Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سعيد الماروق: الساحة تتسع للجميع والشاطر يفرض نفسه

قائد العمل هو المخرج وألمس تأثير إسمي الإيجابي في صناعة السينما المصرية من خلال علاقتي بالمنتجين والممثلين

المخرج اللبناني سعيد الماروق (صفحته الخاصة)

في تجربته السينمائية الثانية في مصر، يُعرض خلال الشهر المقبل فيلم "الفلوس" للمخرج اللبناني سعيد الماروق، الذي توجه إلى مصر، بعد أن وضع اللمسات الأخيرة على عمله الجديد.

بداية تحدث الماروق عن هذه التجربة، قائلاً "هي الثانية لي في مصر بعد فيلم (365 سعادة) مع أحمد عزّ، وأنا أعتز بها كثيراً لأن مصر هوليوود الشرق، كما أفتخر بثقة صناع السينما بي كمخرج، لأنني أعرف أنهم يحبون ويحترمون عملي، وهذا الأمر له قيمة عالية جداً عندي، وأنا ألمس تأثير اسمي الإيجابي في صناعة السينما المصرية من خلال علاقتي بالمنتجين والممثلين. الفيلم مميّز، يجمع بين الحركة والكوميديا والإثارة والحب، وجرى تصويره بين مصر ولبنان، وتشارك فيه مجموعة من النجوم على رأسهم تامر حسني وزينة وخالد الصاوي وعايشة بن أحمد ومحمد بن سلّام وضيوف الشرف أحمد السقا ومي عز الدين وكميل سلامة وعدد من الممثلين اللبنانيين. الفيلم ممتع وجذّاب، وأنا أضع اللمسات الأخيرة عليه بعد أن انتهينا من إعداد الموسيقى التصويرية الخاصة به".

ناسيني ليه

ونفى سعيد أن يكون سبب تأخير عرض الفيلم، خوف تامر حسني من المنافسة مع أفلام العيد، خصوصاً أنه كان قد أعلن سابقاً أنه سيطرح في الصالات في عيد الأضحى الماضي، وأضاف "القرار في عرض الفيلم يعود إلى شركة التوزيع والمنتج وليس إلى المخرج أو الممثل، عدا عن أن موزعي فيلم (الفلوس) هم أنفسهم موزعو الأفلام الأخرى، وهم أدرى بمسألة توقيت طرح الأفلام. الفيلم سيكون في صالات السينما في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، في محاولة لصناعة موسم جديد لطرح الأفلام، لأن الموزعين يشعرون بأن السينما المصرية تعيش انتعاشة، وأنهم من خلالي وتامر والفيلم يمكن أن ينجحوا في ذلك".

وعما إذا كانت تجربة فيديو كليب "ناسيني ليه" مع تامر حسني هي التي مهّدت للفيلم، أوضح الماروق "بل تربطني به علاقة صداقة وأخوة وهناك نوع من الانسجام بيننا، وخلال تصوير الفيديو كليب تطرقنا إلى التعاون في فيلم سينمائي ولكن لم نقرر ما هو. الكليب حقق نجاحاً كبيراً وهو ينافس حالياً على جوائز الموسيقى الأفريقية، عن ثلاث فئات مختلفة، هي فنان العام وأفضل فيديو كليب وأفضل إنتاج في القارة".

الإخراج واحد

 وردّاً على ما يُقال بأن السينما المصرية ليست في أفضل أحوالها، كونها تقصي الأفلام الاجتماعية وتركز على أفلام الكوميديا والحركة التي لا تعكس مرآة المجتمع العربي، أجاب الماروق "إنها وجهة نظر، السينما ليست مرآة المجتمع بالشكل الظاهري، بل بالأبعاد وبالمعنى العميق. ويمكن من خلال أفلام الفضاء إجراء إسقاطات على وجع الشارع، كما يمكن أن نحرك مشاعر المشاهد من خلال هذه الأفلام الكرتونية. للسينما أشكال متعددة ووجوه مختلفة، وهي يمكن أن تضحكنا وأن تبكينا. صحيح أن السينما المصرية لا تعالج كل القضايا، ولكن إنتاجياً كـ (بوكس أفيس) هي في أفضل أحوالها، والإيرادات التي تحققها رفعت من مستوى الإنتاج".

وتعليقاً على كلام البعض بأن مخرجي السينما الحاليين لا يملكون خبرة درامية، بل هم أتوا إليها من عالم الإعلانات والكليبات، أجاب الماروق "نحن نعاني من هذه الدوامة منذ سنوات! الإخراج واحد، ولا يوجد تخصص في إخراج الإعلانات أو الكليبات أو أفلام سينمائية أو الدراما. كلنا مخرجون والساحة تتسع للجميع والشاطر هو الذي يفرض نفسه. نحن تخرجنا واشتغلنا وقتها ضمن الإمكانات المتاحة، لأنه لم تكن توجد صناعة سينمائية في لبنان".

أعلى شأناً

وعن سبب النظرة إلى مخرجي السينما وكأنهم أعلى شأناً من سواهم من مخرجي الفنون الأخرى، أوضح "لأن صناعة الفيلم ليست سهلة أبداً، وبمجرد أن يخرج أي مخرج فيلماً واحداً يصبح مخرجاً سينمائياً. التصنيفات ليست حلوة، ويفضل مناقشة مضمون الفيلم على القول إن مخرجه ليس مخرجاً".

المخرج هو القائد

بين المنتج والمخرج، من هو قبطان العمل في هذه المرحلة من عمر السينما، يؤكد الماروق "قائد العمل هو المخرج، لأنه هو من يضع وجهة النظر ويتحمّلها، حتى أن المنتج يتبعه. صحيح أنه يتناقش معه ومع الكاتب وأبطال العمل في تفاصيل الفيلم، ولكن لا يمكن أن يذهب أي فيلم إلى دور العرض ولا يُعطى إذناً بعرضه إلا بعد موافقة المخرج. كل فرد يشارك في الفيلم له أهمية في مكانه، المنتج والمخرج والممثل، ولكن على الأرض المخرج هو القائد".

كذلك، لم يستبعد الماروق فكرة إخراج مسلسل تلفزيوني، قائلاً "يمكن أن أخرج عملاً واحداً أو عملين وليس أكثر لأنني أميل إلى السينما، وأفضل على 30 ساعة تلفزيونية صناعة عشرة أفلام. السينما هي عالمي، وأنا أميل إلى العمل في المجال الذي أحقق نفسي من خلاله، مثلاً أنا لا أحقق نفسي في المسرح".

هيبة السينما

وتابع الماروق "متعتي الحقيقة أن يأتي الناس ويشاهدوا أفلامي على الشاشة الكبيرة. الجمهور هو الذي يقصد السينما والكل يجلس ساكتاً مركزاً على الفيلم، بينما التلفزيون موجود في كل البيوت ويمكن عند مشاهدة المسلسل الدردشة وتدخين النرجيلة وتناول الطعام. الفيلم السينمائي له قواعده وإتيكيت خاصة به وهيبته أكبر".

وعن نظرة نجوم الغناء إليه على أنه الأفضل والأغلى سعراً والأعلى مكانة بين مخرجي الكليبات، أوضح الماروق "أنا لا أتعمد أن يُقال عني مثل هذا الكلام، ولكني لا أحب سوى أن أشتغل على الأصول وأحترم الإنتاج وأركز على تفاصيل التفاصيل"، وتابع "لكن التعامل مع النجوم ليس شرطاً عندي، بل الأغنية والصوت والأداء، ويمكن أن أتعامل مع وجه جديد قد يكون مشروع نجم تتوافر فيه مواصفات معينة".

مشروع واحد

وهل يرى الماروق أن تصوير الأغنية عنصر أساسي لنجاحها، خصوصاً أن ثمة من يعتبر أن هناك أغاني ناجحة ولا تحتاج إلى تصوير، يجيب "لا توجد منافسة بين الكليب والأغنية بل هما مشروع واحد وعمل فني متكامل".

ولأن انتشار الأعمال ترتبط غالباً بأسماء النجوم، هل يشعر كمخرج أن تعبه يذهب سدى عندما لا ينال الكليب حقه، يجيب "العمل مع النجوم ليس سهلاً على الإطلاق، لأنه يفترض بنا من خلال الكليب إضافة بريق إلى بريقه، ولذا تصبح المسؤولية أكبر. وتكمن الخطورة عندما ينطفئ بعض هذا البريق من خلال الفيديو كليب. إلى ذلك، فإن التسويق ضروري جداً في أي عمل وهو عنصر مكمّل في النجاح، وأكبر دليل على صحة هذا الكلام، هو أن هناك مسلسلات عظيمة تُعرض في رمضان ولكنها لا تنال حقها، لأنها لا تجذب محطات كبيرة لعرضها على شاشتها بسبب سوء تسويقها".

سينما وفيديو كليب

الماروق الذي يحضّر لإخراج مجموعة أفلام للفترة المقبلة، هل يخطط للتخلي عن إخراج الكليبات، أجاب "أنا أعشق الموسيقى، ولذلك لن أتكبّر أبداً على الفيديو كليب، عدا عن أن فضله كبير عليّ، كونه ساهم بنجاحي، ومن خلاله عبرت عن أشياء كثيرة وحوّلته إلى فيلم قصير. لكن سواء شئنا أم أبينا، فإن الفيلم السينمائي هو العمل الفني الوحيد الذي يخلّد. الدراما يمكن مشاهدتها مرة أو مرتين أو ثلاث مرات ومع الوقت تصبح موضتها قديمة والأمر نفسه ينطبق على الكليب".

وعن السبب الذي يجعل المخرج يقدم أعمالاً لا يخلّدها التاريخ، أجاب "أنا سوف أركز على السينما خلال الفترة المقبلة، ولكني لن أتأخر عن إخراج الكليبات عندما يكون لديّ الوقت".

إلى ذلك، أوضح الماروق أنه يحضر لفيلم مصري جديد من بطولة نجم مصري سيجري الاتفاق عليه خلال وجوده في مصر، على أن يُعلن عنه خلال الأيام المقبلة.

المزيد من فنون