Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مجموعة دول غرب أفريقيا تعقد قمة لمنع انتشار المتطرفين

تشهد منطقة الساحل ارتفاعاً سنوياً في عدد الهجمات الإرهابية

رؤساء كل من تشاد وموريتانيا وبوركينا فاسو والبنك الأفريقي للتنمية والنيجر ومالي (من اليسار إلى اليمين) في اختتام قمة مجموعة الدول الخمس لمنطقة الساحل حول الطاقة في واغادوغو في 13 سبتمبر (أ.ف.ب)

يعقد رؤساء معظم الدول الـ 15 الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب أفريقيا إلى جانب موريتانيا وتشاد والكاميرون قمة في عاصمة بوركينا فاسو واغادوغو، السبت 14 سبتمبر (أيلول)، في محاولة لإيجاد حلول للتصدّي لتقدّم المتطرّفين في منطقة الساحل.

وتأتي هذه القمة المخصّصة "لمكافحة الإرهاب" في وقت يتضاعف "عدد الهجمات المرتبطة بالمجموعات الإسلامية المتطرّفة التي يتم إحصاؤها في المنطقة، كل سنة منذ عام 2016 ليبلغ 465 حادثاً في عام 2018"، أي بمعدّل أكثر من هجوم في اليوم، بحسب "مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية" الأميركي.

وأكّد رئيس بوركينا فاسو روش مارك كريستيان كابوري أنه "منذ سنوات تتعرّض دولنا لهجمات إرهابية غير مسبوقة"، مضيفاً "للقضاء على الإرهاب في منطقة الساحل، تبيّن أن تشغيل إستراتيجية التنمية والأمن لدول الساحل الخمس واجب وأمر ملح".

"تشييع مجموعة الدول الخمس لمنطقة الساحل"

وفي ضوء انعقاد هذه القمّة، قال مؤلف كتاب "مجموعة غرب إفريقيا في مواجهة الإرهاب العابر للدول" لاسينا ديارا إن رؤساء دول مجموعة غرب أفريقيا "سيحيون مراسم تشييع مجموعة الدول الخمس لمنطقة الساحل"، وإنهم أدركوا أن عليهم "تجاوز إطار منطقة الساحل".

وكانت فكرة إنشاء هذه القوة، التي كان يفترض أن تضم خمسة آلاف رجل، أطلقت بدفع من فرنسا لتعزيز جيوش منطقة الساحل للحلول مكان الجيش الفرنسي، الذي يقود في المنطقة عملية برخان (4500 عسكري) ضدّ المتطرّفين منذ عام 2014، في ما يشكّل امتداداً للتدخل في شمال مالي. لكنّ النتائج التي تحقّقت حتّى اليوم ضئيلة، إلى درجة دفعت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى القول أخيراً "لسنا في طور كسب الحرب في منطقة الساحل".

كذلك سأل محمدو سافادوغو، الباحث في "ملتقى الدراسات وأبحاث التحرّك من أجل الديمقراطية والتنمية" في جامعة غاستون- بيرجيه في السنغال، عمّا "هي النتيجة العملانية لمجموعة دول الساحل الخمس؟ ماذا جلبت؟ المبالغ القليلة التي حصلت عليها استخدمت في نفقات اجتماعات وفنادق وتشغيل"، ورأى أن "مجموعة الخمس شبه استسلمت".

حاجة كبيرة للدعم والتمويل

وفيما اعترف وزير داخلية النيجر محمد بازوم أنّ "السؤال مشروع"، أكّد في الوقت ذاته الجهود التي تبذلها الدول الثلاث الأكثر تأثراً، وهي مالي وبوركينا فاسو والنيجر. وأضاف أن دول مجموعة غرب أفريقيا "بحاجة إلى أن تجعلنا أكثر مرونة. نحن بحاجة إلى دعم"، معتبراً أن "التهديد لا يتوقّف عند الدول الثلاث بل يمتدّ جنوباً". وأمل بازوم في أن توفّر دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا تضامناً أكبر مع دول الخمس، مالياً أو بوسائل عملانية مثل توفير طائرات ومروحيات.

وخلال الأسبوع الحالي، قُتل ثلاثون شخصاً على الأقل من بوركينا فاسو في هجمات إرهابية. وتعدّ العواقب الإنسانية لهذا الوضع كارثية، إذ ذكرت منظّمة "أوكسفام" غير الحكومية أن "13 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدة"، بينما اضطرّ مئات الآلاف من الأشخاص إلى مغادرة منازلهم.

رئيس النيجر مامادو إيسوفو دعا في يوليو (تموز) الماضي إلى تشكيل "تحالف دولي" كالذي أنشئ ضدّ تنظيم "داعش" في سوريا والعراق. وأشار رئيس ساحل العاج الحسن واتارا إلى أن "البعثة المتكاملة للأمم المتحدة لإحلال الاستقرار في مالي"، المؤلفة من 13 ألف رجل، ومجموعة دول الساحل الخمس "لا تكفيان"، مضيفاً أنه "علينا أن نجد وسائل أوسع وأكثر فاعلية للتنسيق".

أما فرنسياً، فقال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية "قمة أخرى واجتماع ولقاء تتمّ الدعوة فيه إلى مزيد من التعاون... ربما. لكن هنا نرى على الأقل أن هناك تغييراً".

المزيد من دوليات