Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هذا ما فعلته الدورية التركية - الأميركية المشتركة في شمال سوريا

رفض رجب طيب أردوغان ما سماها محاولة الولايات المتحدة إنشاء منطقة آمنة لمصلحة "المنظمة الإرهابية"

عربة عسكرية تابعة للقوات الأميركية تشارك في الدورية المشتركة مع الجيش التركي في شمال سوريا (أ.ف.ب)

بعد أيام من ردم الخنادق والتحصينات الدفاعية، التي أنشأتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في أوقات سابقة، وتسليمها مواقعها العسكرية إلى المجلسين العسكريين في سري كانيه وكري سبي، وتسيير دوريات أميركية مع المجلس العسكري في كري سبي/ تل أبيض، كان الجنود الأميركيون صباح الأحد بانتظار عدد من الجنود الأتراك ومدرعاتهم، بعدما أزال الجانب التركي قطعاً من الجدار الإسمنتي الفاصل بين شمال سوريا وشرقها وتركيا، وذلك في إطار تنفيذ بنود اتفاق "المنطقة الآمنة" أو "الآلية الأمنية" لضمان أمن الحدود، الذي وقع بين الولايات المتحدة وتركيا في 7 أغسطس (آب) الماضي في أنقرة.

وبدأت الدورية الأميركية- التركية المشتركة، المؤلفة من ست عربات تركية وأربع عربات وكاسحتي ألغام من الطرف الأميركي، أولى جولاتها داخل الأراضي السورية، انطلاقاً من قرية حشيشة (30 كيلومتراً شرق كري سبي) باتجاه قرية غويلان في المنطقة المحددة وفق الاتفاق، ما بين كري سبي غرباً وسري كانيه (رأس العين) شرقاً.

ووفق المعلومات، فإن الدورية استطلعت ستة مواقع عسكرية انسحبت منها "قسد". واستمرت الدورية في جولتها داخل الأراضي السورية أكثر من ساعتين، ثم عادت العربات التركية من المسار نفسه إلى داخل الأراضي التركية، فيما لا يعرف حتى الآن كم مرة ستكرر هذه الدوريات جولاتها في المنطقة.

في الوقت نفسه الذي سارت فيه الدورية التركية- الأميركية قرب كري سبي، جالت دورية أميركية أخرى مشتركة مع المجلس العسكري في سري كانيه، مكونة من ثلاث عربات أميركية ومثلها للمجلس العسكري، حيث تفقدت نقاط المجلس في ريف المدينة. وقال مصدر عسكري مرافق للدورية المشتركة في سري كانيه لـ"اندبندنت عربية"، إن هدف الدورية المشتركة هو "التأكد من استتباب الأمن وتنفيذ بنود الاتفاق وفق الآلية الأمنية للمنطقة".

"قسد" على إطلاع مسبق

قال مصطفى بالي، مدير المكتب الإعلامي لـ"قسد" في تصريح خاص لـ"اندبندنت عربية"، إن قوات سوريا الديمقراطية كانت على اطلاع مسبق بتسيير الدوريات التركية- الأميركية المشتركة في إطار التنسيق المستمر بين "قسد" والتحالف الدولي. وأضاف أن "الآلية الأمنية المتفق عليها في وقت سابق تضع حداً للادعاءات التركية ومن شأنها نزع فتيل الأزمة"، مؤكداً أن "قسد" تطمح إلى الاستقرار والحلّ السياسي.

وأشار بالي إلى أن الدورية المشتركة التركية- الأميركية الأولى أنجزت أعمالها بشكل ناجح، وسارت وفق التنسيق المسبق مع "قسد". وأشار إلى أن "المجالس العسكرية المحلية لعبت دوراً ناجحاً في أداء مهامها، وكذلك قوات أمن الحدود، في تهيئة الأرضية لإنجاح هذه المهمة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونوه مدير المكتب الإعلامي لـ"قسد" إلى أن سير الدورية التركية- الأميركية المشتركة داخل المنطقة المحددة يثبت انفتاح "قسد" والإدارة الذاتية على الحلّ والحوار، لاستمرار الاستقرار ونزع فتيل التوتر وإيجاد حلّ مستدام في المنطقة.

وفي السياق نفسه، أكدّ مكتب الدفاع التابع للإدارة الذاتية لشمال سوريا وشرقها، في بيانٍ الأحد، أن "الإدارة الذاتية الديمقراطية ممثلة بكل مؤسساتها وقواتها العسكرية، على اطلاع مسبق بهذه الدوريات وهي جزء من التفاهمات التي عملت عليها قوات التحالف الدولي لنزع فتيل الحرب وتأمين الاستقرار في المناطق الحدودية".

أردوغان غير راضٍ

رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما سماها محاولة الولايات المتحدة إنشاء منطقة آمنة لمصلحة "المنظمة الإرهابية"، في إشارة منه إلى قوات سوريا الديمقراطية. وقال أردوغان، في خطاب افتتاح عدد من المشاريع التنموية في ولاية ملاطية وسط البلاد، إن واشنطن تحاول وضع تركيا في الكفة نفسها من حيث التعامل مع "المنظمة الإرهابية"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن إنجاز المنطقة الآمنة عبر تحليق ثلاث إلى خمس مروحيات أو تسيير خمس إلى عشر دوريات، أو نشر بضع مئات من الجنود في المنطقة بشكل صوري".

تقييم التحالف

في المقابل، قال العقيد مايلز ب.كاجينز الثالث، الناطق الرسمي باسم قوات التحالف عبر حسابه على تويتر، إن "المشاركين في الدورية لاحظوا أن مقاتلي وحدات حماية الشعب (الكردية) أزالوا التحصينات طواعية وغادروا المنطقة الآمنة".

وأضاف ب.كاجينز أن "دورية اليوم حافظت على الأمن داخل المنطقة، وهي تظهر التزامنا المستمر بمعالجة المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا، مع السماح أيضاً للتحالف وشركائنا في قوات سوريا الديمقراطية بالتركيز على تحقيق الهزيمة الدائمة لداعش".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط