Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تتوسط للإفراج عن الرهائن لدى "حماس"

أبدت الحركة موافقتها وطلبت ضمانات لتنفيذ "اتفاق باريس" وإسرائيل تثمن جهود موسكو

أقارب ومؤيدون يرفعون لافتات تحمل صور الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ هجمات 7 أكتوبر  (أ ف ب)

ملخص

دخلت موسكو على خط الوساطة بين "حماس" وإسرائيل لتحرير الرهائن الذين تحتجزهم الحركة في غزة، كما تسعى إلى إنجاز "اتفاق باريس" بما يضمن وقف إطلاق النار في القطاع

رغم توتر العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وإسرائيل فإن موسكو دخلت على خط الوساطة بين تل أبيب و"حماس" وتعمل بجهد دبلوماسي لتحرير الرهائن الذين تحتجزهم الحركة في غزة، كما تسعى إلى إنجاز "اتفاق باريس" بما يضمن وقف إطلاق النار في القطاع.

جاء إعلان دخول موسكو على خط الوساطة بين طرفي الصراع على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قال، أمس الجمعة، "تبذل روسيا كل ما في وسعها لمساعدة الأشخاص الذين أصبحوا رهائن، نجرى اتصالات مع الجناح السياسي لـ(حماس)".

وأضاف، "نحقق نتائج نوعية عن طريق الدبلوماسية لتحرير الرهائن، واتصالاتنا مع الجناح السياسي لـ(حماس) تستغل في هذا الجانب. نحن نحاول مساعدة الإسرائيليين خصوصاً من نجوا من المحرقة، كما أننا ندعم إقامة دولة فلسطينية".

في الواقع، هذه المرة الأولى التي يصف فيها الرئيس الروسي ما قامت به حركة "حماس" يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي بالمحرقة، إذ رغم أنه دان الهجوم وقتها، لكنه كان يتحدث بطريقة متوازنة عن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

موسكو وتل أبيب

جاءت هذه التصريحات بعد يوم واحد من زيادة توتر العلاقات بين موسكو وتل أبيب، والمضطربة بالأساس منذ بدء الحرب في القطاع، على خلفية دعم روسيا لحركة "حماس" في غزة.

ويعتقد المراقبون السياسيون أن حديث بوتين هذا جاء لمحاولة تحسين العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين روسيا وإسرائيل، وأنه يحاول أن يلعب دور الوسيط الذي يستطيع تحقيق إنجازات على الأرض، بخاصة أن لبلاده علاقات جيدة مع حركة "حماس".

قبل تصريح بوتين، كانت هناك خلافات بين إسرائيل وروسيا، وصلت إلى حد استدعاء وزارة الخارجية الروسية لسفيرة تل أبيب في موسكو سيمونا هالبرين، بسبب تصريحات أدلت بها تتهم فيها روسيا بالتعامل بـ"ودية" مع "حماس".

وكانت هالبرين قالت إن "روسيا تقلل من أهمية المحرقة التي جرت في السابع من أكتوبر، وتتعامل بطريقة ودية بشكل مفرط مع (حماس)، لا أفهم لماذا ذلك، كما أن موسكو دانت هجوم (حماس) على إسرائيل بعد فوات الأوان".

على خلفية ذلك، رد السفير الروسي لدى إسرائيل أناتولي فيكتوروف بأن "اتصالات بلاده مع (حماس) لحل القضايا الإنسانية بما يلبي مصالح جميع الأطراف. لدينا اتصال وثيق مع الأطراف الإسرائيلية في شأن مسألة إطلاق سراح الرهائن، هذا العمل لم يتوقف يوماً وسنواصله، الإسرائيليون على علم بجميع الجهود التي نبذلها".

ولحل هذا الخلاف بين روسيا وإسرائيل، عقد بوتين اجتماعاً مع قيادات يهودية في موسكو وأبلغهم أنه يحقق نتائج نوعية في الجهود الدبلوماسية لتحرير الرهائن، وهو ما قرأه المراقبون السياسيون أن الرئيس الروسي يحاول تجاوز الخلافات بين البلدين وتحسين العلاقة مع تل أبيب.

روسيا و"حماس"

في الحقيقة، تستطيع روسيا إحراز تقدم في شأن تحرير الرهائن لدى "حماس"، حيث تمتع بعلاقة جيدة وقديمة مع الحركة، وزادت بشكل ملحوظ في فترة الحرب، إذ استضافت موسكو وفداً من "حماس" مرتين منذ بدء الحرب وفرشت لهم السجاد الأحمر واستقبلتهم بحفاوة.

وتطورت هذه العلاقة في الحرب، عندما طلبت موسكو من "حماس" إفراج ثماني رهائن روس تحتجزهم، وبالفعل استجابت الحركة وأفرجت عن ثلاثة تمكنت من العثور عليهم، ولم تقدم روسيا أي تنازلات لـ"حماس" أو أي دعم يذكر مقابل هذه الخطوة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحينها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "نحن ممتنون لقيادة حركة حماس على استجابتها الإيجابية لنداءاتنا العاجلة".

وبعد ذلك، تقدمت روسيا باقتراح لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإصدار قرار يدعو وقف إنساني لإطلاق النار والتنديد بالعنف ضد المدنيين وجميع الأعمال الإرهابية، لكن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض الفيتو ضد هذا المشروع.

طبيعة التوتر مع إسرائيل

جميع ما سبق أدى إلى توتر العلاقة مع تل أبيب، ومن معالم هذا التوتر تأخر بوتين في اتصاله برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نحو 10 أيام من هجوم "حماس" على إسرائيل، ثم عاود الاتصال به مرة ثانية فقط منذ بدء الحرب.

كما أن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان انتقد موسكو قائلاً "تحاول روسيا صرف انتباه العالم عن هجومها العسكري على أوكرانيا، هذه هي الدولة الأخيرة التي يمكنها تعليم إسرائيل الأخلاق".

مفاوضات لتحرير الرهائن

هذا التوتر بدأت تزول ملامحه عندما أعلن الرئيس الروسي تدخله للإفراج عن الرهائن، إذ أعقب هذا التصريح سلسلة إجراءات أبرزها ما كشف عنه نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف الذي قال "نبذل جهوداً لتحرير الرهائن لكن يتعين على إسرائيل أن تظهر قدراً أكبر من المرونة والواقعية للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة".

أضاف، "موسكو مستعدة لتوفير منصة للمفاوضات بين إسرائيل و(حماس) في شأن تبادل الأسرى، لا نفرض أي شيء على أحد، ونبدي استعداداً لتوفير منصة للمفاوضات ومكاناً يمكن لأطراف النزاع أن يشعروا فيه بالراحة".

ثم قال السفير الروسي لدى قطر ديمتري دوجادكين، "نجري بانتظام حواراً مع الجناح السياسي لحركة (حماس)، من خلال البعثة الدبلوماسية الروسية في الدوحة لإطلاق بقية الأسرى المحتجزين في غزة".

تل أبيب تثمن الجهود

وحول موقف إسرائيل من توسط روسيا، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تقديره الجهود التي تبذلها موسكو لإطلاق سراح مواطني إسرائيل، وقال "تل أبيب ستستخدم كافة الوسائل السياسية والعسكرية لإطلاق سراح جميع الرهائن".

أما "حماس"، فإنها موافقة إذ طلبت أن تكون روسيا إحدى الدول التي تضمن تنفيذ "اتفاق باريس"، وعقب نائب رئيس المكتب السياسي في الحركة موسى أبومرزوق "نحن نعتبر موسكو بلداً صديقاً. نبدي اهتماماً كبيراً بالعرض الروسي بخصوص توفير منصة مباحثات".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات