ملخص
دراسة جديدة تفيد بأن تداعيات جائحة كورونا كانت أكبر على تعليم الفتيات منه على الفتيان.
كشف تحليل جديد بأن المستوى التعليمي للفتيات تأثر سلباً خلال جائحة كورونا مقارنةً بزملائهن الذكور.
وقامت دراسة أجراها معهد سياسات التعليم EPI ومزود التعليم "رونيسانس" Renaissance بتحليل ستة ملايين اختبار أجراه التلامذة البالغة أعمارهم بين 3 و9 سنوات خلال العام الدراسي 2022 – 2023.
وبصورة مثيرة للقلق، عرضت النتائج التفاوت الكبير بين كيفية تأثر الطلاب والطالبات، إذ تبين بأن الجائحة أرخت بظلالها على الفتيات أكثر من الفتيان في القراءة والرياضيات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفيما لا يزال أداء الفتيات أفضل في القراءة، وجد البحث بأن الفجوة في التحصيل الابتدائي في القراءة تضاءلت بمقدار شهر واحد مما يعني أن الفتيات تتقدمن على الفتيان 3.1 أشهر في هذا المجال.
وفي القراءة في التعليم الثانوي، ضاقت الفجوة بين الطلاب والطالبات بمعدل 1.2 شهر إلى 4.4 شهر.
وفي هذا السياق، قال جون أندروز مشرف التحليل في معهد سياسات التعليم ومدير الأداء والأنظمة المدرسية بأن "الأمر اللافت للنظر في هذا التحليل الأخير هو أن تحصيل الفتيات تضرر بشكل أكبر بسبب الوباء مقارنة بزملائهن الفتيان مع تراجع الفجوات التي كانت موجودة في القراءة وتقدم الفتيان أكثر في الرياضيات في الصفوف الأساسية".
ففي التحصيل العلمي للرياضيات في الصفوف الابتدائية، تراجعت النتائج لدى كل من الفتيات والفتيان ولكن مستوى الفتيات تراجع أكثر مما يعني بأن الفجوة اتسعت بمقدار شهرين لتسجل 2.9 شهر لمصلحة الفتيان.
أما أرقام الرياضيات في المرحلة الثانوية فأظهرت بأن النتائج شهدت تراجعاً لدى الفئتين ولكن الفارق تضاءل من 3.6 شهر إلى 0.3 شهر فقط لمصلحة الفتيات.
وفي هذا الإطار، قالت متحدثة باسم وزارة التعليم بأن التمويل المدرسي للعام الدراسي 2024 -2025 سيبلغ 60.7 مليار جنيه استرليني (77.2 مليار دولار) مما يجعل منه "أعلى مستوى تم التوصل إليه على الإطلاق من حيث القيم الحقيقية لكل طالب" مع تصنيف 90 في المئة من المدارس بأنها جيدة أو متميزة خلال العام الفائت في ارتفاعٍ من 68 في المئة عام 2010.
وقالت المتحدثة: "فيما تستمر الفتيات بالتقدم على الفتيان في غالبية المجالات الرئيسية، تظهر البيانات الأخيرة بأن الفجوة الجندرية بين الذكور والإناث تضاءلت. نتخذ سلسلة من الخطوات لتعزيز التحصيل العلمي والنتائج لكافة الطلاب مع منحنا دعماً إضافياً للطلاب الذين يحتاجون إلى رعاية من خلال برامج محددة بما في ذلك برنامج قسط التلميذ الذي ستتم زيادته إلى أكثر من 2.9 مليار جنيه استرليني (3.69 مليار دولار) خلال السنة الدراسية 2024-2025 والبرنامج الوطني للتدريس".
كما وجدت الدراسة "فجوات كبيرة" بين المناطق الجغرافية وتبين أن يوركشير وهامبر هما من المناطق ذات الأداء الأكثر تدنياً مع تأخر الطلاب بمعدل 4.3 شهر في القراءة في المرحلة الابتدائية مقارنةً بأقرانهم في لندن.
وشهدت نتائج الطلاب في لندن أكبر نسبة من الارتفاع، إذ سجلت تقدماً يعادل 1.4 شهر في القراءة في التعليم الأساسي.
ووجد التقرير أيضاً بأن الفجوة بين الطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة والطلاب العاديين في القراءة في الصفوف الأساسية تراجعت بمعدل شهر واحد وسجلت 19.4 شهر وبأن الفجوة بين الطلاب العاديين والطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة ضمن خطة التعليم والصحة والرعاية (EHCP) تراجعت بمقدار 0.2 شهر لتسجل 26.6 شهر.
وفي إطار القراءة في المرحلة الثانوية، لم تشهد النتائج بين الطلاب العاديين والطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة ضمن خطة التعليم والصحة والرعاية أي تغيير يُذكر ولكن الفجوة بين الطلاب العاديين والطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة الذين يتلقون الدعم تضاءلت بمقدار 5 أشهر وبلغت 24.8 شهر.
وصرح بول وايتمان الأمين العام للرابطة الوطنية لمديري المدارس قائلاً: "لا شك بأن الجائحة أثرت في تعليم الطلاب لأن العديد منهم خسروا أشهراً من التعليم الحضوري وفقدوا روتينهم التعليمي".
وأضاف: "يستمر الأساتذة ومديرو المدارس في القيام بما في وسعهم وبذل كل الجهود لكي يتمكن الطلاب من مواكبة تعليمهم وتعويض ما فاتهم. وفيما نشعر بالسعادة لرؤية الفجوة تتضاءل بين الطلاب العاديين والطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، بيد أنه من المقلق رؤية تأثير الجائحة على التحصيل العلمي للفتيات فضلاً عن الطلاب الذين يعتبرون الإنجليزية لغة إضافية لهم".
وأظهر التحليل تحسناً في كافة المجموعات العرقية في مجال القراءة في الصفوف الأساسية فيما ردم الطلاب ذوو البشرة السوداء في التعليم الأساسي الهوة مع أقرانهم الطلاب من ذوي البشرة البيضاء وأصبحوا يتقدمون عليهم بشكلٍ طفيف.
وإضافة إلى ذلك، سُجل تحسناً في مستوى القراءة في الصفوف الثانوية لدى الطلاب المختلطين والمتحدرين من خلفيات آسيوية ولدى أصحاب البشرة السوداء وغيرهم على رغم أن النتائج تراجعت لدى الطلاب من أصل صيني وأصحاب البشرة البيضاء.
© The Independent