Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فتح صناديق الاقتراع في الانتخابات التشريعية وإسرائيل تصوت على المستقبل السياسي لنتنياهو

استطلاعات الرأي تشير إلى سباق شديد التقارب والتحدي الأكبر بيني غانتس

وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان وزوجته يدليان بصوتيهما في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية (أ.ف.ب)

فتحت صناديق الاقتراع في إسرائيل صباح الثلاثاء 17 سبتمبر (أيلول) أمام حوالى ستة ملايين و400 ألف ناخب للمرة الثانية خلال خمسة أشهر، في انتخابات تشريعية يسعى خلالها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تمديد فترة ولايته كرئيس للوزراء على الرغم من مزاعم الفساد ضدّه، ويواجه نتنياهو (69 عاماً) تحدياً هو الأكبر في مسيرته لإعادة انتخابه، وإن كان خصمه هو نفسه كما في انتخابات أبريل (نيسان) رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس وتحالفه الوسطي أبيض أزرق.

ومع أن نتنياهو وغانتس هما اللاعبان الأساسيان، إلا أن أفيغدور ليبرمان، الذي شغل سابقاً منصب وزير الدفاع، وكان اليد اليمنى لنتنياهو قبل أن يتحول الى منافس له، قد يلعب دور صانع الملوك في حملته التي اعتمدت شعار "لجعل إسرائيل طبيعية من جديد".

للتصويت بكثافة... ولرفض الفساد

ودعا نتانياهو إلى التصويت بكثافة في الانتخابات التشريعية متوقعاً نتائج متقاربة، وقال بعد الإدلاء بصوته في القدس "الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب قال أمس إن نتائج الانتخابات ستكون متقاربة"، وأضاف "يمكنني أن أضمن لكم هذا الصباح أنها ستكون متقاربة جداً".

في المقابل، دعا غانتس بعد إدلائه بصوته في مدينة روش هاعين (رأس العين) في وسط إسرائيل حيث يقيم، الإسرائيليين إلى رفض "الفساد" و"التطرف"، وقال "نريد أملاً جديداً. نصوت اليوم من أجل التغيير"، مضيفاً وقد وقفت زوجته الى جانبه "سننجح كلنا معاً في الإتيان بأمل جديد، من دون فساد ومن دون تطرف".

سباق انتخابي شديد التقارب

وأشارت استطلاعات الرأي إلى سباق انتخابي شديد التقارب، إذ حصل كل من الليكود وأزرق أبيض على 32 مقعداً لكل منهما في البرلمان المؤلف من 120 مقعداً. وبعد فوز نتنياهو وحلفائه في الانتخابات الماضية، كلف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين نتنياهو بتشكيل الحكومة، لكنه فشل في مهمته، ويعتبر فشله في تشكيل ائتلاف حكومي عقب انتخابات أبريل كأكبر الهزائم في حياته السياسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفضل نتنياهو بعد أسابيع من المناقشات التوجه إلى إجراء انتخابات ثانية بدلاً من المجازفة بطلب ريفلين من شخص آخر محاولة تشكيل الحكومة. والخطر الذي يواجهه نتنياهو يتعدى البقاء رئيساً للوزراء، وهو منصب شغله لأول مرة بين عامي 1996 و1999، وأعيد انتخابه عام 2009 ليبقى على رأس الحكومة مدة 13 عاماً، وهي أطول مدة يقضيها رئيس وزراء في منصبه في إسرائيل.

حصانة في المحاكمة

ويرى كثيرون أنه في حال فوزه سيسعى إلى أن يمنحه البرلمان حصانة من المحاكمة، في الوقت الذي يواجه فيه احتمال توجيه اتهام اليه في قضايا فساد في الأسابيع المقبلة. وقال المدعي العام الإسرائيلي إنه يعتزم أن يوجه تهماً بالاحتيال والرشوة وخرق الثقة لرئيس الوزراء الذي ينتظر جلسة الاستماع في أوائل شهر أكتوبر (تشرين الأول) بعد أيام فقط من الانتخابات، ولن يطلب من نتنياهو التنحي في حال اتهامه، فقط إذا ما أدين وبعد استنفاد جميع الطعون.

وإدراكاً للمخاطر، قضى نتنياهو الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية في محاولة لجذب القوميين اليمينيين، الذين يمثلون مفتاحاً لإعادة انتخابه، لتعزيز الإقبال على التصويت بين صفوف قاعدته الانتخابية، وشملت جهوده إعلانه تعهداً مثيراً للجدل بضم غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة الذي يمثل ثلث مساحتها.

وأطلق تحذيرات لا أساس لها حول سرقة الانتخابات عن طريق عمليات التزوير في صناديق الاقتراع في القرى والبلدات العربية، وقال النقاد إن خطابه بلغ حد العنصرية. وأبرز نتنياهو في خطابه أيضاً قضية النمو الاقتصادي في بلاده وعلاقاته مع زعماء العالم مثل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وحاول وصف خصومه بأنهم "ضعفاء" و"يساريون"، على الرغم من أوراق اعتمادهم الأمنية.

بديل مشرّف لنتنياهو

أما خصمه غانتس الذي شغل في السابق منصب رئيس هيئة الأركان، فقد قدم نفسه في حملته الانتخابية كبديل مشرّف لنتنياهو، وتحدث مراراً عن رغبة نتنياهو في تشكيل ائتلاف مع أحزاب يمينية متشددة يمكن أن تساعده في طلب الحصانة من المحاكمة في البرلمان. ويقول غانتس إنه وائتلافه الوسطي أزرق أبيض الذي يضم ثلاثة رؤساء أركان عسكريين سابقين، يريد تشكيل حكومة وحدة تدعمها الغالبية العظمى من الإسرائيليين، وتابع "نتنياهو يواصل نشر الاكاذيب الوقحة في محاولة يائسة لإنقاذ حكومته".

اكتساب ليبرمان شعبية كبيرة

وتظهر استطلاعات الرأي اكتساب ليبرمان شعبية كبيرة بسبب حملته ضد الاحزاب اليهودية المتشددة التي تعتبر جزءاً مهماً من ائتلاف نتنياهو المخطط له. ويتهم ليبرمان هذه الأحزاب بالسعي إلى فرض الشريعة اليهودية على السكان العلمانيين في إسرائيل ويريد انتزاع تشريع ينهي إعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية الإلزامية، وحال ليبرمان دون تمكن نتنياهو من تشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابات أبريل، بعدما رفض التخلي عن مطلبه المتعلق بالخدمة العسكرية لليهود المتشددين.

وليس من الواضح إذا ما كان ليبرمان سيصادق على نتنياهو رئيساً للوزراء مرة أخرى، وهو ما قد يكون كافياً للرئيس الإسرائيلي ليطلب من غانتس محاولة تشكيل حكومة. وستصدر النتائج الأولية التي تعتمد على استطلاعات الخروج بعد إغلاق صناديق الاقتراع مباشرة، بينما تعلن النتائج الرسمية الأربعاء، وسيتم نشر حوالى 18 ألف شرطي ورجل أمن ومتطوع.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط