ملخص
كشفت أستاذة دراما ساعدت في توليد امرأة على متن حافلة ريفية بأنها استعانت بالمعرفة الطبية التي تعلمتها من مشاهدة مسلسل تلفزيوني
كشفت أستاذة دراما ساعدت في توليد امرأة على متن حافلة ريفية بأنها استعانت بالمعرفة الطبية التي تعلمتها من مشاهدة المسلسل التلفزيوني "كاجولتي" (الطوارئ) Casualty.
وحصلت الدراما الواقعية على متن الحافلة عندما دخلت الأم الشابة فجأة المخاض أثناء طريقها إلى مستشفى كورنوال الملكي في مدينة ترورو الإنجليزية صباح الثلاثاء الماضي.
وكانت سوزان لاي (41 سنة)، وهي ممثلة تعمل لحسابها الخاص وأستاذة مسرح للشباب، تجلس في الجزء العلوي من الحافلة عندما توقف السائق فجأة بالباص الذي يحمل الرقم 27 على مقربة من مجموعة منازل ريفية على بعد نحو 20 دقيقة من المدينة.
وقالت لاي لـ"اندبندنت"، "كان سائق الحافلة خارجاً يتحدث على الهاتف. وبدت الأم أنها في ألم، ولكنني لم أستطع معرفة أنها حامل إلى أن قامت بفرك بطنها".
وقال السائق للركاب بأن حافلة أخرى في طريقها لتقلهم لأن امرأة حامل على متن الحافلة قد دخلت المخاض.
وتابعت لاي قائلة "عليَّ الإقرار أنني فكرت بالتصرف كالبريطانيين وعدم التدخل، ولكنني ذهبت إلى سائق الحافلة وقلت له: ’أنا لم أخضع لأي تدريب طبي، ولكن هل تحتاجون أي مساعدة؟‘، واقتربت حينها من المرأة الشابة وعرفتها بنفسي وقلت لها أنه بوسعها الضغط على يدي أو الاتكاء علي. وبدأت بالترفيه عنها وقلت لها أن تتنفس. واستمرت هي بالقول ’لا أستطيع، لا أستطيع‘، وأجبتها ’أعرف بما تشعرين به، ولكن بوسعك القيام بذلك‘".
وأضافت المعلمة: "فعلت ما بوسعي للمساعدة من خلال المعرفة المحدودة التي أملكها. قمت نوعاً ما بتطبيق كل فيلم شاهدته أو كل حلقة رأيتها من برنامج ’كاجولتي‘. وتبين أنها مفيدة في نهاية المطاف. دخلنا إلى الحافلة، وكان جسمها يقوم بكل العمل، كانت الطبيعة تأخذ مجراها".
وقالت لاي أن سيارة الإسعاف استغرقت وقتاً طويلاً في حين كان سائق الحافلة يأخذ الإرشادات من الفريق الطبي عبر الهاتف ويحاول إبلاغهم عن الموقع.
وأردفت لاي بالقول: "سيطرت عليَّ غريزة الأمومة. اعتقدت أنه بوسعي مدها ببعض الدعم وبأن سيارة الإسعاف ستصل وتقوم بالواجب، ولكنني لم أتصور بأنني سأكون أنا الشخص الذي يلتقط الطفل. كانت تقف وقمت أنا بالتقاطه بين يدي. رأيت مدى صغر حجم الطفل. وشعرت بالفخر لأنني كنت موجودة خلال عملية بدء الحياة تلك وكان حمل الطفل بين يدي أمراً رائعاً". لاي قالت أيضاً: "كنت أراقبه من دون أن أشيح في نظري عنه لأنه كان صغيراً جداً ولم أكن أملك أي معلومات حول توليد طفل. نظرت إليه وتمنيت له أن يكون بخير وبحسب وكنت أراقب تنفسه فيما كان يفتح عينيه. اعتقدت أنني لو أشحت نظري عنه لثانية قد يحدث أمر ما. بدت الأم والطفل بصحة جيدة مع بعض الصدمة بالطبع، ثم أتت سيدة بمناشف ولفت الصبي بها. وكان سائق الحافلة ذكياً وبارعاً، وجل ما كان يهمه هو الحفاظ على كرامتها. كان ينسق مع الجميع ويحول مسار الحافلات ويعمل على إيصال سيارة الإسعاف إلى الموقع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت لاي بأن الطاقم الطبي ساعد على الولادة عبر الهاتف قبل أن تصل زوجة أب الأم الجديدة إلى المكان. وأضافت: "ثم وصلت سيارة الإسعاف وبعدها مروحية وسيارة إسعاف أخرى. تركت الحبل السري لكي يتولوا هم أمر قطعه".
وأشادت الممثلة والمخرجة بقوة الأم الشابة التي نقلتها سيارة الإسعاف إلى المستشفى. وتابعت: "أعتقد أنها مذهلة وأتمنى لها كل الحب والحظ وكنت سعيدة لأنني تمكنت من المساعدة، ووجدت هناك في تلك اللحظة. أن تتمكن الأم من القيام بذلك من دون مسكن للألم هو أمر مذهل فعلاً. كانت رحلة على متن الحافلة سأتذكرها لوقت طويل. لقد كان أمر بغاية الروعة أن أشهد تلك اللحظة بما تحمله من قوة ورعب في آنٍ معاً".
تأخرت لاي بعض الشيء في الوصول إلى عملها في قاعة مسرح كورنوال عندما أخبرها أحدهم بوجود دماء على كتفها. وقام زملاؤها بعدها بسرعة بإعداد كوب من الشاي من أجلها وأحضروا لها سترة للتبديل وعرضوا عليها الاستحمام في غرف تغيير الملابس. وأضافت: "تنفست الصعداء بأن كل شيء سار على ما يرام".
في غضون ذلك، قال متحدث من خدمة الإسعاف الجنوبية الغربية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (SWASFT): "تلقينا اتصالاً الساعة 8:38 من صباح الثلاثاء الواقع في 5 مارس (آذار) للاستجابة لحادثة قرب ترورو. أرسلنا طاقمين من سيارات الإسعاف البرية ومروحية إسعاف جوية ونقلنا مريضة بواسطة سيارة الإسعاف إلى مستشفى كورنوال الملكي".
© The Independent