Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رئيس البنك الدولي: الصراعات والديون أبرز تحديات 2024

بانغا: خدمة الدين تضعف قدرة دول الأسواق الناشئة على تقديم الرعاية الصحية والتعليم

رئيس البنك الدولي يرى أن التحديات التي تواجه العالم تشبه مثلثاً من الأزمات (أ ف ب)

استضاف مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي ورئيسه التنفيذي كلاوس شواب أجاي بانغا رئيس البنك الدولي وعضو مجلس أمناء المنتدى الاقتصادي العالمي، في حوار نشر على موقع المنتدى، قبيل انطلاقه الاجتماع السنوي للمنتدى 2024 في دافوس السويسرية في الفترة 19-15 يناير (كانون الثاني) الجاري، تحت عنوان "إعادة بناء الثقة".

في البداية سأل شواب ضيفه عن التحديات التي تخطر على باله مع بداية عام 2024، فرد بانغا قائلاً "أتطلع إلى الانضمام إليكم في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بعد أيام"، مضيفاً "أما بالنسبة لسؤالك فالجواب يحمل وجهين، فعلى الجانب الأكثر إلحاحاً، فإلى جانب الصراع بين غزة وإسرائيل، وأوكرانيا والوضع هناك، أعتقد أن القضية الثالثة التي سأقلق في شأنها هي وضعية الديون في عدد من الأسواق الناشئة"، مشيراً إلى أن دولاً عدة من تلك البلدان في تلك الأسواق تتجه إلى تجديد هذا الدين على مدى 12 إلى 24 شهراً مقبلة، وبالنظر إلى أسعار الفائدة اليوم، فإن هذا التمديد سيأتي بثمن.

وتابع رئيس البنك الدولي "أعتقد أن قدرتهم على خدمة هذا الدين تضعف قدرتهم على تقديم الرعاية الصحية والتعليم، إذ إن الإحصاءات تشير إلى أنهم ينفقون على سداد الديون أكثر من إنفاقهم على عدد من هذه الأساسات".

ولفت بانغا إلى أن "الهشاشة والصراعات، إلى جانب تحديات الديون، هما من أخطر التحديات الآن على المدى القصير".

على المدى الطويل: الفقر والبيئة

أما على المدى الطويل، فقال رئيس البنك الدولي، إن التحديات التي يواجهها العالم تشبه مثلث بثلاثة أضلاع من الأزمات، موضحاً أن "أحد أضلاع المثلث هي قضية طويلة المدى تتمثل في عدم المساواة والفقر، إذ يمكننا أن نشعر بذلك بسبب الجنس أو العرق أو الدين أو ولادتك على الجانب الخطأ من المسارات، وقد تظهر أيضاً في صورة مدى إمكانية الحصول على التعليم أو الرعاية الصحية أو الحصول على الهواء النظيف أو الماء".

وحول الضلع الثاني للمثلث قال بانغا إنه "يمثل التحدي المتمثل في الإنسانية مقابل الطبيعة، إذ إننا نناقش ذلك في إطار قضايا المناخ والتنوع البيولوجي وتدهور الغابات وتحديات جميع جوانب المناخ والطبيعة".

ويرى بانغا أن السبب في عدم سقوط هذين الضلعين من المثلث هو أن الضلع الثالث هو ما يبقيهما صامدين، إذ يكمن الضلع الثالث في المفاضلة بين المدى الطويل والقصير.

وأضاف "سواء كنت سياسياً أو مديراً تنفيذياً أو مدرساً، فإن المجتمع يحفزك نحو المدى القصير، في حين أن طبيعة هذين الجانبين من المثلث هي أنهما مشكلات عميقة الجذور وتتطلب حلولاً طويلة المدى".

"الوظائف والتكنولوجيا جزء من الجواب"

شواب سأل رئيس البنك الدولي عن الحلول، فأجاب بانغا قائلاً إن "أفضل طريقة لحل قضيتي عدم المساواة والفقر بصرف النظر عن تحسين فرص الوصول، هي الوظيفة إذ إن الوظائف لا تمنح الكسب والخروج من دائرة الفقر فحسب، بل تمنح أيضاً الكرامة"، مضيفاً أن "الكرامة جزء من التنمية البشرية، وليس فحسب التنمية الاقتصادية، التي يجب أن نوليها قدراً كبيراً من الاهتمام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعتقد بانغا أن التكنولوجيا هي عامل تمكين عظيم، قائلاً "إذا عدت بالزمن إلى الوراء، وعندما كنت أصغر سناً... فعندما كنت تريد أن تتعلم شيئاً مختلفاً، كان عليك شراء الموسوعة البريطانية، التي كانت آنذاك باهظة الثمن، وبعد ذلك أتى محرك البحث غوغل، وفجأة، أصبحت المعرفة ديمقراطية ومتاحة للجميع".

وتابع رئيس البنك الدولي أن التكنولوجيا والبيانات والذكاء الاصطناعي، عوامل تمكين عظيمة لاختراق قوة شغل الوظائف أو التحديات التي يمثلها هذا المثلث.

وشدد بانغا على ضرورة تنظيم عمل هذه التكنولوجيا المتقدمة، إذ إن استخدامها بالطريقة الصحيحة سيكون مفيداً للغاية للبشرية.

أزمة في إدارة الأخطار

 وقال شواب في مداخلة مع ضيفه، في ظل الأزمات الكثيرة التي نشهدها اليوم، وهي في حقيقة الأمر أكثر من أزمات فهي تحولات عميقة جيوسياسية وبيئية واقتصادية واجتماعية.

البنك الدولي أهمية "قياس النتائج"

ويرى رئيس البنك الدولي أن أحد التحديات التي تواجه بنكه تركيزه على المدخلات، كما هي الحال في المشاريع والإقراض والدولارات وهي مهمة، مضيفاً "أعتقد أنه من المهم بنفس القدر، إن لم يكن أكثر أهمية، قياس النتيجة، وتأثير تلك المشاريع والأموال من حيث عدد الفتيات اللاتي ذهبن إلى المدرسة؟ وعدد الأشخاص الذين حصلوا على وظيفة أفضل بفضل معهد المهارات الذي استثمرنا فيه؟ وكم طناً من انبعاثات الكربون تجنبناها بسبب أشياء معينة قمنا بتمويلها، وكم عدد دولارات القطاع الخاص التي جمعناها؟ جنباً إلى جنب مع رأس مالنا الخاص، في مشروع للمساعدة في تحقيق التأثير".

دور القطاع الخاص

مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي ورئيسه التنفيذي سأل بانغا عن دور القطاع الخاص في مواجهة التحديات اليوم؟ فرد قائلاً "من دون القطاع الخاص فالتحديات كبيرة ولا يمكننا حلها، فإذا نظرنا إلى التقديرات الخاصة بالطاقة المتجددة في العالم فحسب، فستجد أنها تصل إلى تريليونات الدولارات كل عام، والتي يجب استثمارها لتحقيق التنمية المستدامة"، مؤكداً أن "التغيير الضروري في الطريقة التي يمكن أن يكون بها نمونا المستقبلي أقل انبعاثات طاقة".

وأضاف بانغا "لا توجد تريليونات الدولارات في خزائن الحكومات، ولا توجد تريليونات الدولارات في خزائن البنوك المتعددة الأطراف، فالطريقة الوحيدة التي سينجح بها هذا الأمر هي الحصول على رأس مال القطاع الخاص، وابتكار القطاع الخاص في توليد التكنولوجيا، وموظفيهم، وطموحهم لتحقيق عائد على رؤوس أموالهم".

العوائق أمام استثمار القطاع الخاص

وبسؤال شواب لرئيس البنك الدولي عن العوائق أمام استثمار القطاع الخاص، رد بانغا قائلاً "صحيح الآن أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، من حيث الوحدة، أرخص من الوقود الأحفوري"، متسائلاً "لماذا لا يطرق المزيد من رأس المال الخاص أبواب العديد من البلدان للاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح هناك؟".

وأضاف أن هناك أسباباً عدة، إذ إنهم يعملون في ظل اليقين التنظيمي واليقين السياسي من ذلك البلد ويمكن للبنك أن يساعد في ذلك، فلدينا معرفة جيدة وقادرين على نقل القدرات وبناء المعرفة إلى هذه البلدان للمساعدة في خلق اليقين التنظيمي والسياسي لمساعدة المستثمر من القطاع الخاص في استثمار أمواله.

وتابع بانغا الجزء الثاني هو أنه لا تزال هناك أخطار سياسية، فكما تعلمون، فالبنك من خلال إحدى مؤسساتنا التي تسمى "وكالة ضمان الاستثمار المتعدد الأطراف"، يقدم ضمانات التأمين ضد الأخطار السياسية، متسائلاً مجدداً هل يمكننا أن نفعل المزيد، هل يمكننا أن نفعل ذلك مع ثلاثة أضعاف المبلغ الذي نفعله اليوم؟ في خلال السنوات القليلة المقبلة هل يمكننا أن نسهل على القطاع الخاص فهم هذه الضمانات والوصول إليها، وهل يمكننا أن نجعل الأمر أسهل على حكومات هذه البلدان لجعلها تعمل؟ مستدركاً "بالتأكيد يمكن ذلك وهذه أحد الأشياء التي نعمل عليها"، ومن ثم تطرق رئيس البنك الدولي للحديث عن مسألة النقد الأجنبي برمته قائلاً "إذا كنت مستثمراً يستثمر الدولار أو اليورو أو الين في بلد ما، وكانت أرباحك أساساً بالعملة المحلية، فهذا يعد تعرضاً غير محمي، فكل البلدان لا تتمتع بأسواق صرف أجنبي عميقة وواسعة بالقدر الكافي لاستيعاب مثل هذا التحوط، لذا فإن السؤال هنا هو كيف يمكن حل هذه المشكلة على المدى المتوسط والطويل من خلال تطوير أسواق رأس المال المحلية؟ مستدركاً "لكن على المدى القصير، هل هناك شيء يمكننا القيام به للمساعدة في تحفيز سندات رفع العملة المحلية وما شابه ذلك؟ ولذا هناك عمل يجب القيام به في هذا الجانب".

وأضاف بانغا "بعد ذلك، بالطبع، هناك الجائزة الحقيقية بالنسبة لي، وهي إنشاء فئات التوريق مع مرور الوقت في هذه الأنواع من فئات الاستثمار" لافتاً إلى أن هناك كثيراً من العمل الذي يتعين القيام به لجعل القروض أكثر توحيداً، إذا جاز التعبير، أقل تفصيلاً، ولتحقيق ذلك سيكون هناك جهد طويل المدى".