أنهت هزيمة في "الديربي" أمام سندرلاند مسيرة مدرب سابق قاد نيوكاسل يونايتد إلى نهائي الكأس في الموسم السابق.
كان فريقه في حالة صعبة وقد ضاعف الأمر سوءاً باختيار فريق كارثي وخسارة أمام منافسه المحلي، ليغادر منصبه بعد أيام قليلة.
من الآمن أن نقول إن إيدي هاو نادراً ما تتم مقارنته برود خوليت، لقد أثبت أنه أول مدرب لنيوكاسل منذ المدرب الهولندي يقود الفريق إلى نهائيات ملعب "ويمبلي"، وخسر أيضاً أمام مانشستر يونايتد هناك، لكن أوجه التشابه سطحية.
لا يحمل سندرلاند مثل هذا الخطر المباشر بالنسبة إلى هاو، ليس عندما تقدر الغالبية العظمى من قاعدة جماهير نيوكاسل إنجازاته الكبيرة في العامين السابقين للكارثة التي حدثت الشهر الماضي، أو لحفاظه على دعم إدارة النادي مثل المالكة المشاركة أماندا ستافيلي، ومدير كرة القدم دان أشورث.
وإذا كان هناك مزيد من الغموض حول موقف صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي يمتلك حصة 80 في المئة من النادي - تجاه مستقبل هاو - فقد صرح محافظه ياسر الرميان علناً قائلاً إن نيوكاسل تفوق في الأداء خلال الموسم الماضي، لذلك فخلال الوقت الحالي توحي النغمة السائدة حول هاو بالدعم، لكن الشخص الواقعي بداخل هاو يعلم أن سبع هزائم في ثماني مباريات هي مسيرة بائسة لناد لديه مثل هذا الطموح المتصاعد.
السيناريو الأسوأ هو أن يصبح عدد الهزائم 10 من أصل 11 مباراة، بالنظر إلى المباريات المقبلة في الدوري ضد مانشستر سيتي وأستون فيلا، وهو ما سيجعل هذا الانزلاق نهائياً.
كان سندرلاند هو نهاية اللعبة بالنسبة إلى خوليت، ويمكن أن يفعل هاو ما يثبت بداية النهضة، لذلك فإن نيوكاسل في حاجة إلى أن تكون هناك نقطة تحول. وقال الإثنين "لا بد من ذلك".
ومن المثير للتشاؤم أن أسوأ نتيجتين في عهد هاو كانتا في الدور الثالث لكأس الاتحاد الإنجليزي، حين خسر أمام كامبريدج يونايتد وشيفيلد وينزداي عندما كان كل منهما في دوري الدرجة الأولى.
ويمثل سندرلاند، الذي يحتل حالياً مركزاً في دوري البطولة الإنجليزية (الدرجة الأولى) يؤهله للمشاركة في ملحق الصعود، مستوى أعلى من المستضعفين السابقين، كما أنه لا يبشر بالخير بالنسبة إلى أقصر رحلة في موسم نيوكاسل، إذ خسر الفريق في كل من مبارياته الخمس الأخيرة خارج أرضه، بما في ذلك بركلات الترجيح أمام تشيلسي.
لقد كانوا على بعد ثوان من هزيمة باريس سان جيرمان في العاصمة الفرنسية، لكنهم حققوا انتصارين فقط في رحلاتهم الخارجية هذا الموسم، كلاهما ضد يونايتد.
قد يكون الفوز القياسي بنتيجة (8 - 0) على شيفيلد يونايتد أقل أهمية من الفوز بنتيجة (3 - 0) في كأس "كاراباو" في ملعب "أولد ترافورد" مع فريق يضم خمسة أظهرة، وقد يكون جزء من هذه الصيغة قابلاً للتكرار، حتى في غياب كيران تريبيير ومات تارغيت المصابين - لا يزال لدى هاو عديد من الأظهرة الآخرين - وسيكون هناك تدقيق خاص في اختياراته عندما يكون اللاعبون الأساسيون مرهقين ويحتاجون إلى الراحة، ومع ذلك فإن عقوبة الفشل يمكن أن تكون وخيمة، فهل يضع هاو مصيره في يد لويس هول وإيميل كرافث وبول دوميت ومات ريتشي؟
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لا يمكن مقارنة ذلك بتنحية المدرب خوليت للهداف التاريخي آلان شيرر لصالح بول روبنسون، حين كان هناك غيابات بارزة هذا الموسم.
لقد كانت الإصابات هي الرفيق الدائم لنيوكاسل، لدرجة أن بعض الغرباء بدأوا في الادعاء بأن السبب الوجيه هو مجرد عذر.
وكان من حق هاو الحديث عن إجراء تبديل وحيد في أول 80 دقيقة من مباراة ليفربول، في حين أجرى يورغن كلوب تبديلات غيرت قواعد اللعبة، وكان نيوكاسل يفتقر إلى المهاجمين البدلاء.
لقد كان ذلك جزءاً من المشكلة، كرة القدم في نيوكاسل تتطلب الطاقة، وتشير بداية الموسم إلى أن هاو يعتزم استخدام قوة أكبر في العمق لإجراء تغييرات جماعية بعد 60 أو 70 دقيقة في خطي الوسط والهجوم، وقد حرمته الإصابات من هذه القدرة، وفي الأقل بعض الأهداف المتأخرة التي استقبلتها شباك نيوكاسل - ثلاثة في 12 دقيقة في ملعب "أنفيلد"، وثلاثة في 17 دقيقة في ملعب "غوديسون بارك"، وهدف التعادل في الوقت المحتسب بدل الضائع لتشيلسي، وهدف ميلان الذي أخرجهم من دوري أبطال أوروبا - يمكن أن يفسرها الإرهاق الذي ضرب الفريق.
ومع ذلك فإن الرقم القياسي باستقبال 18 هدفاً في ثماني مباريات خلال أربعة أسابيع كارثية يعد أمراً مدمراً، وكذلك الرقم القياسي في الدوري الإنجليزي الممتاز البالغ 7.27 هدف متوقع، الذي حققه ليفربول ضد ثلاثة من رباعي الدفاع المفضل للمدرب هاو والموهوب للغاية تينو ليفرامينتو، ثم ركلات الترجيح في "ستامفورد بريدج" إذ خسر نيوكاسل 13 مرة هذا الموسم.
ونظراً إلى مستوى المنافسين ربما يمكن اعتبار أربع نتائج فقط سيئة حقاً - مثل المستوى المنهك ضد بورنموث، والانتكاسة المتأخرة في إيفرتون، والخسارة أمام لوتون ونوتنغهام فورست، لكن اثنتين منها جاءت في المباريات الثلاث الأخيرة، في وقت بدا فيه فريق نيوكاسل أكبر حجماً - فقبل إصابة تريبيير وكالوم ويلسون كان ملعب "سانت جيمس بارك" بمثابة حصن منيع للفرق الأدنى حتى غزاها فورست، وعندما كان من المفترض أن تتحسن الأمور بالنسبة إلى نيوكاسل أصبحت أسوأ.
على مدى الموسم ككل، حققوا نتائج ممتازة من بينها فوزان على مانشستر يونايتد، وواحد على مانشستر سيتي وأرسنال، وسحق تشيلسي وأستون فيلا، ثم المستوى القوي أمام باريس سان جيرمان.
لا يمكن إخفاء أن سبع هزائم في ثماني مباريات أمر غير مرض على الإطلاق، وهو ما هبط بالفريق للمركز التاسع في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومع ذلك كان هناك اعتراف بأنهم كانوا متقدمين على الجدول الزمني الموسم الماضي وأن هذا العام قد يكون أكثر صعوبة، وقد يبدو إنهاء الموسم في المراكز الستة الأولى أمراً مخيباً للآمال ولكنه سيكون معقولاً في الواقع، والبعض في "سانت جيمس بارك" يدركون ذلك.
هناك سؤال أوسع حول وضع نيوكاسل، فمن السهل وصفهم بأنهم أغنى ناد في العالم، لكن من الصعب عليهم التصرف على هذا النحو، فبينما المالكون على استعداد للإنفاق لكنهم يدركون تماماً معايير اللعب المالي النظيف.
هناك اهتمام بكالفين فيليبس، وهناك جدل حول ما إذا كان ينبغي عليهم التوقيع مع حارس مرمى في غياب نيك بوب - قد تساعد بطولات مارتن دوبرافكا في "أنفيلد" في الإجابة عن ذلك - ولكن هناك حدوداً لما يمكن أن يفعله نيوكاسل.
ما لم يكونوا مبدعين أو مقنعين، فقد يكون شهر يناير (كانون الثاني) هادئاً في سوق الانتقالات، وإذا لم تكن هناك تغييرات على أرض الملعب، فيمكن أن يفعل هاو هذا النوع من النتائج لضمان عدم وجود أي تغييرات في مقعد المدير الفني.
© The Independent