلقت نساء كثيرات شعرهن احتجاجاً على انتشار كاميرات التجسّس في الأماكن الخاصة، كالحمامات وغرف تبديل الملابس، لتصوير النساء سرّاً.

كذلك، في أغسطس (آب) 2016، حلق نحو 900 مواطن رؤوسهم، اعتراضاً على قرار الحكومة تثبيت نظام دفاع صاروخي أميركي في أراضيهم لمواجهة تهديدات كوريا الشمالية.

المزيد من دوليات