Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يرفع سقف مطالبه من الاحتياطي الفيدرالي: "تصفير الفائدة هو الحل"

الأسواق تتفاعل إيجاباً... ومحللون وبنوك استشارت يحذرون: تصريح غير مسؤول

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

رفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب سقف مطالبه من الاحتياطي الفيدرالي، وتدخل في تحديد مستوى الخفض الذي يطالب به في معدلات الفائدة.

الرئيس الأميركي بعدما كان يطالب بخفض الفائدة أصبح يطالب بتصفير الفائدة أو التحوّل إلى الفائدة السلبية، وهو ما حذّرت منه بنوك استشارات كثيرة، ورفضه محللون وخبراء اقتصاديون.

في تغريدة، أمس، وعبر منصته الإعلامية على موقع "تويتر" قال الرئيس الأميركي "ينبغي لمجلس الاحتياطي الاتحادي أن يخفّض أسعار الفائدة إلى الصفر أو أقل للمساعدة في إعادة تمويل ديوننا بتكاليف فائدة أكثر انخفاضاً وأطول أجلاً"، وألقى باللوم على رئيس البنك المركزي الأميركي عن تبديد "فرصة تأتي مرة واحدة في العمر".

وأضاف، "يجب على الولايات المتحدة دائماً أن تدفع المعدل الأدنى للفائدة. إنها فقط سذاجة باول ومجلس الاحتياطي التي لا تسمح لنا بأن نفعل ما تفعله دول أخرى بالفعل"، في إشارة إلى جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي.

ومنذ الأزمة المالية العالمية في 2008 قام عددٌ كبيرٌ من البنوك المركزية بخفض نسب الفائدة إلى ما دون الصفر بعد سلسلة من التخفيضات المتتالية التي لم تكن كافية لتحفيز النمو وزيادة معدلات التضخم، وتعتبر اليابان آخر دولة تلجأ إلى سياسة الفائدة السلبية، بعد أن قام البنك المركزي بهذه الخطوة سنة 2014، إضافة إلى عدة دول أخرى أوروبية كسويسرا والسويد والنرويج.

وتعتبر الفائدة السلبية من بين الأدوات غير التقليدية للسياسة النقدية التي لجأت إليها هذه الدول بعد أن فشلت الحلول الأخرى، خصوصاً دول الاتحاد الأوروبي التي تعاني نسب نمو ضعيفة، وانخفاضاً في معدلات الاستهلاك. وتسعى هذه الدول من خلال تطبيق أسعار فائدة سلبية إلى إرغام البنوك التجارية على عدم الاحتفاظ برؤوس الأموال وضخها في النظام الاقتصادي لتخفيض تكلفة الاقتراض وتشجيع الشركات والأفراد على الاستثمار والاستهلاك.

البنوك تحذر من تصفير الفائدة لهذه الأسباب
وفي مذكرة بحثية أمس، رفض بنك "ويلز فارجو" دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لخفض الفائدة عند مستوى صفر أو دون ذلك، مشيراً إلى "أنها غير مسؤولة".

وقالت المحللة الاقتصادية في البنك، سارة هاوس "إذا نظرت إلى الاقتصاد الكلي، لحسن الحظ لسنا في وضع يمكننا فيه تخفيض معدل الفائدة عند الصفر". في السنوات الأخيرة، أجبر تباطؤ النمو الاقتصادي، البنوك المركزية في أوروبا واليابان على تبني معدلات الفائدة السلبية.

وأضافت، "تغريدة ترمب كانت على الأرجح استجابة لتقارير تفيد بأن المركزي الأوروبي، من المتوقع أن يخفض معدل الفائدة في اجتماع الخميس وتنفيذ جولة جديدة من التيسير الكمي. أعتقد أن ترمب يحاول فقط الانحراف عن الضعف الحقيقي في الاقتصاد الذي ينبع من الوضع التجاري".

ومن المقرر أن يجتمع الاحتياطي الفيدرالي يومي الـ17 والـ18 من الشهر الحالي مع توقعات واسعة لتخفيض معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في السياق ذاته، حذر "دويتشه بنك" من أن أي تصعيد في الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة قد يدفع الاقتصاد الأميركي إلى الركود وخفض معدلات الفائدة إلى الصفر.

وقال ديفيد فولكيرتس لانديو، كبير الاقتصاديين في البنك الألماني، إن البنك يتوقع خفض معدلات الفائدة الأميركية 4 مرات بنسبة إجمالية تبلغ 1% خلال الـ6 أشهر المقبلة.

وتابع: "نتوقع خفض الفائدة في اجتماعات سبتمبر (أيلول)، وأكتوبر (تشرين الأول)، وديسمبر (كانون الأول)، ويناير (كانون الثاني)".

وتوقع المحلل أن يتباطأ نمو اقتصاد الولايات المتحدة أدنى 1.5% بحلول منتصف العام المقبل اعتماداً على تصاعد أو هدوء التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وخفض "دويتشه بنك" تقديرات النمو الاقتصادي الأميركي مع عدم اليقين التجاري وانكماش النشاط الصناعي.

وأضاف لانديو "إذا اشتد الصراع التجاري، فإن الولايات المتحدة ستخاطر بوجود ركود اقتصادي قوي ومعدلات فائدة صفرية".

وقال "هناك بعض الهدوء في العلاقة التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، لكنه لا توجد إشارات على عقد صفقة تجارية حتى الآن".

وتسود حالة من التفاؤل حيال الأوضاع التجارية في الفترة الحالية وسط إعلان الصين استثناء 16 منتجاً أميركياً من التعريفات الإضافية، وذلك قبل جولة جديدة من المفاوضات في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

ماذا يتوقع المستثمرون بشأن الفائدة؟
وارتفعت توقعات المستثمرين لتثبيت معدل الفائدة الأميركية في اجتماع سبتمبر (أيلول) الحالي، لكن احتمالية الخفض لا تزال تطغى على الأسواق.

وحسب مؤشر "سي. إم. إي" الذي يتبع تداول العقود الآجلة لمؤشر الاحتياطي الفيدرالي، فإن هناك احتمالية بنسبة 11.2% لقيام البنك المركزي بتثبيت معدل الفائدة خلال الشهر الحالي.

في حين، لا تزال توقعات خفض الفائدة تسيطر على المستثمرين مع احتمالية 88.8% لخفضها بمقدار 25 نقطة أساس.

وتخلت الأسواق في وقت سابق من هذا الشهر عن احتمالية 100% لخفض الفائدة الأميركية لتعود توقعات تثبيتها إلى الأفق مع التفاؤل حيال الأوضاع التجارية ونبرة التهدئة التي سيطرت على تصريحات المسؤولين في أكبر اقتصادين حول العالم في ظل عودة المحادثات في الشهر المقبل، كما أن التحسن النسبي للبيانات الاقتصادية في الفترة الأخيرة أسهم أيضاً في تقليص توقعات خفض الفائدة.

وخلال الأسبوع الماضي، أثنى رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على تقرير الوظائف الأميركية الأخير، رغم أنه جاء بأقل من التوقعات، مشيراً إلى أنه يعتبر علامة على قوة سوق العمل بالولايات المتحدة. فيما كشفت بيانات اقتصادية حديثة عن ارتفاع أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بعكس التوقعات.

وكان البنك المركزي الأميركي خفض معدل الفائدة للمرة الأولى منذ الأزمة المالية العالمية في يوليو (تموز) الماضي بمقدار 0.25% لتصل إلى مستوى يتراوح بين 2 إلى 2.25%.

الدولار يواصل الصعود أمام سلة العملات
على خلفية هذه التصريحات، في سوق العملات، واصل الدولار الأميركي مكاسبه أمام العملات الرئيسة، وذلك بعد الإفصاح عن بيانات اقتصادية وتغريدة للرئيس الأميركي دونالد جدد فيها انتقاده لبنك الاحتياطي الفيدرالي.

حيث ارتفع الدولار أمام اليورو بنحو 0.4% عند مستوى 1.1002 دولار، فيما ارتفع أمام الين بنسبة تزيد على 0.2 % مُسجلاً نحو 107.78 ين.

وزادت الورقة الأميركية الخضراء أمام الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% عند مستوى 1.2334 دولار، بينما ارتفعت أمام الفرنك السويسري بأكثر من 0.1% مُسجلة نحو 0.9935 فرنك.

وخلال تلك الفترة، صعد مؤشر الدولار الرئيسي الذي يقيس أداء العملة أمام 6 عملات رئيسية بنحو 0.3% إلى مستوى 98.643.

الأسهم الأميركية تعزز مكاسبها
وعززت مؤشرات الأسهم الأميركية مكاسبها عند ختام تعاملات أمس الأربعاء، ليربح "داو جونز" أكثر من 220 نقطة، متجاوزاً مستوى 27 ألف نقطة للمرة الأولى منذ يوليو (تموز) الماضي بقيادة سهم "آبل".

وتأتي المكاسب في البورصة الأميركية مع ارتفاع قوي لسهم "آبل" بعد إعلان الشركة إصدارات "آيفون 11" الجديدة.

وعند إغلاق الجلسة، ارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي للمكاسب بنحو 0.8% أو ما يعادل 227 نقطة ليصل إلى 27136 نقطة، كاسراً حاجز الـ27 ألف نقطة للمرة الأولى منذ تعاملات 30 يوليو (تموز) الماضي.

كما ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز" بنحو 0.7% ليصل إلى مستوى 3000.9 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ نهاية يوليو (تموز) الماضي. فيما ارتفع المؤشر التكنولوجي "ناسداك" بنحو 1.1 % ليسجل مستوى 8169.6 نقطة.

عوائد السندات الأميركية تسجل أعلى مستوى في شهر
في سياق متصل، واصلت عوائد سندات الخزانة الأميركية ارتفاعها لتسجل أعلى مستوى في شهر. ويترقب المستثمرون قرار البنك المركزي الأوروبي، اليوم الخميس، مع توقعات اتخاذ إجراءات تحفيزية.

وأسهم التفاؤل حيال التجارة في ارتفاع عوائد السندات الأميركية، إذ أعلنت الصين أمس أنها تعتزم استثناء 16 منتجاً أميركياً من قائمة التعريفات الإضافية.

وارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لآجل 10 سنوات إلى مستوى 1.742% هو الأعلى منذ 9 أغسطس (آب) الماضي.

كما زاد عائد سندات الخزانة الأميركية لآجل 30 عاماً إلى 2.22%، في حين سجل عائد الديون الحكومية لمدة عامين مستوى 1.68%.

الذهب يعاود الصعود بعد 4 جلسات خاسرة
وإلى سوق المعادن، حيث ارتفعت أسعار الذهب للمرة الأولى في 4 جلسات عند تسوية تعاملات الأربعاء، ليعاود الارتفاع أعلى مستوى 1500 دولار مع توقعات خفض الفائدة.

واستفادت أسعار الذهب من آمال اتخاذ إجراءات تحفيزية من قبل البنوك المركزية بدايةً من المركزي الأوروبي الذي يجتمع اليوم قبل أن يصدر الاحتياطي الفيدرالي قراره الأربعاء المقبل. لكن ضغطت مكاسب الأسهم والعملة الأميركية خلال التعاملات على ارتفاع المعدن الأصفر.

وعند التسوية، ارتفع سعر العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر (كانون الأول) بنحو 0.3 % إلى 1503.20 دولار للأوقية.

وزاد سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر بنسبة 0.6% عند مستوى 1494.60 دولار للأوقية.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد