اُتهمت دار الأزياء الفرنسية " ديور" بما يُسمى "الاستيلاء الثقافي" بعدما أطلقت الشريط الترويجيّ لحملتها الإعلانيّة لعطر "سوفاج" Sauvage (همجي أو غير متمدّن) المستوحاة من سكان أميركا الأصليين.
شاركت دار الأزياء الفرنسية متابعيها يوم الجمعة الماضي 30 أغسطس (آب)، منشورين على "إنستغرام" لكانكو توماس وان ستار، وهو راقص مشهور ينتمي إلى قبيلة "روزبود سيوكس" في ولاية داكوتا الجنوبيّة في الولايات المتحدة الأميركيّة.
في المنشور الأول، نرى كانكو وهو يقدّم "رقصة الحرب" على وقع الطبول مرتدياً الزيّ التقليديّ لسكان أميركا الأصليين. ويقول المعلّق في المقطع المصوّر "نحن الأرض... ديور".
بالإضافة إلى ذلك، كتبت العلامة التجاريّة تعليقاً على التسجيل القصير يقول، "رحلة أصيلة في عمق روح الأميركيّين الأصليّين، في أرض مقدّسة وعريقة وعلمانيّة. فيلم أُنتج بتعاون وثيق بين دار "ديور" من جهة وبين مستشارين في شؤون الأميريكيّين الأصليّين من "أميركانز فور إنديان أوبورتشنتي" Americans for Indian Opportunity، وهي منظمة تأسّست قبل 50 عاماً للدفاع عن حقوق سكان أميركا الأصليّين في سبيل احترام ثقافات الشعوب الأصليّة وقيمها وتراثها".
و في المنشور الثاني، استفاضت "ديور" في تقديم أحدث حملاتها لتسويق العطر مع صور لكانكو وان ستار وهو يرقص جاء في الكلمات التي كُتبت لشرحها "بصور تفيض بالألوان والعواطف، يؤدي كانكو وان ستار "رقصة الحرب" الساحرة التي تجسّد الحداثة كلها في حضارة الأميركيين الأصليين ".
ولكن على الرغم من تكرارها التأكيد على تعاونها مع المستشارين الأميركيّين الأصليّين، تلقت العلامة التجاريّة انتقادات واسعة النطاق في غضون ساعات من إزاحة النقاب عن الحملة.
وبالإضافة إلى اتهامات بالاستيلاء الثقافي، اعتبر البعض أنّ الحملة "عنصريّة". في هذا السياق، كتب أحدهم في إحدى التعليقات الكثيرة "من فضلكم، احذفوا هذه الحملة الإعلانيّة، إنها مهينة، واستعمارية، وعنصرية". وذكر آخر، "حتماً لا. هذه نزعة استعمارية صارخة مرفقة بالاسم ‘سوفاج‘؟ يا للقرف"، فيما علّق متابع ثالث، "يا للروعة، هل يعود فعلاً إلى جوهر العنصرية والإبادة الجماعية في أميركا". وكتب رابع معتبراً " هذا عمل جيد، وفريق مبدع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي بيان صحافي أصدرته الحملة، التي تعيد الترويج للعطر الذي كانت قد أُطلق للمرة الأولى في عام 2015 وكان جوني ديب الممثل الأميركي وجهه الإعلانيّ، ذكرت "ديور" أنها أرادت الفيلم المصوّر أن يكون استمراراً للكليب الأخير الذي أدّاه ديب، ويظهر فيه وهو يقود السيارة في صحراء الغرب الأميركي.
ويتابع البيان الصحفي، وفقاً لـمجلة "بيبول" People الأميركية الأسبوعية، "ما إن بدأنا في استحضار الصور الملتقطة والرموز الأميركيّة الأصليّة في هذا الفيلم الجديد، حتى قررت دار "ديور"، وجان بابتيست موندينو المصوِّر الفوتوغرافيّ، وجوني ديب، الاتصال بالمستشارين الأميركيّين الأصليّين وهم مواطنون مسجّلون ينتمون إلى قبائل "كومانتشي" و"إيسيتا" و"تاوس بويبلوس" و"باوني نيشين"، ولديهم سنوات من الخبرة في مكافحة الاستيلاء الثقافي وتشجيع الإدماج الحقيقيّ".
حسب العلامة التجاريّة، كان للمشروع "هدف مشترك" ألا وهو "الابتعاد عن الأفكار المبتذلة من أجل تجنّب الاستيلاء الثقافي والتخريب اللذين يؤديان غالباً إلى تلويث الصور التي تمثّل الشعوب الأصليّة". كذلك أوضحت أنّ التفاصيل كافة نوقشت مع مستشار منظمة "أميركانز فور إنديان أوبورتشنتي" رون مارتينيز لوكينك إيلك الفنان العالميّ.
جدير بالذكر في هذا السياق أنّ هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها "ديور" العلامة التجارية الفرنسية الفاخرة إلى اتهامات بالاستيلاء الثقافي. وكانت قد وُجهت إليها انتقادات في العام الماضي لاستحواذها على الثقافة المكسيكيّة في الحملة الإعلانية "كروز" التي عرضت خلالها جنيفر لورانس الممثلة الأميركية مجموعة من أزياء الدار.
© The Independent