قدّم أعضاء في مجلس العموم البريطاني اقتراحاً يقضي باعتبار ما يُعرف بـ"صناديق الغنيمة" Loot boxes الموجودة في ألعاب الفيديو الإلكترونية مثل "فيفا" و"فورتنايت" أحد أشكال لعب القمار بموجب القانون، ذلك بهدف حماية الأطفال من الممارسات التي تؤدي إلى الإدمان.
وفي الوقت الحاضر، من الصعب اعتبار الصناديق الافتراضية، التي تسمح للاعبين بشراء تشكيلة عشوائيِّة من العناصر الافتراضية الأخرى الموجودة في اللعبة، شكلاً من القمار بموجب القوانين الحاليّة في المملكة المتحدة لأنّ الجائزة بحدّ ذاتها لا تحمل قيمة ماليّة.
تحقّقت عملية التحرّي بشأن تلك التقنيات الثلاثيّة الأبعاد التي تؤدي إلى الإدمان من الكيفيّة التي كانت شركات الألعاب تنتج من خلالها كميات هائلة من الإيرادات والبيانات عبر بيع مثل تلك السلع.
في هذا السياق، دعا نواب في "لجنة البيانات الرقميّة والثقافة والإعلام والرياضة" في مجلس العموم البريطاني إلى حظر بيع "صناديق الغنيمة" للأطفال وتنظيم توزيعها بموجب قوانين لعب القمار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك دعت اللجنة شركات ألعاب الفيديو الإلكترونية ومنصات وسائل التواصل الاجتماعيّ إلى وضع أدوات فاعلة للتحقّق من أعمار المستخدمين، بغية تنفيذ أي حالات حظر تتعلّق بصناديق الغنيمة مستقبلاً.
في سياق مماثل، قال داميان كولينز رئيس اللجنة إنّ "صناديق الغنيمة تدرّ الأرباح على شركات الألعاب الإلكترونيّة خصوصاً، ولكنّها في المقابل تنطوي على تكلفة عالية لا سيما بالنسبة إلى مدمني القمار، فيما تعرّض الأطفال لضرر محتمل. أن تشتري صندوقاً يعني أنك تمارس لعبة حظ، وقد حان الوقت كي تشمل قوانين القمار صناديق الغنيمة. نتحدّى الحكومة أن تشرح لنا أسباب استثناء صناديق الغنيمة من قوانين لعب القمار."
جدير بالذكر أنّ شعبية صناديق الغنيمة تزداد باطراد في ألعاب الفيديو، إذ اختارت "فيفا" و"فورتنايت" وغيرهما إدراجها في متاجرها الإلكترونيّة.
بدورهم، قدَّم ممثلون عن شركة "إيبك غايمز" Epic Games المطوِّرة للعبة "فورتنايت" أدلة في هذا الشأن أمام اللجنة المذكورة آنفاً، إلى جانب ممثلين من شركات التواصل الاجتماعيّ مثل "سناب شات" و"إنستغرام".
وفي وقت سابق من العام الحالي، قال نيل ماك آرثر الرئيس التنفيذيّ للجنة القمار في المملكة المتحدة إنّ من الصعب تصنيف صناديق الغنيمة على أنّها أحد أشكال لعب قمار، من ثم لا يمكن ضبط ممارستها بشكل فاعل.
وأوضح أنّ " الميسر يُعتبر حسب قوانين لعب القمار في بريطانيا، لعبة حظ بغية الظفر بجائزة، ويمكنكم حتماً ملاحظة الحالات التي قد يدخل فيها صندوق الغنيمة ضمن هذا التعريف، ولكن تصبح الأمور أكثر تعقيداً عندما ينظر المرء إلى معنى الجائزة، وهي تُعرَّف بأنها مال أو شيء ذو قيمة مالية. يعني ذلك أنّ الجائزة يجب أن تعني شيئاً ما يعادل المال."
يُشار في هذا الشأن إلى أنّ بلجيكا حظرت بموجب القانون صناديق الغنيمة في العام الماضي، بعدما قضت لجنة مماثلة بأنّها تمثِّل شكلاً غير شرعيّ من القمار.
© The Independent