Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هذا ما يفعله الفلسطينيون لتجديد تفويض "أونروا"

هددت الولايات المتحدة الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة بقطع تمويلها عنها إذا صوتت لصالح القرار

رفع العلم الفلسطيني داخل مقر الأونروا الرئيس إلى جانب صورة لكبار موظفي الوكالة الدولية (اندبندنت عربية)

في الـ 15 من سبتمبر (أيلول) 2019، تعقد منظمة الأمم المتحدة اجتماعات الدورة (74) للجمعية العامة فيها، وعلى هامش تلك اللقاءات، من المقرر أن تُعقد جلسة نقاش لكبار الدول المانحة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، لمناقشة الوضع المالي للأونروا، والتصويت على تجديد ولايتها.

وإلى جانب هذه اللقاءات، سيتولى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس رئاسة اجتماع المجموعة 77 + الصين، والذي سيعمل على توظيفه في حشد الدعم السياسي والمالي للأونروا، في خطوة لمواجهة الضغط الأميركي الذي يسعى لإنهاء خدمات الوكالة الأممية.

ويهتم الفلسطينيون بهذه الدورة واللقاءات، من منطلق تشكيل رأي عام مناصر للأونروا وحماية حقوق اللاجئين، على أمل كسب موقف الدول في دعم الوكالة الأممية والتصويت على إعادة تفويضها لفترة جديدة.

تفويض جديد

وتفويض الأونروا يعني استمرار عملها، وتجديد ولايتها يحصل من قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة كل ثلاث سنوات، ويجري ذلك من خلال فتح باب التصويت للدول الأعضاء على التجديد من عدمه. وينص التفويض الحالي على توفير خدمات الإغاثة والتنمية البشرية والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس (الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة).

وينتهي التفويض الحالي للأونروا في 30 يونيو (حزيران) 2020، ولكن يُفترض منحها التفويض الجديد في نهاية جلسة الأمم المتحدة المقبلة، حتى يتسنى لموظفي الوكالة الأممية العمل على إعداد خطتهم للولاية الجديدة لوكالة اللاجئين الفلسطينيين.

الحل العادل

ومن المفروض أن يستمر تجديد ولاية الأونروا وإعادة تفوضيها إلى حين التوصل إلى حل عادل لقضية اللاجئ الفلسطيني، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة التي نصّت على ذلك، لكن أميركا تعسى لعدم حدوث ذلك.

ويقول رئيس اللجان الشعبية للاجئين معين أبو عوكل إن "الإدارة الأميركية تقود حملة ضدّ الفلسطينيين، بمَن فيهم اللاجئون، لإنهاء الوكالة الدولية، خدمةً للمصالح الإسرائيلية". هذا الأمر يؤكده أيضاً المفوض العام للأونروا بيير كرينبول الذي يقول إن "وكالة اللاجئين تخوض حرباً شرسة تقودها الولايات الأميركية لأهداف سياسية".

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "اندبندنت عربية"، فقد هددت الولايات المتحدة الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بقطع تمويلها عنها إذا صوتت لصالح قرار تجديد الأونروا، وستمارس بحقها إجراءات قاسية، الأمر الذي قد يؤثر في مسار عملية التصويت.

خطة تحرك

وقد وضعت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية خطة تحرك على مستويات عدة، لدعم وكالة الغوث الدولية "أونروا" وحشد الدعم السياسي لتجديد ولاية تفويضها لثلاث سنوات أخرى تمتد من عام 2020 حتى عام 2023، ويأتي ذلك لقطع الطريق أمام الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، اللتين تحاولان تمرير مخططهما لإنهاء عمل الأونروا أو إلغاء تفويضها، وفقاً لحديث رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير أحمد أبو هولي.

وتتوزع أدوار خطة التحرك لدعم الأونروا على كل من منظمة التحرير الفلسطينية ووزارة الخارجية ومندوبية فلسطين الدائمة في الأمم المتحدة، وتهدف لحشد الدعم السياسي لوكالة اللاجئين، بما يضمن التصويت بغالبية مطلقة لصالح تجديد تفويضها الذي منحه القرار الأممي 302.

وسيعمل الفلسطينيون على المستوى السياسي والدبلوماسي والشعبي لتعرية الموقفين الأميركي والإسرائيلي المعادي للأونروا، وحملة التشويه والتشهير للعاملين فيها، إضافة إلى إطلاق حملة مناصرة إلكترونية لدعم وكالة اللاجئين. ويوضح أبو هولي قائلاً، "لكل مستوى خطة تحرك تضمن التأثير على الدول الأعضاء في الجمعية العمومية من أجل التصويت لصالح الأونروا".

البُعد السياسي

وبحسب أبو هولي فقد شُكل فريق خاص للتواصل مع الدول الأعضاء لكسب موقفهم في رفض أيّ مسعى للالتفاف على تمديد ولاية جديدة للأونروا أو قرار التفويض أو تغييره، والتحذير من مخاطر التحرك الأميركي الإسرائيلي الذي يستهدف تصفية الوكالة الأممية.

وبيّن أبو هولي أن "الفريق بدأ عمله وتواصل مع عدد من الدول، وشرح لهم أنّ الوظيفة التي أنشئت الوكالة من أجلها لا تزال قائمة في إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وأن تجديد تفويض عملها يُعد عامل استقرار للمنطقة مع غياب الحل السياسي لقضيتهم".

البعد الدبلوماسي والشعبي

كذلك، خصص فريق آخر للعمل على التشكيك في الرواية الأميركية التي تتهم موظفي الأونروا بالفساد وفي نزاهة المؤسسة وتطالب بتفكيكها وعدم تجديد تفويضها.

وأشار أبو هولي إلى أنّه يجري العمل مع الدول الصديقة والمضيفة (مثل الأردن ومصر والاتحاد الأفريقي ودول عدم الانحياز) للتصويت مع إعادة تفويض الأونروا، لإبقاء عمل وكالة اللاجئين والحفاظ على وجودها.

وعلى البعد الشعبي للخطة، فإنّه من المقرر أن تخرج سلسلة تظاهرات حاشدة في مخيمات اللجوء الفلسطيني، تطالب الأمين العام للأمم المتحدة بالوقوف مع قضية اللاجئين ونصرتهم وحماية مؤسستهم الدولية. ويقول أبو هولي "جرى الاتفاق مع حكومات الدول المضيفة للحشد والمشاركة في المسيرات السلمية ورفع اليافطات المنددة".

المزيد من العالم العربي