Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جامعة الأزهر آخر قلاع "فتح" في غزة... هل تسقط بسبب الخلافات السياسية؟

أبطلت المحكمة الإدارية التابعة لحركة "حماس" قراراً بتعيين رئيس للجامعة من أنصار محمود عبّاس

طلاب يحملون أعلام حركة "فتح" بجامعة الأزهر في قطاع غزة (أ.ف.ب)

تصاعدت وتيرة الخلافات الداخلية في حركة "فتح"، بين أنصار التيار المركزي (يسيطر عليه الرئيس محمود عبّاس)، وأنصار التيار الإصلاحي (يسيطر عليه محمد دحلان) بعد قرارٍ لمجلس أمناء جامعة الأزهر في غزّة، يقضي بتجديد تعيين الدكتور عبد الخالق الفرا رئيساً للجامعة، وهو موال لرئيس السلطة الفلسطينية، ومنتم بشكلٍ أساسي لـ "فتح"، التي يسيطر عليها عبّاس.

الخلافات بين تياري "فتح"، بدأت باعتراض نقابة العاملين في جامعة الأزهر على قرارٍ من مجلس أمناء الجامعة، يقضي بتمديد ولاية الفرا مدة ثلاث سنوات جديدة. وتطورت الخلافات إلى أن وصلت إلى اشتباكاتٍ بالأيدي بين أنصار عبّاس ودحلان، داخل الحرم الجامعي.

واتخذت نقابة العاملين قراراً يقضي بإغلاق الحرم الجامعي، وإيقاف العملية التعليمية ومنع دخول الطلاب إلى قاعات الدراسة حتى حلّ المشكلة. ولم تقف النقابة عند هذا الحد، بل توجهت بشكوى إلى المحكمة الإدارية في غزّة، التي تتبع لحكومة حركة "حماس"، تطالبها بضرورة التدخل لحل المشكلة من طريق قوّة القانون.

وبالفعل، تدخلت المحكمة الإدارية واتخذت خلال ساعات حكماً مؤقتاً يقضي بضرورة تعليق عمل الفرا رئيساً للجامعة، كحلٍ مؤقت للإشكالية التي نشبت بين تياري عبّاس ودحلان، وفي محاولة لإنقاذ التعليم داخل الجامعة.

تدخل سياسي

"اندبندنت عربية" بحثت في تفاصيل المشكلة، وخلصت إلى أنّ جامعة الأزهر مؤسسة أهلية أنشأت بقرار من منظمة التحرير الفلسطينية، ولا تزال تتبع لها حتى اليوم. ووفقاً للوائح الداخلية، يجب أنّ يكون رئيس مجلس الأمناء ورئيس الجامعة منتمياً إلى "فتح".

ويتمّ تعيين رئيس مجلس أمناء الجامعة من قبل الرئيس عبّاس مباشرة، وبعدها يتولى تشكيل المجلس، الذي من صلاحياته تعيين رئيس الجامعة. وفي عملية البحث حول أعضاء مجلس الأمناء، تبيّن أنّه تمّ تعينهم بناءً على حصص فصائلية سياسية وليست أكاديمية مهنية.

يعقب على ذلك المحلل السياسي فتحي صباح بالقول إنّ جامعة الأزهر هي الوحيدة في غزّة التي يتمّ تشكيل هيئاتها بناءً على توجهات سياسية وليست مهنية، بدءاً من مجلس الأمناء، ورئيس الجامعة، مروراً بعمداء الكليات والأساتذة، وحتى نقابات الجامعة والبرلمانات الطالبية.

ويوضح صباح أنّ سبب المشكلة وجود سياسيين في إدارة الجامعة، يحاولون تطبيق خطط أحزابهم على النظام الجامعي الأكاديمي، وهذا ما يسبب الخلافات الداخلية. كما أن نقابة العاملين في جامعة الأزهر تسيطر عليها غالبية من المنتمين لتيار دحلان، لذلك رفضوا تجديد تعيين الفرا رئيساً، على اعتبارين، الأوّل بأنّه مخالف للقانون الداخلي للجامعة، والثاني بأنّه جاء على أسس حزبية.

تجاوز قانوني

رئيس نقابة العاملين في جامعة الأزهر أيمن شاهين يقول إنّ هناك 65 أستاذاً يحملون كل الصفات التي تمكنهم من شغل منصب رئيس جامعة، موضحاً أنّ المشكلة ليست في رئاسة الجامعة، إنما في السيطرة عليها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقانونياً، يعتبر شاهين أن تجديد رئاسة الفرا للمرة الرابعة هو مخالفة واضحة للنظام الأساسي لجامعة الأزهر في غزّة، الذي ينص على أنّ يتمّ تعيين رئيس الجامعة مدة أربع سنوات تجدد له مرة واحدة، وبعدها يتمّ تغييره.

أما الخلاف السياسي في جامعة الأزهر، فيتمثل في أنّ الجامعة ومنذ نشأتها تديرها "فتح"، على اعتبار أنّها تابعة لمنظمة التحرير، وتعد الأزهر أكبر قلاع "فتح" في القطاع، والأكثر جماهيرية. وبعد الاختلاف الداخلي في الحركة، بين عبّاس ودحلان، بدأت الخلافات تظهر داخل الإطار الجامعي.

أكبر قلاع

وبحسب مصدرٍ من إدارة الجامعة فإنّ الخلاف السياسي في الأزهر يتمثل في أنّ الجامعة تعد أكبر قلاع "فتح"، حيث أنّ الإدارة منتمية إلى الرئيس عبّاس، ومجلس الأمناء ومجلس الطلاب والنقابات كذلك. وهذا ما لم يعجب أنصار دحلان، وهم يحاولون إثارة البلبلة من أجل السيطرة على الجامعة وفرض سياستهم عليها.

وبحسب المصدر، فإنّ أنصار دحلان يستقوون بسلطة "حماس" على إدارة الجامعة، وفق وصفه، من أجل تنفيذ مخططهم في السيطرة على الجامعة، التي تعد أضخم قوة ضاغطة في المجتمع.

ويؤكّد ذلك حديث عوكل عن أنّ "حماس" تعمل على دعم أحد التيارين، وهدفها بقاء الجامعة في حالة غير مستقرة، واصفاً ما يحدث في الجامعة بالصراع الفصائلي، من أجل إحداث انقلاب كبير في "فتح".

وبالحديث حول وضع "فتح" في غزّة، يقول صباح إنّ الحركة (أنصار عبّاس) في تراجع مستمر، خصوصاً في جامعة الأزهر، بسبب العقوبات والإجراءات العقابية التي تتخذها السلطة بحق الموظفين، مشيراً إلى أنّ سيطرة تيار دحلان على الجامعة سيؤدي إلى انتهاء تمثيل "فتح" في غزّة.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط