Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عبد الكريم عمر: الإدارة الذاتية تطمح إلى عقد مفاوضات مباشرة مع تركيا

أكد الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية أن ما يربط إدارته مع الجانب الأميركي جملة من التفاهمات المشتركة

الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا عبد الكريم عمر (اندبندنت عربية)

أكد الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا- بمثابة وزير الخارجية- الدكتور عبد الكريم عمر، في حديث خاص مع "اندبندنت عربية"، من مقر دائرة العلاقات الخارجية للإدارة في مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، أن ما يربط إدارته مع الجانب الأميركي بشأن الاتفاق الأميركي- التركي، الذي وقعه الطرفان في 8 يوليو (تموز) الماضي، وبدأت خطوات تنفيذه الأولية منذ قرابة الأسبوعين، هي جملة من التفاهمات المشتركة. وأن المرحلة الأولى يتم تنفيذها بسلاسة، بناءً على تلك التفاهمات، مشدداً على أن التفاصيل المتعلقة بالمراحل الأخرى من الاتفاق هي محل تداول راهناً، بين إدارته والطرف الأميركي. وقال إن تقييمهم الداخلي إيجابي لما يتم تنفيذه الآن من بنود الاتفاق.

التفاوض مع تركيا

وأشار الدكتور عُمر إلى طموح ومساعي إدارته وقواها السياسية إلى أن تتحول المفاوضات غير المباشرة التي خاضتها إدارته مع الطرف التركي عن طريق السفير الأميركي جيمس جيفري إلى مفاوضات ثنائية ومباشرة، وإن بحضور أميركي، مستدركاً بأن المانع الأساسي أمام حدوث مثل تلك المداولات المباشرة إنما يتعلق بالمسألة الكردية في داخل تركيا، التي فيما لو بدأت أي مفاوضات ونقاشات واضحة بشأن مسألة أكرادها المحليين وحقوقهم المشروعة، فإنها ستتمكن من مناقشة أي طرف كردي آخر بكل أريحية.

وأوضح عمر أن الأوقات التي سبقت عام 2013، حينما توقفت المفاوضات بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، شهدت أشكالاً من المداولات والزيارات الرسمية بين الطرفين. لكن تركيا هي التي تصر على الدوام على ربط المسألة السياسية في شمال شرقي سوريا بمسألة تحولات علاقتها مع حزب العمال الكردستاني، مؤكداً أن جميع علاقات تركيا مع أكراد المنطقة، بما في ذلك العلاقة مع إقليم كردستان العراق، إنما تمر عبر الضبط التركي للمسألة الكردية في الداخل، وأن علاقة تركيا مع هذه الأطراف الكردية ستبقى مختلة وقلقة، طالما لن تتمكن من إيجاد حل معقول لمسألة أكرادها هي.

وعن التفاوت الواضح في مستويات العلاقات العسكرية والأمنية للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مع قوى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب من طرف، ونظيرتها من العلاقات السياسية والدبلوماسية والرسمية لهذه الإدارة مع هذه القوى الدولية، أكد عمر أنه ينبع من الأساس الذي انطلقت منه هذه العلاقة، التي بدأت في وقت كانت المناطق الشمالية والشرقية من سوريا تتعرض لهجمة شرسة من التنظيمات الراديكالية، وأن علاقة الطرفين بدأت في المصلحة المشتركة لهما في محاربة التنظيمات الإرهابية، لذا فإنها تأخذ زخماً عسكرياً.

المسألة السورية

وأشار عمر إلى أن هذه القوى تتعامل بأشكال أخرى راهناً مع الإدارة الذاتية، باعتبارها حكومة أمر واقع في تلك المنطقة، مؤكداً أن مسألة الاعتراف الرسمي بهذه الإدارة غير ممكن راهناً من قبل هذه الدول، لأن الموضوع يتعلق في واحد من جوانبه بالقانون الدولي، الذي يعترف بسوريا كدولة عضو في الأمم المتحدة، بينما مناطق شمال شرقي سوريا هي مجرد إدارة ذاتية، وجزء من هذه الدولة، وإن كانت تسعى إلى أن تعيد تشكيل نظامها السياسي على أسس أكثر ديمقراطية وتمثيلاً لكافة مكوناتها الدينية والعرقية والمناطقية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد المسؤول في الإدارة الذاتية أن إدارته تسعى سياسياً إلى أن يُجترح حوار سوري- سوري داخلي، يتم التوصل عبره إلى جملة من التوافقات السياسية المؤسسة لسوريا جديدة لا مركزية، مُشيراً إلى أن الإدارة الذاتية لم تقطع العلاقة السياسية مع أي من أطراف الحل السوري، داخلياً وخارجياً.

وعن اللجنة الدستورية السورية التي يتم التداول بشأنها في مختلف الأوساط السياسية المتداخلة في المسألة السورية، والتي من المتوقع أن يتم الإعلان عن أعضائها وانطلاق أعمالها خلال سبتمبر (أيلول) الحالي، شدد عمر على أن إدارته لن تكون معنية بأي دستور سوري أو أي أتفاق بشأنه، ما لم تكن مدعوة للنقاش والتفاوض. مُضيفاً أن الرؤية العامة لإدارته تذهب للاعتقاد أن الحل السياسي السوري لا يزال بعيداً للغاية، وأن جميع المؤشرات من جانبهم تقول إن متطلبات الحل السياسي السوري، المرتبطة أولاً بحدوث توافقات حقيقية بين العديد من الدول المتداخلة في الشأن السوري، وعلى رأسها روسيا والولايات المتحدة. ويستدرك أن الوصول إلى تلك اللحظة السياسية التوافقية، لا يمكن أن يحدث من دون مشاركة إدارته، التي تمثل ثلث مساحة سوريا وربع سكانها، وتضم كافة ألوان الطيف القومي والديني السوري، وهي حقيقة تعترف بها الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون.

مقاتلو "داعش"

بشأن ملف مقاتلي تنظيم "داعش" المعتقلين لدى الإدارة الذاتية الكردية وعائلاتهم في مخيم الهول للنازحين، قال عمر إن آخر الإحصاءات تشير إلى وجود أكثر من ثمانية آلاف طفل، من أكثر من 55 دولة، باستثناء السوريين والعراقيين، وإن الغالبية المطلقة منهم ولدوا وترعرعوا في ظل بيئة اجتماعية شديدة الراديكالية، وإن هؤلاء الأطفال واليافعين في ما لو لم يعودوا إلى بلدانهم ويخضعوا لدورات تعليمية وحياتية طويلة الأمد لإعادة إدماجهم في الحياة العامة، فإنهم سيكونون البنية التحتية الأساسية لتشكل جيل كامل من المتطرفين. وأكد أن غالبية الحكومات التي خاطبتها إدارته ترفض استقبالهم بحجة ما قد يشكلونه من خطورة على مجتمعاتهم الأم، وهو خطأ جسيم تقع فيه هذه الحكومات- بحسب تعبيره- لأن هؤلاء الأطفال ضحايا وليسوا فاعلين، وثانياً لكون بقائهم في مناطق الإدارة الذاتية لا يعني بأي شكل بأن خطرهم سيكون أقل.

أما بالنسبة إلى آلاف المقاتلين الأجانب المحتجزين لدى الإدارة الذاتية، فقد أكد المسؤول في الإدارة الذاتية أنهم خاطبوا القوى والمنظمات والمؤسسات الدولية منذ اليوم الأول لانتهاء المعارك المباشرة مع تنظيم "داعش"، مطالبين بتشكيل محكمة دولية لمقاضاتهم في مناطق الإدارة الذاتية. المسؤول في الإدارة الذاتية علل مطالبته بذلك بكون الجرائم التي اقترفها هؤلاء المقاتلين، إنما وقعت في هذه المناطق التي تم تحريرها منهم، وبذا ثمة إمكانية لتقديم قرائن وشواهد على ما اقترفه هؤلاء الجُناة وإثباتها عليهم، وأخيراً لأنه تم إلقاء القبض عليهم في هذه المنطقة، وبذا فإن إدارته تملك سلطة مقاضاتهم، مشيراً إلى جهود متقدمة تقوم بها كل من دولتي السويد وهولندا في هذا الاتجاه.

وأشار عمر إلى أن الطبيعة الحقيقية لإدارته ليست كردية، بل تشاركية من قبل جميع مكونات منطقة شمال شرقي سوريا، من عرب وكرد وسريان وآشوريين وأرمن، معتبراً أن القوى السياسية الكردية كان لها الشرف بقيادة مشروع محاربة الإرهاب في البداية وتقديم آلاف الشهداء في هذه المواجهة، لكن الإدارة الذاتية تحمل بصمات التشاركية بين جميع هذه المكونات.

كلام الرئيس المشترك جاء في سياق إشارته إلى التطلعات التي تحملها إدارته تجاه مزيد من الدور العربي، بالذات من جانب الدول العربية المركزية في كل من مصر والسعودية والإمارات، الذي يراه دوراً مغيباً حتى الآن في مناطق إدارته، مشيراً إلى أن الدور الأساسي الذي يجب أن تلعبه هذه الدول هو المساهمة في إيجاد حل سياسي ذي حضور عربي للمسألة السورية.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط