Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو من لندن: الوقت ليس مناسبا لإجراء حوار مع إيران

تزامنت زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية مع نشر الجيش الإسرائيلي الباتريوت لمواجهة خطر صواريخ "حزب الله" الدقيقة

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم 5 سبتمبر 2019 (أ.ف.ب)

اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لقاءه في لندن، المحطة الجديدة لاستقطاب دعم دولي لخطته في مواجهة إيران، غاية في الأهمية، قبيل عقد قمة أمنية بمشاركة روسيا والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. ورأى نتنياهو أن التحديات الأمنية الأخطر على إسرائيل تأتي من إيران، لذلك دعا نظيره البريطاني بوريس جونسون، إلى مساندة بلاده في مواقفها لمواجهة هذه التحديات الأمنية.

زيارة خاطفة

وكان نتنياهو قد وصل إلى لندن، الخميس الخامس من سبتمبر (أيلول) 2019، في زيارة خاطفة تهدف إلى استغلال ما تبقى من أيام للانتخابات البرلمانية في إسرائيل، لكي يواصل حملته في إبراز دوره كقائد قادر على ضمان الأمن لإسرائيل، وغض النظر من جهة أخرى، عن إخفاقاته في التعامل مع المرحلة التالية على عملية "أفيفيم"، وخرق ما خططت له الأجهزة الأمنية.

نظيره البريطاني وفي بداية اللقاء، وضع مسألة الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني وحل الدولتين على طاولة اللقاء بينهما، ما دفع نتنياهو إلى الإسهاب والتأكيد أكثر على "خطر إيران الحقيقي ليس على إسرائيل فحسب، إنما على المنطقة بأسرها".

وقبيل صعوده إلى الطائرة متجهاً إلى لندن، قال نتنياهو إنه سيشدد على أن "هذا الوقت ليس مناسباً لإجراء محادثات مع إيران، وإنما لزيادة الضغوطات عليها"، معتبراً إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني، نية إيران تطوير أجهزة الطرد المركزي، هو استمرار لانتهاك الاتفاق النووي وتصعيد النشاطات العدوانية والهجومية الفتاكة".

المعركة المقبلة

تزامن وصول نتنياهو المفاجئ إلى لندن، مع إعلان الجيش الإسرائيلي نشر الباتريوت (منظومة الدفاع الجوي من نوع أرض- جو)، في خطوة أولى لتنفيذ مطالب رئيس الحكومة الإسرائيلية في مواجهة خطر الصواريخ الدقيقة التي تزود إيران "حزب الله" في لبنان بها. ومن جهة أخرى، يأتي نشر المنظومة في ظل تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية بأن "إيران وحزب الله سيحاولان اختراق الأجواء الإسرائيلية بواسطة طائرات مسيرة مفخخة ومسلحة"، علماً أن القرار بنشر هذه المنظومة الصاروخية، يأتي على الرغم من القرار الذي اتخذه رئيس الأركان أفيف كوخافي، في اليوم التالي من عملية أفيفيم، بخفض حالة الاستنفار والتأهب التي كانت تعيشها الجبهة الشمالية.

ووفق تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية فإن "حزب الله قد ينفذ عملية ثانية للرد على عملية الطائرتين المسيرتين بالضاحية الجنوبية في لبنان، وقصف موقع للحزب في عقربا السورية".

ولا يزال الوضع الأمني على الجبهة الشمالية يهيمن على أجندة المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل. إذ دعا رئيس مجلس الأمن القومي السابق في إسرائيل، غيورا أيلاند، الكابينت الإسرائيلي إلى تعديل مسار التوجه في الجبهة الشمالية واتخاذ قرار واضح، بخصوص ما إذا كان لبنان هو العدو الرسمي لإسرائيل أو "حزب الله"، وعندها يتخذ القرار العسكري الاستراتيجي بالمبادرة لشن حرب وقائية فورية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودعا أيلاند الدبلوماسية الإسرائيلية إلى "بذل مزيد من الجهود لإقناع دول إضافية لإعلان حزب الله منظمة إرهابية والقول بشكل صريح وعلني إن العدو هو دولة لبنان، بالتالي زيادة العقوبات عليها بشكل تصعيدي".

وأضاف أيلاند "لبنان ليس فقط الدولة التي من شأنها أن تتضرر جراء الارتدادات الجانبية، حين سنهاجم أهدافاً تابعة لحزب الله، بل يجب أن تكون العدو الرسمي المباشر. يمكن مناقشة الاتجاه هذا أو ذاك، ولكن هذا الموضوع يستوجب قولاً واضحاً ينهي الخطوات العسكرية والنشاط السياسي، كإقناع إدارة الولايات المتحدة بإعلام حكومة لبنان بأنه إذا لم يتوقف مشروع الصواريخ الدقيقة، ستفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية متصاعدة ضد لبنان. أما المسألة الثانية والأهم فتتعلق بالسؤال التالي: هل يتعين على إسرائيل أن تبادر الآن إلى حرب وقائية مع لبنان؟ من الأهمية في هذه النقطة التمييز بين عملين، الأول هو هجوم مضاد مسبق والثاني حرب وقائية".

ويرى أيلاند في الهجوم المضاد المسبق، عملاً "تتخذه الدولة عندما يتضح لها بأن العدو يوشك على شن حرب في غضون بضعة أيام، ولتشويش خطواته الأولية".

 اغتيال نصر الله

وفي ذروة نقاش الوضع الأمني في الجبهة الشمالية، تطرق العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية إلى كيفية التعامل مع "حزب الله" وأمينه العام حسن نصر الله، وفي مقدمهم النائب السابق اليميني المتطرف أرييه الداد، الذي سبق وشغل منصب ضابط كبير في وحدة الطب في الجيش الإسرائيلي، إذ دعا إلى "اغتيال نصر الله كأفضل الحلول".

وفي تعليقه على الأوضاع التي نشأت منذ حادثة الطائرتين المسيرتين على الضاحية الجنوبية، قال الداد "اعتقد الخبراء العسكريون والسياسيون، بأن حزب الله يبحث عن عملية تبدو كانتقام، ولكن لا تلزم إسرائيل بالرد بقوة. ولهذا هاجم موقعاً عسكرياً قرب أفيفيم بصواريخ مضادة للدروع، وأصاب آلية عسكرية فيها دمى، ليرد الجيش الإسرائيلي بنار المدفعية. لكن كما أرى، فإن نصر الله ليس غبياً وحتى لو وقع في فخ المناورة وصدق بأنه نجح في المس بجنود الجيش الإسرائيلي، فقد هدد على الملأ بأن الحساب يبقى مفتوحاً، والانتقام آت، وهو يعرف كيف يؤجل انتقامه بل وأن يضرب بعيداً من حدودنا، فقد استُهدفنا مرتين في الأرجنتين. فمن يعتقد أن نصر الله مردوع، وبأنه سيكتفي بإصابة المركبة التي تركت لمصيرها في الساحة في أفيفيم، قد يخيب ظنه، ويكون ثمن الخطأ جسيماً. بالتالي، في كل لحظة يجب أن يتصرف الجيش الإسرائيلي وكأن فريقاً من عناصر الحزب يراقبنا بالمناظير وينتظر لحظة الغفلة".

واشنطن تعرقل

وفي سياق متصل، أفادت مصادر دبلوماسية، الخميس، بأن الولايات المتحدة عرقلت صدور إعلان عن مجلس الأمن يتعلق بالتطورات على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، بعدما رفضت تضمين الإعلان أي انتقاد لإسرائيل.

وتضمنت الصياغة الأولى لمشروع الإعلان التي يجري التفاوض بشأنها منذ مطلع الأسبوع، ست نقاط تعبر عن "قلق مجلس الأمن العميق" إزاء الخروقات على الحدود بين بيروت وتل أبيب.

وجاء أيضاً في مشروع الإعلان الذي أعدته فرنسا، "أن أعضاء مجلس الأمن ينددون بالخروقات للخط الأزرق"، ويدعون بحزم كل الأطراف إلى التزام وقف أعمال العنف.

وأفاد دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن الولايات المتحدة رفضت مرتين التزام الصمت، أي عدم الاعتراض، بهدف إقرار النص، لا بل طالبت في البداية بأن يتضمن إدانة مباشرة لـ "حزب الله"، قبل أن تطالب أيضاً بإزالة أية إشارة ولو ضمنية، أو بند يحمّل إسرائيل مسؤولية في هذا التوتر.

وتابعت المصادر نفسها أن "سائر أعضاء مجلس الأمن لم يوافقوا على الطلب الأميركي، ما أدى في النهاية إلى التخلي عن إصدار الإعلان". والمعروف أن الإعلانات الصادرة عن مجلس الأمن لا بد من أن تحظى بموافقة أعضائه كافة البالغ عددهم 15.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط