Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكويتيون أمام فرصة شراء 50% من بورصتهم

أول سوق أسهم خليجية تُخصص بنسبة 94% في تحول فرضته تحديات انخفاض النفط

البورصة الكويتية أول بورصة خليجية مخصصة بنسبة 94% (رويترز)

بعد انتظار سنوات، قررت هيئة أسواق المال الكويتية أن تحسم ملف اكتتاب المواطنين في 50% من شركة البورصة معلنة تاريخ الأول من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل موعداً للاكتتاب.

وكان هذا الملف عالقاً منذ سنوات طويلة بسبب تأخر تطبيق قانون خصخصة البورصة والتعديلات البرلمانية عليه.

ومع تنفيذ خصخصة 50% ستكون أول بورصة خليجية مخصصة بنسبة 94%، فقد سبق أن تم تخصيص نسبة 44% في مزاد أقيم لهذه الحصة في فبراير (شباط) الماضي، بينما احتفظت الحكومة الكويتية بحصة 6% فقط. وقد فاز وقتذاك في هذا المزاد تحالف من شركات القطاع الخاص الكويتي تقوده مجموعة الاستثمارات الوطنية التابعة لمجموعة الخرافي الكويتي.

الأسهم المطروحة
وسيكون طرح نسبة 50% على شكل اكتتاب عام مخصص للمواطنين المسجلين في الهيئة العامة للمعلومات المدنية كما في 8 سبتمبر (أيلول) الماضي، وعدد الأسهم المطروحة ستتجاوز المئة مليون سهم بسعر للسهم 100 فلس، ومن دون علاوة إصدار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعتبر اقتصاديون أن هذا الاكتتاب "فرصة استثمارية طويلة الأمد للمواطنين للحصول على أسهم بسعرها الاسمي (100 فلس)، خصوصاً أن هناك توقعات بأن ترتفع قيمة البورصة مع ترك القطاع الخاص يديرها بنسبة تقارب 100%".

وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة الحكومة الكويتية لخصخصة قطاعات عامة بعد انخفاض أسعار النفط وتراجع الإيرادات العامة ودخول البلاد في عجوزات مالية سنوية يتم سحب من الاحتياطي العام أو تسييل أصول لتغطيتها.

وهذا التحول تشهده الكويت كما باقي الدول النفطية، حيث تعمل على بيع أصول لطالما كانت تعتبر سيادية مثل النفط والبورصات وقطاعات أخرى، وتعطي هذه الفرص باباً للقطاع الخاص لاستثمار أمواله في استثمارات طويلة الأجل، كالبورصات، فهناك نحو140 مليار دولار ودائع في البنوك الكويتية، جزء كبير منها يعود إلى المواطنين على شكل كاش غير مستغل.

فرصة لتوظيف السيولة
كما تعتبر الخطوة جيدة في توقيتها، حيث تعيش الاقتصادات العالمية ضبابية في اتجاهاتها، ما يجعل أمام الكويتيين فرصة لاستثمار أموالهم في فرص محلية قليلة المخاطر.

وتعيش البورصة الكويتية واحدة من أفضل سنواتها منذ الأزمة المالية، إذ وصلت نسبة ارتفاع السوق الأول التي تقيس أكبر الشركات المدرجة من حيث السيولة والحجم إلى ما يقارب 24% منذ بداية هذه السنة، وبنحو 17% للمؤشر العام لكل السوق، قبل أن تتراجع بحدة منذ بداية هذا الأسبوع بسبب أخبار عن وعكة صحية أصابت أمير الكويت في الولايات المتحدة الأميركية.

سنة تاريخية
ووصل متوسط السيولة اليومية قبل أحداث هذا الأسبوع إلى ما يقارب 100 مليون دولار، وهو ضعف متوسط التداول اليومي في الفترة نفسها من العام الماضي.

وقبل ذلك شهدت البورصة تغييرات جذرية في مجلس إدارتها، إذ انتخب فريق من القطاع الخاص ليقود الإدارة بعد أن فاز تحالف مجموعة الخرافي بنسبة 40% من شركة البورصة في إطار قانون الخصخصة.

كما شهدت البورصة ترقيات عدة لمؤشرات عالمية في العامين الأخيرين لمؤشر "فوتسي راسل" للأسواق الناشئة (FTSE) في سبتمبر (أيلول) 2017، وفي مؤشر الأسهم العالمية أس أند بي داو جونز (S&P) ضمن تصنيف الأسواق الناشئة في ديسمبر (كانون الأول) 2018، أفضى إلى دخول مليارات الدولارات من السيولة الأجنبية للصناديق العالمية التي تلحق هذه المؤشرات.

تغييرات جذرية
وجاءت هذه الترقيات بعد أن وضعت هيئة أسواق المال وبورصة الكويت وشركة المقاصة خطة لتحسين قواعد التداول وآليات العمل وتنظيم التداولات وفتح فرص استثمارية جديدة. وأهم هذه المشروعات: صانع السوق وطرح خدمة المارجن وطرح البيع على المكشوف وإطلاق سوق السندات التجارية وطرح الصناديق العقارية وطرح مشروع اقتراض وإقراض الأسهم.

وكانت هناك حملات منظمة للقضاء على المتلاعبين في الأسهم الذين أحيلوا للقضاء، وهو ما أعاد الثقة بالتداولات والبورصة بعد أن انهارت في الأزمة المالية. فقد عزف كثير من المواطنين عن التداول بسبب حدة أزمة الأسهم في البورصة في عام 2008، حيث فقد كثيرون مدخراتهم وثرواتهم في أسهم شركات الاستثمار وغيرها من الأسهم التي انهارت بسبب الأزمة وتضخيم الأسعار والإدراجات العشوائية التي استمرت في سنوات الفورة من 2003 إلى 2008.

خطوات الاكتتاب
وقالت هيئة أسواق المال، في بيان رسمي صادر عنها تلقت "اندبندنت عربية" نسخة منه، "السداد والاكتتاب (في أسهم البورصة الكويتية) سيتم من خلال الموقع الإلكتروني المخصّص للاكتتاب (ipo.com.kw)". ووضعت الجدول الزمني التالي لعملية الاكتتاب:

8 سبتمبر (أيلول) 2019: اليوم الذي تم فيه حصر المواطنين الكويتيين المسجلين في نظام المعلومات المدنية، وتوزيع أسهم الطرح عليهم (يوم الاكتتاب).

1 أكتوبر (تشرين الأول) 2019: تاريخ بداية فترة السداد والاكتتاب في فائض الأسهم.

1 ديسمبر (كانون الأول) 2019: تاريخ نهاية فترة السداد والاكتتاب في فائض الأسهم.

8 ديسمبر (كانون الأول) 2019: تاريخ تخصيص أسهم الطرح.

29 ديسمبر (كانون الأول) 2019 (أو قبل): رد مبالغ الاكتتاب إلى المكتتبين (أي المبالغ الفائضة لمن لم يحصل على عدد الأسهم المطلوبة من قبله).

مراحل الخصخصة
وأضافت الهيئة أن هذه "هي المرحلة النهائية من مراحل خصخصة شركة البورصة، وتأتي هذه المرحلة مكملةً لمراحل سابقة، إذ قامت الهيئة بتاريخ 14 فبراير (شباط) الماضي بالانتهاء من المرحلة الأولى من خصخصة الحصة البالغة (44%) من رأسمال شركة البورصة، بترسية المزايدة على التحالف المكون من كل من بورصة أثينا وشركة الاستثمارات الوطنية وشركة الأولى للاستثمار ومجموعة أرزان المالية للتمويل والاستثمار، كما قامت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بتاريخ 18 فبراير (شباط) الماضي بالاكتتاب في الحصة المخصصة للجهات العامة والبالغة (6%) من رأسمال شركة البورصة".

وتأسّست شركة بورصة الكويت في العام 2014، وحلَّت محل سوق الكويت للأوراق المالية لتكون البورصة الرسمية لدولة الكويت في العام 2016.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد