Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفلسطينيون يعتبرون استقالة غرينبلات دليلا على فشل خطة السلام الأميركية

عشراوي: تخلصنا فقط من تغريداته السخيفة

كوشنر مصافحاً نتنياهو في مكتب الأخير في القدس وبدا خلفه غرينبلات (أ. ف. ب.)

قلل مسؤولون فلسطينيون من أهمية الاستقالة المفاجئة للمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، معتبرين أن "الهجمة" ضدهم، يقف وراءها الرئيس الأميركي دونالد ترمب وكبير مستشاريه (صهره) جاريد كوشنر.

وتدخل استقالة غرينبلات حيّز التنفيذ عقب موعد كشف الخطة الأميركية للسلام المعروفة بـ "صفقة القرن"، الذي حدد المبعوث ذاته أنه سيكون بعد الانتخابات الإسرائيلية المتوقع إجراؤها في الـ 17 من الشهر الحالي.

ويُعدّ غرينبلات "الضلع الثالث" للفريق الأميركي الذي عكف منذ أكثر من سنتين على وضع خطة السلام بقيادة كوشنر والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان.
 
"صهيوني بامتياز"
ويرفض الفلسطينيون هذه الخطة بشدة ويقولون إنها تهدف إلى تصفية مشروعهم الوطني، وإلغاء حق عودة اللاجئين، معتبرين أن فريقها الأميركي "صهيوني بامتياز".
وذكر مسؤول فلسطيني لـ "اندبندنت عربية" إن "استقالة غرينبلات تدل على فشل خطة السلام الأميركية، وذلك لتجاهلها مرجعيات عملية السلام الدولية، وحل الدولتين، وكل قضايا الحل النهائي".
وشدد المسؤول على أن "أي خطة للسلام لا تضمن إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، وحلاً عادلاً متفقاً عليه لقضية اللاجئين، لن يُكتب لها النجاح".
 
إدارة ترمب "تتوسل"
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن "الإدارة الأميركية تتوسل القيادة الفلسطينية لإجراء مباحثات بين رئيس السلطة محمود عباس والرئيس الأميركي دونالد ترمب"، مضيفاً أن "الموقف الفلسطيني يرفض ذلك طالما لم تعلن واشنطن التزامها بحل الدولتين وتتراجع عن نقل سفارتها إلى القدس المحتلة".
وأكد المسؤول الفلسطيني ذاته أن "السنتين الماضيتين أثبتتا أن القيادة الفلسطينية في رام الله وحدها هي صاحبة القرار في قبول أو رفض أي خطة للسلام، لأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".
كذلك، اعتبرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي في حوار مع "اندبندنت عربية" استقالة المبعوث الأميركي للسلام خطوةً "غير مأسوف عليها"، مضيفة أن "غرينبلات جنّد نفسه للدفاع عن إسرائيل، وتبنى مواقفها المتطرفة التي تلغي حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، كما أنه انحاز بشكل أعمى إلى تل أبيب".
 


"لا تغيير"

لكن عشراوي أشارت إلى أن "استقالته لن تحدث تغييراً جوهرياً في سياسة الإدارة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية، كما أنها لا تعني أن الهجمة الأميركية التي يقودها ترمب ضد الفلسطينيين وحقوقهم انتهت".

وقالت عشراوي إن استقالة غرينبلات "ليست أكثر من مسمار إضافي في نعش صفقة القرن الأميركية"، مضيفةً أن هذه الخطة "كانت محكومة بالفشل منذ البداية ولذلك لتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني التي كفلتها الشرعية الدولية".

وأضافت عشراوي أن "استقالة غرينبلات ربما لها فائدة واحدة؛ هي التخلص من تغريداته السخيفة على موقع تويتر" الذي "منحه منصةً لعرض أفكاره ومواقفه الأيدولوجية الصهيونية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


نسخة أكثر شباباً
ويُفترض أن يخلف غرينبلات في منصبه آفي بركوفيتش (31 سنة)، المساعد الأبرز لجاريد كوشنر. ونشأ بركوفيتش في بيت يهودي متشدد، تعلم في إسرائيل لسنتين في معهد لليهود المتشددين بعد مرحلة الثانوية العامة.
لكن الباحث السياسي جو معكرون يشير إلى أن استقالة غرينبلات تعود إلى أسباب شخصية وعائلية، لاسيما أنه تجاوز فترة السنتين التي كان يتوقع أن يخدم فيها إدارة ترمب.
وتابع معكرون أن "ذلك يدل على أن واشنطن ستركز في المرحلة المقبلة على التطبيع العربي مع إسرائيل أكثر من جهود التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط"، مضيفاً أن "ترمب خفّض توقعاته بشأن إمكان تحقيق أي اختراق بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ظل انطلاق السباق الرئاسي الأميركي".
وأضاف معكرون أن "خطة السلام ستبقى بيد كوشنر ودائرة صغيرة من الأوفياء في دائرة ترمب المصغرة"، وقال إن منصب "المبعوث الخاص للسلام في الشرق الأوسط" خسر قيمته لأن آفي بركوفيتش، بالإضافة إلى مبعوث الخارجية الخاص لإيران برايان هوك سيستلمان الملف الفلسطيني الاسرائيلي.

المزيد من الشرق الأوسط