Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسؤول أميركي رفيع: هجمات بقيق السعودية انطلقت عبر إيران أو العراق

واشنطن جاهزة لأن تسحب من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي والرياض تقول إنها قادرة على التصرف

قال مسؤول أميركي رفيع المستوى يوم الأحد 15 سبتمبر (أيلول) إن هجمات بقيق على الأرجح نفذت عبر الأراضي الإيرانية أو العراقية.

ونقلت قناة الـ "سي إن إن" الأميركية عن المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه "من المستبعد أن يكون الهجوم قد نفذ من اليمن نظرا لزاوية الهجوم على المنشأتين النفطيتين ومعلومات أخرى."

وكان وزير الخارجية الأميركي قد وجه أصابع الاتهام إلى إيران بعد الهجوم ودعا العالم إلى إدانة استهداف امدادات الطاقة العالمية، مؤكدا عدم وجود دليل يفيد بأن الطائرات المسيرة انطلقت من اليمن.

وتعزز تصريحات المسؤول الأميركي الكبير الاتهامات التي وجهها بومبيو إلى إيران حيث أكد:" من الصعب جدا تصور حدوث هذا من مكان غير إيران والعراق."

وأوضح أن 19 هدفا سعوديا قصفت في الهجوم ولا يمكن تنفيذ هذا بعشر طائرات بدون طيار حسب ما يدعي الحوثيون.

وأردف يقول:" لا يمكن استهداف 19 هدفا بعشر طائرات بدون طيار."

وأكد المسؤول الأميركي:" جميع النقاط المستهدفة كانت في الجانب الشمال غربي وهو أمر يصعب القيام به من اليمن."

وأشار إلى تقارير تحدثت عن اكتشاف الكويت لطائرة مسيرة في مجالها الجوي قبل الهجوم على السعودية موضحا أن العراقيين كانوا صريحين جدا عندما أكدوا بأن الهجوم لم يحدث من أراضيهم ما يشير إلى أن الهجوم وقع على الأرجح من إيران."
وقال المسؤول الأميركي الكبير:" إذا كان هذا الهجوم العسكري قد نفذ عبر إيران ضد السعودية فهذا أمر خطير للغاية."
ورفض تحديد الخيارات التي تدرسها الإدارة الأميركية للرد على الهجوم لكنه قال " جميع الخيارات مطروحة لدى الرئيس."

من جانبها قالت كيليان كونواي، مستشارة البيت الأبيض إن "وزارة الطاقة الأميركية مستعدة أن تسحب من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي بعد هجمات على منشأتين نفطيتين سعوديتين إذا اقتضت الحاجة، لاستقرار إمدادات الطاقة العالمية".

وفي مقابلة ضمن برنامج تلفزيوني، لم تستبعد كونواي إمكانية عقد اجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الإيراني حسن روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنها أضافت أن "هجمات أرامكو لن تساعد في هذا الصدد".

واتهمت الولايات المتحدة إيران أمس السبت 14 سبتمبر، بمهاجمة المنشأتين بطائرات مسيّرة، إحداهما أكبر معمل لتكرير الخام في العالم.

بريطانيا والكويت وفلسطين تندد

وندد دومينيك راب وزير الخارجية البريطاني بالهجمات على منشأتي النفط وكتب على تويتر "كانت محاولة طائشة للإضرار بالأمن الإقليمي وتعطيل إمدادات النفط العالمية. المملكة المتحدة تندد دون تحفظ بمثل هذا السلوك بشدة"، كما ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اتصال هاتفي مع العاهل السعودي بالعملية التي استهدفت حقلي بقيق وخريص، مؤكدا وقوف فلسطين حكومةً وشعباً مع السعودية للتصدي لهذه "الأعمال العدوانية الإرهابية."، كما استنكر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في اتصال هاتفي بالعاهل السعودي حادث الهجوم على المنشأتين النفطيتين، وأعرب عن وقوف الكويت التام إلى جانب السعودية، وتأييدها في كل ما من شأنه الحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها، وفق وكالة الأنباء الكويتية "كونا".

نفي وتحذير إيراني

في المقابل، نفت طهران اتهامات أميركا لها بتنفيذ هجمات على منشأتين نفطيتين لشركة "أرامكو" السعودية، ما ينذر بتعطيل إمدادات الطاقة العالمية، وحذرتها من أن القواعد وحاملات الطائرات الأميركية في المنطقة تقع في مرمى صواريخها.

وفي تصريح للتلفزيون الحكومي، نفى عباس موسوي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الاتهامات الأميركية، واصفاً إياها بالـ "فارغة"، في حين قال قائد بارز في الحرس الثوري إن "إيران مستعدة لحرب شاملة".

ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء عن أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجو - فضائية في الحرس الثوري قوله "على الجميع أن يعلم أن كل القواعد الأميركية وحاملات طائراتهم على بعد يصل إلى 2000 كيلومتر من إيران، تقع في مرمى صواريخنا".

كذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة اليوم الأحد أن "واشنطن وحلفاءها عالقون في اليمن، وإلقاء اللوم على إيران لن ينهي الكارثة".

تخوف من ارتفاع أسعار النفط

وكانت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران، أعلنت مسؤوليتها عن هجوم أمس السبت، الذي عطّل أكثر من نصف إنتاج السعودية من النفط، أي أكثر من خمسة في المئة من الإمدادات العالمية.

ويُرجّح أن يتسبب هذا الاعتداء بارتفاع أسعار النفط ما بين ثلاثة وخمسة دولارات للبرميل يوم الاثنين 16 سبتمبر، مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.

وقال محللون إن "أسعار النفط الخام قد ترتفع إلى 100 دولار للبرميل إذا لم تتمكن الرياض بسرعة من إعادة الإمداد لما كان عليه".

وأفادت شركة "أرامكو" السعودية الحكومية بأن "الضربات خفضت إنتاج النفط بحوالى 5.7 مليون برميل يومياً، أي قرابة نصف إنتاج البلاد"، في الوقت الذي تستعد الشركة لطرح أولي عام لأسهمها في البورصة من المتوقع أن يكون الأكبر في العالم.

ولم تحدد أرامكو جدولاً زمنياً لعودة الإنتاج إلى ما كان عليه، لكنها قالت في وقت سابق اليوم الأحد إنها ستقدم "إفادة عن التطورات في غضون 48 ساعة". وقال مصدر مطلع لوكالة "رويترز" إن "عودة طاقة إمدادات النفط السعودية بشكل كامل قد تستغرق أسابيع وليس أياماً".

وتشحن السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، أكثر من سبعة ملايين برميل يومياً لوجهات مختلفة.

تعويض النقص

وأكدت الرياض أنها ستعوّض النقص بالسحب من احتياطاتها، التي أشارت بيانات رسمية إلى أنها بلغت حوالى 188 مليون برميل في يونيو (حزيران).

وفتحت الأسهم السعودية على انخفاض بنسبة 2.3 في المئة اليوم الأحد، لكنها قلّصت بعض خسائرها لاحقاً، فيما أعلنت شركات بتروكيماويات سعودية عن نقص كبير في الإمدادات.

وقالت حليمة كروفت، العضو المنتدب في شركة "آر.بي.إس كابيتال ماركتس"، "بقيق هي مركز أعصاب نظام الطاقة السعودي، حتى إذا استؤنفت الصادرات خلال 24 أو 48 ساعة، فإن تصور أنها آمنة من المخاطر، قد تغيّر".

ولم تصل السلطات السعودية بعد إلى حد إلقاء اللوم بشكل مباشر على جهة محددة في الهجمات، لكنها ربطتها بسلسلة اعتداءات على منشآت نفطية سعودية وناقلات في مياه الخليج.

لا دليل

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أنه "ليس هناك دليل على أن الهجمات انطلقت من اليمن، وكتب على تويتر أمس السبت "وسط كل تلك الدعوات إلى وقف التصعيد، تشن إيران الآن هجوماً غير مسبوق على إمدادات الطاقة العالمية".

وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت كشف بدوره عن أنه ناقش تداعيات الهجوم على منشأتي شركة "أرامكو" مع بومبيو، ورأى أنّه "محاولة طائشة للإضرار بالأمن الإقليمي وتعطيل إمدادات النفط العالمية".

الاتحاد الأوروبي يحذر

حذر الاتحاد الأوروبي اليوم الأحد، من "تهديد حقيقي للأمن الإقليمي" في الشرق الأوسط بعد هجمات "أرامكو".

وقالت فيديريكا موغيريني، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد في بيان "هجوم الأمس بطائرات مسيّرة على منشأتي أرامكو النفطيتين في السعودية يمثل تهديداً حقيقياً للأمن الإقليمي".

وأضافت "وفي وقت يتصاعد التوتر بالمنطقة، يقوض هذا الهجوم العمل المتواصل من أجل وقف التصعيد والحوار"، داعيةً إلى "أقصى درجات ضبط النفس ووقف التصعيد".

كذلك قالت فرنسا إن "مثل هذه الأفعال تزيد التوتر في المنطقة وتهدد بصراع مفتوح"، كما دانت الخارجية التركية الهجوم، ودعت إلى تجنب "أي خطوات استفزازية" من شأنها الإضرار بأمن المنطقة واستقرارها.

بغداد تتوعد

وذكرت بعض المنافذ الإعلامية العراقية أن "الهجوم انطلق من العراق حيث أصبحت جماعات مدعومة من إيران تتمتع بنفوذ متزايد"، لكن بغداد نفت ذلك اليوم الأحد وتوعّدت بمعاقبة كل من يحاول استخدام الأراضي العراقية لشن هجمات في المنطقة.

السعودية مستعدة للتصرف

وأبلغ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ترمب في اتصال هاتفي أمس السبت، استعداد الرياض وقدرتها على التعامل مع "العدوان الإرهابي".

وقال مسؤول بارز من الإمارات إن بلاده "ستدعم السعودية تماماً لأن الهجوم يستهدف الجميع".

تصاعد التوتر

وتصاعد التوتر الإقليمي بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض العقوبات على طهران بهدف وقف صادراتها النفطية الحيوية.

ويأتي الهجوم بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه "من الممكن عقد اجتماع مع الرئيس الإيراني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر"، في حين استبعدت طهران إجراء محادثات قبل رفع العقوبات.

المزيد من دوليات