Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بحار سوري يحول "الخردة" مجسمات حربية

سفن ومجنزرات ومدرعات من البراغي والعزق

من ابتكارات البحار السوري (اندبندنت عربية)

وحدها النار والمطرقة والسندان، تطوع الحديد كيفما نريد، وبطريقة تخدم أفكارنا، لكن الأمر مختلف مع البحار السوري محمود حمود الذي يطوّع البراغي والعزق المصنوعة من هذه المادة.

"الخردة" المفيدة

حمود في عقده الثالث، من مدينة طرطوس السورية، دفعه حبه للبحر، للعمل على المراكب والسفن غير مبتعدٍ عن أمواجه والغوص في مياهه.

وتتجلى حكاية هوايته برغبة لا تتوقف بمواظبته على تحويل الخردة والحديد إلى أدوات مفيدة أو هياكل فنية ومجسمات تحاكي واقع المعارك، وتشبه كثيراً آلاتها كالمدرعات والآليات المقاتلة.

وعلى الرغم مما تركته الحرب من تداعيات على كل السوريين خلال السنوات الثماني الماضية، والنزاعات المسلحة التي لا تنتهي، لم يحبط محمود حمود، وظل يمارس هوايته، على الرغم من أنه دعي إلى الخدمة الاحتياطية في صفوف الجيش.

تجسيد الحرب

يرسل صاحب هواية المجسمات المقاتلة رسالة محبة من خلال أعماله الحربية، آملاً بأن تعيش البلاد حالة سلام بعيداً من الحروب والاقتتال.

تكاد أن تكون المجسمات لكل من شاهدها بمثابة تجسيد لذكرى حرب قاسية بعد أن تنطفئ نارها. ويقول الشاب الطموح "كل من شاهد أعمالي والمجسمات التي ابتكرتها، يطلب مني صنع تذكار له".

يمضي عاشق البحر والحديد ساعات وأياماً بين أدواته، "ماكينة لحام ومطرقة وإزميل"، صانعاً مجسمات المجنزرات، إذ يملك عدداً جيداً منها.

يبحث عن كل الحديد المستهلك، ليمزجه مع الأسلاك الحديدية والبراغي والعزق، مبتكراً نوعاً من التآخي والتجانس بينها.

الشرارة... قالب كاتو

المدرعات الصغيرة التي تشبه إلى حد كبير الهياكل الضخمة، هي صماء ساكنة لكنها تسرد للوهلة الأولى قصصاً عن الحرب، في حين بعضها "يروي" أيضاً قصص الحب ومواقفه.

يقول البحار السوري، أن من حرضه على هذا العمل زوجته "حين أرسلت في إحدى المناسبات التي تخصنا صورة لقالب حلوى على شكل سفينة، وهي تعلم جيداً أنني أعشق البحر من بعدها".

كانت هذه الصورة الشرارة التي أطلقت إمكاناته لصنع مجسمات على شكل سفنٍ ووضع في مجسم السفينة الفحم الحجري.

ومن المعتاد أن نشاهد السفينة وتحيط بها الماء من كل جوانبها، لكن المدهش أن يشعّ قلبها ناراً، في محاكاة فنية غاية في الروعة.

وبين الماء والنار تشمخ السفينة الحديدية بين المجسمات المقاتلة، ويكاد أن يتحول منزله إلى معرض من التحف والمجسمات الحربية النادرة والغريبة.

ويرى محمود حمود أن الحديث عن تطوير هوايته لا يزال مبكراً لأنه ينتظر تسريحه من الجيش، ومن ثم سيفكر في مستقبله وكيفية تطوير هوايته.

المزيد من منوعات