Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الـ"شنغن الخليجية" تزيد فرص تعافي القطاع السياحي في المنطقة

الشرق الأوسط تستعيد مكانتها في استقبال الوافدين الدوليين والسعودية على رأس القائمة بحسب منظمة السياحة العالمية

"العلا" السعودية واحدة من الوجهات السياحية التي سجلت نمواً لافتاً في السنوات الأخيرة (بلومبيرغ)

في خضم سباق العالم نحو التعافي من تبعات جائحة العقد الأخير "كوفيد-19" وما تبعها من أزمات جيوسياسية، تبرز منطقة الشرق الأوسط بوعود جديدة لاستعادة الحيوية في قطاع السياحة رغم التحديات التي تشهدها، إذ كشف أحدث تقرير لمنظمة السياحة العالمية عن نظرة شاملة لأداء القطاع في عام 2023، ويتتبع مستويات التعافي في المنطقة والعالم.

وشهدت الشرق الأوسط إعادة صياغة استثنائية في مسيرة التعافي، إذ تبرز كالمنطقة الوحيدة التي تجاوزت مستويات ما قبل الوباء بارتفاع يصل إلى 22 في المئة فوق مستويات عام 2019.

وتشير أرقام المنظمة إلى تحقيق قفزة نسبية في عدد الوافدين مع تسهيل شروط السفر بين دول مجلس التعاون الخليجي على غرار اتفاق "شنغن"، توقع التقرير أن تحدث تطوراً يحمل معه إعادة إشعاع قوي لحركة السياحة في منطقة الشرق الأوسط.

وكانت دول مجلس التعاون الخليجي أقرَّت مجتمعة على مستوى القاعدة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تسهيل انتقال الزائرين فيها والمقيمين، عبر اعتماد تأشيرة موحدة تشبه في امتيازاتها الـ"شنغن" الأوروبية، على أن يدخل العمل الفعلي بها حيز التنفيذ في غضون العام الحالي، طبقاً للآليات التي تقرها الجهات التنفيذية في بلدان المجموعة، وهو ما اعتبره وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب "خطوة تاريخية".

فجر التعافي الموعود

وأظهر التقرير أن مناطق الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا قادت تعافي السياحة خلال 2023 على أن يؤدي إطلاق العنان للطلب المكبوت المتبقي، وزيادة الاتصال الجوي، والانتعاش الأقوى للأسواق والوجهات الآسيوية، إلى تعزيز التعافي الكامل بحلول نهاية عام 2024م.

وتنبثق أفريقيا من ركام الجائحة بعد أن استعادت 96 في المئة من زوارها السابقين، وتتجاوز الأميركتان 90 في المئة، ووصلت منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى 65 في المئة من مستويات ما قبل الوباء بعد إعادة فتح عديد من الأسواق والوجهات.

وعلى رغم ذلك يشكل التباين في الأداء حاجزاً في بعض المناطق، إذ تعافت جنوب آسيا بنسبة 87 في المئة من مستويات عام 2019، بينما تواجه شمال شرقي آسيا تحديات تقترب من 55 في المئة.

تقديرات أولية

وبحسب التقديرات الأولية بلغت عائدات السياحة الدولية نحو 1.4 تريليون دولار عام 2023، مما يعادل نحو 93 في المئة من الإيرادات التي تم تحقيقها في الوجهات السياحية عام 2019 والتي بلغت 1.5 تريليون دولار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد أمين عام منظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكاشفيلي أن أحدث البيانات تبرهن على مرونة وتسارع السياحة متوقعاً عودة الأرقام إلى مستويات ما قبل الوباء بحلول نهاية 2024، ولاحظ أن التأثير الملموس للاستعادة يشمل الاقتصادات، الوظائف، النمو، والفرص الاجتماعية على نطاق واسع يذكر بضرورة تعزيز الاستدامة والإدماج في جهود تطوير القطاع السياحي على الصعيدين المحلي والعالمي.

سياحة سعودية واعدة

وفي ظل تحولات السياحة في الشرق الأوسط يبرز تقرير باروميتر لمنظمة السياحة العالمية الصادر عن الأمم المتحدة إشارات إيجابية حول تعافي القطاع في السعودية الذي كشف عن زيادة هائلة بلغت 156 في المئة في عدد الوافدين الدوليين للبلاد في عام 2023 مقارنة بعام 2019 إذ تعكس هذه الزيادة الكبيرة ليس فقط التعافي الكامل من تأثيرات الجائحة، ولكنها تؤكد أيضاً دورها كلاعب محوري في تعزيز قطاع السياحة في منطقة الشرق الأوسط.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أكد في مناسبة سابقة أمام مجلس الشورى في الرياض أن اقتصاد السعودية يحقق أعلى معدل نمو ضمن مجموعة الـ20، وشدد على تقدمها في أكثر من 50 في المئة من مؤشرات التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وتطور الاقتصاد السعودي ليكون الأسرع نمواً، على مستوى دول مجموعة الـ20 في عام 2022م، بمعدل 8.7 في المئة من الناتج المحلي.

واعتبر ما تحقق في مجال السياحة في بلاده يمثل أداء تاريخياً في الربع الأول من عام 2023، ونموه بنسبة 64 في المائة، مشدداً على أن تلك الخطوات "تبشر بمزيد من النجاحات لتحقيق إصلاحات اقتصادية، وتقوية المركز المالي للمملكة بما يعزز النمو الاقتصادي الشامل لبلادنا".

وعلى رغم استمرار قطاع السياحة العالمي في التعافي وتسجيل نسبة 12 في المئة أقل من مستوياته قبل الجائحة، فإن التقرير الصادر عن شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" الاستشارية في أكتوبر يظهر الحيوية السياحية التي حققتها السعودية في تنفيذ رؤية 2030 وتحقيق عديد من الأهداف الاقتصادية المرسومة، ففي عام 2023 احتلت المركز الخامس عالمياً في قائمة الوافدين الدوليين وعادت إلى مستويات ما قبل جائحة "كوفيد-19" في استقبال الزوار والحجاج.

وتعزى هذه النتائج إلى الجهود المبذولة في تسويق السعودية كوجهة سياحية وتنويع اقتصادها وتنفيذ عديد من المشاريع الكبيرة في السعودية بما في ذلك مشروع القدية، ومدينة نيوم التي تبلغ قيمتها 500 مليار دولار ومشروع البحر الأحمر، وتطوير تراث بوابة الدرعية وهذه المشاريع حققت تقدماً كبيراً في السنوات الأخيرة إذ انتقلت من مرحلة المفاهيم إلى مرحلة البناء.

اقرأ المزيد