ملخص
وجه الكاتب البريطاني جيمس غراهام انتقاداً صريحاً لترمب وجونسون على مواقفهما السياسية
وجه جيمس غراهام، أحد أبرز الكتاب المسرحيين البارزين في بريطانيا، أصابع الاتهام إلى كل من بوريس جونسون ودونالد ترمب، معتبراً أن سياستهما تمثل "مستوى جديداً من الجنون" في عالم السياسة الحديثة.
واشتهر غراهام، كاتب المسلسل التلفزيوني الشهير عن "بريكست": "الحرب غير الأهلية" The Uncivil War بطولة بنديكت كومبرباتش، بطرحه المحايد وتجنبه التصريح بميوله السياسية الشخصية.
لكنه انتقد جونسون وترمب انتقاداً لاذعاً في مقابلة صحافية صادمة، شجب فيها القادة "الشعبويين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتخلى غراهام عن حياديته المعتادة، وقال "بصراحة، لقد سئمت! أريد حقاً أن أهين جونسون".
وأضاف أن رئيس الحكومة المحافظ أضاع فرصة ذهبية بوضع المملكة المتحدة في مسار جديد. بريطانيا كانت بحاجة ماسة إلى قيادة جديدة وقد يكون ذلك عبر الانتخابات العامة المقبلة.
وأشاد الكاتب المسرحي البارز بالرئيس الأميركي جو بايدن لمحاولاته "القضاء على ثقافة الشعبوية" في الولايات المتحدة، معرباً عن أسفه لأن "الخطاب الذي روجه ترمب تجذر ولا يمكن اجتثاثه الآن".
وفي مقابلة على المدونة الصوتية (بودكاست) "البحث اليائس عن الحكمة" Desperately Seeking Wisdom الذي يقدمه المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون، كريغ أوليفر، صرح غراهام بأن بريطانيا فشلت في "إعادة إحياء نفسها" كما فعلت عامي 1945 و1979.
وأضاف غراهام: "حدث خطأ ما في الأعوام الـ10 إلى الـ15 الماضية. يعود الأمر للانهيار (المالي) في 2008. شعرنا بأنها بداية قصة جديدة... لكن ذلك لم يحدث."
وتابع: "لم يحدث ذلك لأنه، بكل احترام لبوريس جونسون... في الواقع، تباً للأمر، أنا لا أريد أن أحترمه! لقد أهدر فرصة كبيرة. لقد فقدنا تلك اللحظة وربما لن نحظى بها أبداً مرة أخرى".
وأردف: "نحن نغوص اليوم في مستويات من الجنون بسبب عدم قدرتنا على تصحيح المسار مع شخصيات مثل ترمب."
واستكمل غراهام: "نحن بحاجة إلى شخصيات جديدة بقصص جديدة ترويها، مما قد يتحقق من خلال الانتخابات العامة المقبلة".
رأي غراهام الصريح هذا يتعارض مع إحجامه السابق عن الإفصاح عن آرائه السياسية. وقال مازحاً في الماضي إن بعضهم يفترض أنه يساري "جداً"، لكنه كان حريصاً على تجنب الخوض في تفاصيل محددة.
وبدا غراهام في "البودكاست" أكثر جرأة وصراحة، إذ شن هجوماً على ما يعتبره استغلالاً خطراً لـ"موجة الشعبوية" من قبل بعض القادة السياسيين، واصفاً هذه الظاهرة بأنها "ركوب موجة الشهرة والشعبوية"، محذراً من عواقبها الوخيمة قائلاً: "ستبتلعك في النهاية".
وأضاف "يجب أن نقرر في مرحلة معينة ما إذا كنا سنحارب هذه الثقافة السلبية ونقضي عليها. فذلك ما يحاول بايدن فعله في الولايات المتحدة."
وأكمل: "مشكلة ترمب أنه راوي قصص أكثر براعة من بايدن. سرديته ترسخت عميقاً، ويصعب اقتلاعها، وهذا له عواقب حقيقية على أرض الواقع."
ويحذر غراهام من احتمال "انفجار" هذه التوترات إلى أعمال عنف، مستشهداً باقتحام أنصار ترمب لمبنى الكابيتول الأميركي عام 2021 بعد رفض الأخير لنتائج الانتخابات.
وقال غراهام "أنا قلق بهذا الشأن. الجانب المظلم كامن في كل إنسان وفي كل ثقافة، وهو أقرب إلى الظهور [في تصرفات المرء] مما نعتقد. مسؤوليتنا هي عدم تأجيج هذه القوى المدمرة."
يُذكر أن غراهام قدم أعمالاً مسرحية وتلفزيونية عدة تناولت مواضيع ذات طابع سياسي مثل "بريكست: الحرب غير الأهلية" و"هذا المنزل" This House حول انهيار حكومة حزب العمال البريطاني في سبعينيات القرن الماضي، و"التحالف" The Coalition حول قصة التحالف الحكومي بين حزب المحافظين والديمقراطيين الليبراليين في عهد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، و"حبر" Ink وهو عمل يسلط الضوء على سيرة رجل الإعلام الأسترالي الشهير روبرت مردوخ، إضافة إلى أعمال ذات طابع غير سياسي مثل مسرحية موسيقية عن الواعظة التلفزيونية الأميركية تامي فاي وتتضمن أغاني للمغني الشهير إلتون جون، و"عزيزي إنجلترا" Dear England، وهي مسرحية تعرض حالياً في وست إند بلندن، تتناول مسيرة المدرب الإنجليزي غاريث ساوثغيت، ويجسد دور البطولة فيها الممثل جوزيف فاينس.
© The Independent