Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مخلفات حرب غزة تزيد نسبة التشوهات الخلقية بين المواليد الجدد

العثور على مستويات عالية للغاية من الديوكسينات في دم الأمهات الحوامل وحليب الثدي وأيضاً في التربة والرواسب والأطعمة

ما زالت مخلفات الحرب القابلة للانفجار موجودة في أرض قطاع غزة (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

وفق تقييم دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام فإن مخلفات الحرب في غزة تشمل مواد مشعة والفوسفور الأبيض والهالوجينات والمعادن الثقيلة

قبل أيام ولدت الرضيعة ريهام وبعد إجراء فحوصات طبية لها تبين أنها تعاني من ارتفاع في معدل المعادن الثقيلة والتي تسبب خللاً في النمو، وأرجع الأطباء السبب في ذلك لتعرض أمها لمخلفات الحرب.

وفي حالة أخرى، ولدت الرضيعة نغم بتشوهات وعيوب خلقية، ووفقاً لتقييم الأطباء فإن تلك العيوب غير القابلة للتعافي هي نتيجة تعرض الأم للفوسفور الأبيض أو القنابل السامة التي أسقطتها الطائرات الإسرائيلية على قطاع غزة.

المخلفات نوعان

أخيراً، بدأ يرصد العاملون الصحيون في غزة كميات مرتفعة من المعادن الثقيلة لدى الأمهات والأطفال حديثي الولادة، وكذلك جرى ملاحظة حالات ولادة فيها عيوب خلقية، وجرى ربط هذه الحالات التي يشهدها القطاع بمخلفات الحرب.

ومصطلح مخلفات الحرب، لا يقتصر بالضرورة على الذخائر غير المنفجرة المتروكة أسفل المباني وفي مناطق التوغل البري، وإنما بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، هي انبعاثات سامة ناجمة عن القنابل المنفجرة والتي تؤدي إلى العديد من الآثار الصحية الضارة على البشر.

كمية متفجرات ضخمة

في الحرب على غزة يسقط الجيش الإسرائيلي نحو ألف طن من المتفجرات يومياً، سواء كانت من الجو أو البر أو البحر، وبما مجموعه خلال أيام القتال المستمرة 120 ألف طن من القنابل سواء انفجرت أو ما زالت الصواعق ملتصقة بها.

وعلى خلفية تلك الكمية الضخمة من القنابل التي سقطت على غزة، تركت تلك المتفجرات مخلفات سيئة لها آثار سلبية على السكان، لا سيما الذين تعرضوا للهجمات العسكرية في الجزء الشمالي من القطاع.

أمراض وتشوهات

ويقول رئيس لجنة الطوارئ الصحية مروان الهمص "مع استمرار الحرب يواجه سكان غزة أخطاراً ضخمة نتيجة مخلفات القنابل والمباني المدمرة المنتشرة في كل مكان من القطاع، والتي تؤثر على جسم الإنسان وبالأخص الجهاز التنفسي".

ويضيف "عند حساب كمية المتفجرات التي سقطت على غزة وتوزيعها على عدد السكان الإجمالي البالغ 2.3 مليون نسمة، فإن حصة الفرد الواحد تقدر بحوالى 52 كيلوغراماً من القنابل، إذا لم يتعرض لها بشكل مباشر فإن مخلفاتها تؤذي على المدى البعيد".

وبحسب تقييم دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، فإن مخلفات الحرب في غزة تشمل مواد مشعة والفوسفور الأبيض والهالوجينات والمعادن الثقيلة، ويمكن لهذه الحرب أن تترك أثراً بيئياً ساماً وتتسبب في "أضرار لا توصف" لصحة الإنسان.

يوضح الهمص أن مخلفات القنابل أدت إلى زيادة كبيرة في الإصابة بالعيوب الخلقية عند المواليد الجدد، كما تم العثور على مستويات عالية للغاية من الديوكسينات في دم الأمهات الحوامل وحليب الثدي، والشيء نفسه في التربة والرواسب والأطعمة.

ويشير إلى أن نسبة تلوث الهواء من غاز أول أكسيد الكربون بلغت 700 في المئة، وفيه أيضاً جسيمات عالقة غريبة ناتجة من المتفجرات لم يتم التعرف إليها، وهذا من المؤكد يسبب زيادة في حالات السرطان.

فسفور أبيض

وبحسب رئيس لجنة الطوارئ الصحية، فإن القنابل الإسرائيلية تحتوي على البارود والألومنيوم، وما إن تنفجر حتى تحترق في الهواء، وهذا يؤثر في الجهاز التنفسي. كما أن تدمير الوحدات السكنية يؤدي إلى انبعاث الغبار والأتربة من الحجر والإسمنت، ما يؤذي الجهاز التنفسي.

ويؤكد الهمص اكتشاف أنواع خطيرة من الفطريات في الهواء مثل فطر "أسبرغيليس" وهي ناتجة من ركام المباني المتفجرة، واستنشاقها يؤذي الجهاز التنفسي كثيراً، وقد تؤدي إلى أمراض تنفسية مزمنة.

ومن بين أخطار مخلفات الانفجارات، قنابل الفوسفور التي ألقاها الجيش الإسرائيلي نحو 90 مرة، يوضح الهمص أنه نتج منها تشوه في الأجنة ولدى المواليد الجدد، وسببت حروقاً في أجسام سكان قطاع غزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا أنشطة تحييد

أما بالنسبة إلى مخلفات الحرب القابلة للانفجار، فإن إسرائيل وافقت على دخول بعثة تابعة للأمم المتحدة من أجل تهيئة الأرض استعداداً لعودة النازحين نحو الجنوب لمناطقهم في الشمال، ولهذه البعثة مهمة تحييد الذخائر.

وبدأت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بعرض فيديوهات توضح التصرف الصحيح في حال التعرض لخطر مخلفات الحرب القابلة للانفجار، بهدف التخفيف من خطر الموت، أو الإصابة الناتجة من تلك المخلفات.

ووفقاً لدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، فإنه حتى الآن لا توجد أعمال لإبطال الذخائر القابلة للانفجار في الجزء الشمالي من القطاع، وهذا يشكل تهديداً آخر لحياة الناس في غزة.

أدوات بسيطة متاحة

ويقول مدير عمليات "أونروا" في غزة توماس وايت "العودة إلى الحياة الطبيعية تعني الحاجة إلى المراقبة بعناية شديدة ما إذا كانت هناك قنابل غير منفجرة. حوالى 70 في المئة من متفجرات مخلفات الحرب لا تزال موجودة في أنحاء متفرقة من القطاع، ولم يتم تحديد مكانها حتى اللحظة".

وتتنوع مخلفات الحرب القابلة للانفجار بين صواريخ الطائرات الحربية من طراز "أف 16" كبيرة الحجم، والتي تزن طنين اثنين، والقنابل المسمارية التي كانت تطلقها طائرات الاستطلاع، وقذائف المدفعيات والدبابات والزوارق البحرية.

من وحدة هندسة المتفجرات في قطاع غزة، يقول أحمد أبو دية "لا توجد إمكانات كبيرة لدينا ومعداتنا متهالكة ونستخدم أبسط المعدات للتعامل مع المخلفات، على عكس العالم الذي يتعامل معها من خلال إنسان آلي، وهو ما يفاقم معاناة الناس، ويعقد مهمة تفكيك القذائف غير المنفجرة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير