Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تسونامي قد يضرب الأسواق... عملاق النفط "أرامكو" يقترب من التداول

النتائج المالية والتوزيعات للشركة تشعل حماس المستثمرين لطرح الاكتتاب  

منشأة أرامكو السعودية للنفط في مدينة الدمام (أ.ف.ب)

قد يكون أشبه بتسونامي قد يضرب سواحل الأسواق العالمية مع اقتراب طرح عملاق النفط السعودي "أرامكو"، حيث يبدو ذلك في الأفق مع الإجراءات المتتالية والتعيينات التي تعكس التركيز على إنجاح الطرح الأكبر عالميا.

وبحسب خبراء ومتخصصين في شأن النفط والطاقة فإن السعودية سوف تستأنف طرح "أرامكو" بالأسواق المالية بعد توقفها مؤقتا لحين إتمام صفقة الاستحواذ على "سابك"، وتتجلى الاستعدادات في جاهزية السوق المالية "تداول" والترقية بالمؤشرات العالمية، إضافة إلى تعديلات إدارية شملت تعيين رئيس جديد لمجلس الإدارة، وانضباط الشركة في الإعلان عن بياناتها المالية بشكل دوري، والحصول على تصنيفات ائتمانية جيدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقالات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتنوي الحكومة السعودية طرح 5% من أكبر شركة نفط في العالم "أرامكو"، على أن تُطرح في البورصة المحلية، وبورصة أو أكثر عالميّة، يتوقع أن تكون أكبر عملية طرح للأسهم في العالم.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال "أن أرامكو تدرس إمكانية طرح الاكتتاب الأولي على مرحلتين تبدأ الأولى في السعودية، مع إدراج الشركة ضمن مرحلة ثانية في سوق عالمية ربما تكون في طوكيو".

وجرى اختيار بنوك "جيه.بي. مورغا"ن و"مورغان ستانلي" و"إتش.إس.بي.سي"، للمشاركة بدور قيادي في أكبر طرح عام أولي على الإطلاق في العالم حينما تم الإعلان عن الخطة للمرة الأولى في 2016، وفوضت أرامكو أيضا بنكي الاستثمار موليس آند كو، وإيفركور للعمل كمستشارين مستقلين. وتستعد السعودية لإتمام عملية الإدراج في عامي 2020 و2021، حسبما تم تأكيده في وقت سابق من مسؤوليين سعوديين.

في الوقت ذاته تتوجه مجموعة من المصارف العالمية تضم 20 بنكا أميركيا وأوروبيا وآسيويا للمنافسة على إدارة الاكتتاب العام الأولي لأرامكو، بحسب تصريحات مصادر لوكالة "بلومبيرغ". وتحاول السعودية إتاحة كل الميزات المطلوبة قبل الإعلان عن قرارها النهائي للطرح الذي يتضمن تحديد مكان وموعد الطرح اللذين سيخضعان إلى ظروف السوق.

رويترز... مخاطر الإدراج ببورصة نيويورك

إلى ذلك قالت مصادر لوكالة رويترز "إن أرامكو لن تدرس الإدراج في أميركا ما لم تُمنح حصانة سيادية تحميها من أي إجراء قانوني، لأن الإدراج في بورصة نيويورك سينطوي على الكثير من المخاطر القانونية لجعله خيارا واقعيا".وفي إتصال مع أرأمكو السعودية للتعليق على ما أشارت إاليه الوكالة " اعتذرت الشركة عن الرد على في الوقت الحاضر" .

وتتيح نيويورك أكبر قاعدة للمستثمرين في العالم، وهي حيوية للطرح العام الأولي الذي يهدف لاجتذاب ما يصل إلى 100 مليار دولار، وهو مبلغ قد يكون من الصعب على البورصات الأخرى جمعه. ويعد بيع حصة 5% في أرامكو محورا لرؤية 2030، وهي خطة لتنويع الاقتصاد السعودي بعيدا عن النفط، لكن الطرح العام الأولي الذي كان من المنتظر في البداية أن يحدث في 2017، واجه تأجيلات متكررة. وجاءت التعيينات الجديدة تمهيدا للطرح المتوقع حيث عيّنت أرامكو، الأمين العام لمجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميَّان، رئيسا لمجلس إدارتها خلفا لوزير الطاقة خالد الفالح. وجاء القرار بعد أيام من استحداث وزارة جديدة للصناعة والثروة المعدنية تعمل منفصلة عن وزارة الطاقة وتعيين المستثمر ورجل الصناعة السعودي بندر الخريف على رأسها.

نتائج مالية إيجابية... وتوزيعات نقدية سخية

وعلى الصعيد المالي، فمما لا شك فيه أن النتائج المالية الجيدة للشركة سوف تدعم نجاح الطرح، ومع انتظام أرامكو في إعلان نتائجها المالية نجد تحقيق أرباح مرتفعة، إضافة إلى توزيعات نقدية سخية تغري المساهمين على اقتناص الأسهم فور طرحها للاكتتاب.

وفتحت أرامكو قوائمها المالية للمرة الأولى لوكالتي "فيتش" و"موديز" الدوليتين للتصنيف الائتماني في أبريل (نيسان) الماضي، ضمن الاستعداد لعملية الطرح.  حيث حققت عملاق النفط صافي أرباح بقيمة 46.9 مليار دولار في النصف الأول من العام 2019، مقابل 53.02 مليار دولار في الفترة المماثلة من العام الماضي، بينما بلغ إجمالي الإيرادات والدخل المرتبط بالمبيعات نحو 163.88 مليار دولار في النصف الأول، مقابل 167.68 مليار دولار قبل عام.

وأفادت أرامكو أن الايرادات قبل احتساب ضريبة الدخل قد بلغ 92.5 مليار دولار في النصف الأول مقابل 101.23 مليار دولار، وأرجعت تأثر الأرباح سلباً إلى انخفاض بنسبة 4% في متوسط أسعار البيع المحققة للنفط الخام وارتفاع التكاليف.

فيما أظهرت بيانات الشركة أنها حافظت على نفس مستويات إنتاج النفط الخام بالنصف الأول عند 10 ملايين برميل يوميا، وبلغت إجمالي الكميات المسلمة من النفط الخام إلى المصافي 4.6 مليون برميل يوميا في النصف الأول بارتفاع 100 ألف برميل عن الفترة المماثلة من العام الماضي.

وعلى صعيد آخر، رفعت أرامكو إجمالي التوزيعات النقدية للمساهمين في النصف الأول من 2019 بنسبة 48% إلى 49.39 مليار دولار، مقابل 32 مليار دولار في النصف الأول من العام الماضي.

وتتربع أرامكو على عرش أكثر شركات العالم ربحية، مع تحقيقها أرباحاً صافية بنحو 304 ملايين دولار في اليوم الواحد، وارتفع صافي أكبر شركة منتجة للنفط في العالم، العائد للمساهمين خلال العام الماضي 2018 بنحو 46.3% على أساس سنوي لتتجاوز مستويات 111 مليار دولار أميركي مقابل 75.898 مليار في 2017.

وتقدر "أرامكو" احتياطاتها المثبتة من النفط بـ227 مليار برميل، واحتياطاتها من الهيدروكربون بـ257 مليار برميل من المكافئ النفطي، ما يكفي لأكثر من نصف قرن، وهو "مستوى عالٍ ومريح"، حسب وكالة "فيتش".

ترقية السوق خطوة نحو إتمام الإدراج

وفيما يبدو أن السعودية تحاول زيادة الميزات التحفيزية لإنجاح طرح "أرامكو" خلال ترقية سوق الأسهم السعودية "تداول" بمؤشرات الأسواق العالمية، وفي الشهر الماضي، اكتملت ترقية سوق الأسهم السعودية بمؤشر "إم إس سي آي" للأسواق الناشئة، ويضم المؤشر أسواقاً من 23 دولة تمثل 10% من القيمة السوقية للأسواق العالمية. وترتكز معايير الانضمام للمؤشر على السيولة وسهولة الاستثمار والشفافية.

وبالتزامن تمت الترقية الجزئية في مؤشر فوتسي راسل، ومن المتوقع أن تكتمل في مارس (آذار) 2020، ويقوم فوتسي راسل بتشغيل كثير من المؤشرات العالمية للأسواق الصاعدة والمتقدمة، ويعتمد عليها مديرو الصناديق الاستثمارية العالمية، لتحديد حجم استثماراتهم في الأسواق المختلفة.

وفي 18 مارس (آذار) 2019 نُفذت المرحلة الأولى من انضمام السوق المالية السعودية إلى مؤشر "إس آند بي داو جونز"، التي تتم على مرحلتين، إذ نُفذت المرحلة الأولى بنسبة 50% من الوزن الإجمالي للسوق المالية السعودية، والثانية مع المراجعة السنوية في 23 سبتمبر (أيلول) 2019 بنسبة 100%.

 أرامكو ذات ميزات إضافية

وأرامكو هي كبرى شركات النفط والغاز المتكاملة على مستوى العالم، وتزاول أعمالها في قطاع التنقيب والإنتاج بالسعودية، وتمارس أعمالها في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق في أنحاء العالم.

ويقع المقر الرئيس للشركة في مدينة الظهران، وتزاول أعمالها في ثمانية مواقع داخل السعودية و20 موقعاً خارجها، ويبلغ حجم الأيدي العاملة لديها نحو 76 ألف موظف وموظفة.

وتعزز "أرامكو" من ميزاتها الإنتاجية في القطاعات المختلفة من أجل دعم تنويع مصادر الدخل، وكان آخرها تعزيز مكانتها في قطاع البتروكيماويات عالمياً، بعد استحواذها في مارس (آذار) الماضي على حصة أغلبية 70% في "سابك" من صندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة السيادي السعودي)، في صفقة خاصة قيمتها 259.125 مليار ريال سعودي (69.1 مليار دولار).

ويأتي الاتفاق، الذي يهدف إلى الإسهام في دعم خطط أرامكو للنمو في قطاع البتروكيماويات، بعد نحو 9 أشهر من المباحثات بين أرامكو وصندوق الاستثمارات العامة، وهو ما أسهم في تأجيل الطرح العام الأولي المزمع لـ"أرامكو"، وكان عملاقا النفط والبتروكيماويات في العالم بدآ مباحثات هذه الصفقة في يوليو (تمّوز) 2018.

مؤشر ثقة المستثمرين الدوليين

وفي مؤشر على ثقة المستثمرين الدوليين في "أرامكو"، يدعم خططها المستقبلية لإنجاح الاكتتاب العام، سجلت باكورة سندات أرامكو نحو 12 مليار دولار في أبريل (نيسان) الماضي نجاحاً غير مسبوق، ألهب حماس المستثمرين حول العالم بعدما جذبت طلبات اكتتاب قياسية بنحو 100 مليار دولار، لتغطي الطرح بنحو 10 أضعاف. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ أرامكو التي تدخل فيها سوق السندات الدولية."

وفي أول تصنيفات ائتمانية من قبل الوكالات العالمية حصلت أرامكو على أعلى تصنيف من وكالتي "موديز" و"فيتش"، قبل طرح السندات الدولية، عند (A1) من موديز وA+  من فيتش قبيل طرح السندات الدولارية.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد