وصل وفد "المجلس الانتقالي الجنوبي" برئاسة رئيس المجلس عيدروس الزبيدي اليوم الثلاثاء إلى جدة، قادماً من العاصمة اليمنية المؤقتة عدن ضمن خطوات الاستجابة لدعوة المملكة العربية السعودية لجمع طرفي النزاع حول الاشتباكات الأخيرة في عدن والمحافظات الجنوبية على طاولة المفاوضات.
وتأتي هذه المفاوضات في أجواء متوترة تشهدها المحافظات الجنوبية في اليمن بعد حركة التمرد التي قادها المجلس الانتقالي ضد الحكومة الشرعية في العاشر من أغسطس (آب) الماضي، بإعلانه السيطرة على المراكز الخاصة بالحكومة الشرعية في عدن ومحاولته اقتحام قصر المعاشيق الرئاسي فيها، نتيجة تحفظاته على التشكيلة الحكومية وطريقة سير عملها وانتماءات منسوبيها الأيديولوجية –على حد وصفه المجلس.
الشرارة الأولى
لم يكن المجلس الانتقالي الجنوبي على وفاق مع الحكومة الشرعية منذ البداية، إذ أن مبررات تأسيسه أتت رداً على إقالة عبدربه منصور هادي لعيدروس الزبيدي من منصب محافظ عدن، وإعفاء وزير الدولة هاني بن بريك من منصبه وإحالته للتحقيق، في 27 ابريل (نيسان) 2017، ويضم في عضويته شخصيات من محافظات جنوب وشرق اليمن بغية إدارة القطاع الجنوبي اليمني بدوافع انفصالية.
إلا أن الانتقالي تحين فرصة الصدام في أغسطس (آب) الماضي بعد القصف الذي استهدف عرض عسكري في عدن، تسبب في مقتل العديد من القيادات الأمنية والذي تبنته ميليشيات الحوثي إلا أن هذا الاعتراف لم يكن كافياً، إذ اتهم انفصاليون في جنوب اليمن حزب الإصلاح بالتواطؤ في الهجوم الدامي الذي وقع في عدن، وهو الحزب الذي يتهم الانفصاليون الحكومة الشرعية بالتواطؤ معه، وصرح هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي أن الهجوم استهدف منح حزب الإصلاح اليد العليا في عدن، مضيفاً إن الهجوم تم تخطيطه لكي تسقط عدن في أيدي حزب الإصلاح، ليعلن بعده عمليته العسكرية التي انتهت بتطويق القصر الرئاسي "المعاشيق".
تلا ذلك بيان على لسان مصدر مسؤول في الخارجية السعودية يدعو فيها الأطراف اليمنية لضبط النفس وحل خلافاتهم بالحوار، موجها الدعوة لطرفي النزاع في عدن للاجتماع في جدة ، وهو ما أكده تحالف دعم الشرعية على لسان متحدثه بدعوة الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار والانسحاب من مواقع الدولة ومؤسساتها في عدن ملوحاً باستخدام القوة لفرض ذلك.
شبوة وتجدد الاشتباكات
أعلنت الحكومة الشرعية غداة اشتباكات مع قوات "النخبة الشبوانية" التابعة للمجلس الانتقالي عن استكمال استعادة محافظة شبوة الواقعة في شمال شرقي عدن بعد أن أسقطت كل المعسكرات والمواقع التابعة لقوات "النخبة الشبوانية"، بما في ذلك استعادتها ميناء بلحاف النفطي، لتواصل الانتشار قرب مدينة شقرة الساحلية الواقعة إلى الشرق من مدينة زنجبار، إضافة إلى السيطرة على مواقع "الانتقالي" في مدينة عتق، وتواصل عملياتها في عدن لتتجدد بذلك الاشتباكات بين الطرفين.
قبل أن تتعرض القوات التابعة للشرعية في كل من عدن وابين لاستهداف جوي تتهم فيه الشرعية دولة الإمارات العربية المتحدة العضو في تحالف دعم الشرعية بالوقوف خلفه، وهو ما لم تنفه الإمارات. وأصدرت الحكومة الشرعية بياناً في الـ29 من أغسطس (آب) بياناً اتهمت فيه الإمارات بتوفير غطاء جوي للانفصاليين كما ورد في البيان "هاجمت ميليشيات متمردة كل مؤسسات الدولة ومعسكراتها في عدن بدعم وتخطيط من الإمارات، ثم توسعت باتجاه محافظة لحج وأبين حتى وصلت إلى شبوة"، مضيفاً: «فوجئنا بطيران الإمارات ينفذ عدة غارات عسكرية ضد المواطنين وأفراد جيشنا، وسط أحياء مأهولة بالسكان في أماكن متفرقة بعدن".
وهو ما ردت عليه الإمارات ببيان قالت فيه بأنها نفذت عمليتها الجوية لحماية قوات التحالف من عمليات إرهابية استهدفته في محيط مطار عدن "استهداف قوات التحالف تم عبر مجاميع مسلحة تقودها عناصر تابعة للتنظيمات الإرهابية قامت بمهاجمة قوات التحالف العربي في مطار عدن مما نتج عنها إصابة عنصرين من عناصر قوات التحالف، وعليه تم استخدام حق الدفاع عن النفس لحماية القوات وضمان أمنها، إذ تم متابعة هذه المجاميع المسلحة واستهدافها"، وأضاف البيان أن "الأجهزة الاستخباراتية رصدت خلال الأسابيع الماضية خلايا إرهابية بدأت تنشط في المناطق اليمنية الأمر الذي يهدد بشكل فعلي الجهود الكبيرة التي قام بها التحالف للقضاء على خطر الإرهاب في اليمن ويهدد كذلك جهود التصدي لمليشيات الحوثي التي تعد المستفيد الأكبر من انتشار الفوضى والتنظيمات الإرهابية".
وينتظر أن تجمع قمة جدة قيادات المجلس الانتقالي بالحكومة الشرعية، للتباحث حول وضع حدٍ للاشتباكات التي يشهدها الطرفين، لخلافات أضرت الشرعية والقوات الموالية لها في حربها ضد ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، وعطلت عملية استعادة الشرعية في عدن.