Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف برر مارتن بشير الانتقادات الموجهة لمقابلته مع الأميرة ديانا؟

تبين ارتكابه "انتهاكاً خطراً" بعد الكشف عن الطريقة التي مكنته من ترتيب المقابلة مع أميرة ويلز.

ادعى مارتن بشير أن الغيرة المهنية وأصوله العرقية كانتا وراء مزاعم لجوئه إلى الخداع في ترتيب مقابلته المثيرة للجدل مع ديانا، أميرة ويلز (بي بي سي)

ملخص

وُجد أن "بي بي سي" تسترت على معرفتها بسلوك بشير في التسعينيات، مما أدى إلى تقديم المؤسسة اعتذاراً ووعداً بعدم بث المقابلة مرة أخرى على الإطلاق

ادعى مارتن بشير أن الغيرة المهنية وأصوله العرقية كانتا وراء مزاعم لجوئه إلى الخداع في ترتيب مقابلته المثيرة للجدل مع ديانا، أميرة ويلز.

الصحافي السابق في "بي بي سي" أشار إلى أن زملاءه لم تعجبهم حقيقة أن "مهاجراً من الجيل الثاني ينتمي إلى طبقة عاملة غير بيضاء" هو الذي أجرى المقابلة، على عكس المذيعين المعروفين مثل أبناء عائلة ديمبلبي التي يشتهر منها أربعة صحافيين هم فريدريك وديفيد وجوناثان وريتشارد.

هذ الأمر كان قد ظهر من خلال رسالة إلكترونية، أرسلها بشير قبل أشهر فقط من كشف أفلام وثائقية للفضيحة التي رافقت مقابلة برنامج "بانوراما" [مع ديانا]، بعد أن أمرت المحكمة في ديسمبر (كانون الأول) بإلزام "بي بي سي" الكشف عما يقارب 3 آلاف رسالة بريد إلكتروني مرتبطة بالحادثة.

في الرسالة الإلكترونية المرسلة بتاريخ الـ20 من يوليو (تموز) 2020، أخبر بشير رئيس قسم التاريخ في "بي بي سي"، روبرت سيتر، أن الوثائق المزورة لم تلعب أي دور في الحصول على المقابلة، ونفى مزاعم "ما يسمى قصة ’التزوير’".

بدأ الحديث عن رسائل البريد الإلكتروني بعد تقديم الصحافي وصانع الأفلام الوثائقية آندي ويب طلباً إلى هيئة الإذاعة البريطانية بموجب قانون حرية المعلومات ليسأل عن كيفية تأمين المقابلة.

يدعي ويب أن مديري "بي بي سي" حاولوا في عام 2020 التستر على أفعال بشير في عام 1995، التي تضمنت تزوير وثائق مصرفية ليكسب ثقة ديانا وشقيقها إيرل سبنسر.

كتب بشير في رسالته الإلكترونية: "يؤسفني سماع أن قصة ’التزوير’ المزعومة هذه تطل برأسها مرة أخرى... لم يكن لها أي دور في المقابلة، لكنها وفرت ذريعة للحسد المهني، بخاصة داخل الهيئة، ومن ثم اتهامي بمخالفات مزعومة... في ذلك الوقت، كان من الواضح أيضاً وجود شيء من الانزعاج من أن مهاجراً من الجيل الثاني من أصول غير بيضاء من الطبقة العاملة قد تجرأ على دخول القصر الملكي وإجراء مقابلة. كانت الأمور ستمر بيسر أكثر بكثير لو أن فرداً من إحدى العائلات الرفيعة (ديمبلبي وغيرها) فعل ذلك!".

يذكر أن بشير ولد في لندن لأبوين باكستانيين والتحق بمدرسة شاملة في وندزورث.

كما أخبر السيد سيتر أن موظفي أمير ويلز آنذاك أشادوا به لأنه لم يقم بإجراء مقابلات حول البرنامج.

وكتب: "منذ عودتي إلى المملكة المتحدة في عام 2015، وانضمامي مرة أخرى إلى (بي بي سي) في عام 2016، أعرب كبار الموظفين في مكتب أمير ويلز (على غير المتوقع) عن امتنانهم لرفضي جميع الطلبات لمناقشة المقابلة... أنا متأكد من أنك ستتفهم، فقد اُستخدم ما قالته الأميرة الراحلة لمهاجمة من تبقى من أفراد العائلة المالكة الأحياء، وبخاصة أمير ويلز، وهو أمر لم أرد القيام به أبداً... في يوم من الأيام - لا أحد يدري متى سيأتي - سأحتاج إلى مراجعة الماضي والتفكير في مسيرة مهنية تضمنت هذه المقابلة ولكنني آمل أنها لم تقم وحدها بتحديدها بالكامل... لهذا السبب، سأحتاج إلى العمل بجد في التذكر - وهو أمر أجده صعباً للغاية".

وكان السيد سيتر يطلب إفادة بشير بعد أن طلب منه "نشر مقابلة أرشيفية حول الحدث، التي تتحدث عن قصة تزوير أنت جزء منها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويبدو أن بشير كان يشير في بريده الإلكتروني إلى أمير ويلز آنذاك، الذي أصبح الآن ملك بريطانيا، والصحافيين ديفيد ديمبلبي، الذي يغطي بانتظام المناسبات الملكية والسياسية لصالح (بي بي سي)، وجوناثان ديمبلبي، الذي أجرى مقابلة مع تشارلز حول زواجه.

حدث ذلك قبل بث فيلم وثائقي على قناة "آي تي في" ITV في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2020 بعنوان "مقابلة ديانا: انتقام أميرة" الذي تحدث فيه مصمم الغرافيك مات ويسلر عن تزوير الوثائق لصالح بشير. اعتذرت "بي بي سي" في وقت لاحق وأبرمت تسوية مالية مع ويسلر.

ولمناسبة الذكرى السنوية الـ25 لمقابلة ديانا قامت القناة الرابعة البريطانية أيضاً في العام نفسه ببث وثائقي "ديانا: المقابلة التي صدمت العالم".

تظهر الوثائق المكشوفة حديثاً أن زملاء بشير في الهيئة أشادوا به بعد المقابلة، إذ قال اللورد توني هول بارون بيركينهيد، الذي كان آنذاك مدير الأخبار في المؤسسة، إن بشير أدار المقابلة "بحسن تقدير ممتاز".

في عام 2020، طلب من اللورد دايسون، قاضي المحكمة العليا السابق، التحقيق في طريقة التعامل مع المقابلة ونشر تقريراً السنة اللاحقة قال فيه إن بشير استخدم "سلوكاً مخادعاً" من خلال تزوير بيانات مصرفية وعرضها على إيرل سبنسر للتمكن من الوصول إلى ديانا.

ووُجد أيضاً أن "بي بي سي" قد تسترت على معرفتها بسلوك بشير في التسعينيات، مما أدى إلى تقديم المؤسسة اعتذاراً ووعداً بعدم بث المقابلة مرة أخرى على الإطلاق.

ترك بشير، الذي شغل في السابق منصب محرر الشؤون الدينية، هيئة الإذاعة البريطانية في أبريل (نيسان) عام 2021، لأسباب صحية بعد تعرضه لمضاعفات مرتبطة بإصابته بفيروس كورونا.

وقال متحدث باسم "بي بي سي" الثلاثاء: "طوال هذه العملية، تعاملنا مع مسؤولياتنا بالتزام توجيهات المحكمة بدرجة قصوى من الجدية... لذلك كشفنا اليوم عن نحو 3 آلاف وثيقة، ونحو 10 آلاف صفحة، للسيد ويب... يتضمن هذا الكشف الأخير مئات عدة من الصفحات من النسخ المكررة والمواد التي لا علاقة لها بحلقة برنامج ’بانوراما’ التي بثت عام 1995، لكن مع ذلك تم اكتشافها من خلال عمليات البحث الإلكترونية... لقد أجرينا تعديلات، عند الضرورة، بما يتوافق مع قانون حرية المعلومات... لا يوجد ما يدعم المزاعم القائلة إن "بي بي سي" تصرفت بسوء نية في عام 2020، ونؤكد أن هذا الاقتراح خاطئ بكل بساطة".

وأضاف المتحدث: "عملنا على توفير المواد ذات الصلة طوال هذه العملية الطويلة، التي تضمنت عمليات بحث واسعة النطاق في الأرشيف والسجلات الممتدة لنحو 30 عاماً... تقبلنا أيضاً الأخطاء واعتذرنا عنها عند حدوثها واتخذنا خطوات على نطاق واسع لتصحيحها... علاوة على ذلك، كما ذكرنا مرات عديدة، وبعيداً من محاولة إخفاء الأمور أو التستر عليها، كلفت ’بي بي سي’ اللورد دايسون بإجراء تحقيق مستقل حتى يتمكن من الحصول على صورة كاملة لما حدث في عام 1995، بما في ذلك من طريق الحصول على أي مواد إضافية قد يمتلكها أشخاص آخرون غير ’بي بي سي’... قدمت الهيئة جميع الوثائق ذات الصلة التي كانت في حوزتها إلى تحقيق اللورد دايسون... كذلك زود أفراد آخرون متورطون في هذه الأحداث اللورد دايسون بمواد مكتوبة يرد تفصيلها في التقرير. تم نشر التقرير في عام 2021 وقبلت ’بي بي سي’ النتائج بالكامل".

© The Independent

المزيد من تقارير