زادت مباريات، أمس الخميس، في ختام الجولة الـ19 من الدوري الإنجليزي الممتاز، من إثارة المنافسة على المراكز الأولى في جدول الترتيب قبل نهاية العام الحالي وبداية العام الجديد، حيث اكتسح برايتون ضيفه توتنهام بنتيجة (4 - 2) في استاد "فالمر"، وأسقط وست هام يونايتد مضيفه أرسنال بنتيجة (2 - 0) في استاد الإمارات.
وفاجأ برايتون نظيره "سبيرز" بتسجيل أربعة أهداف حتى الدقيقة 75، لكن الفريق اللندني تمكن أخيراً من تسجيل هدفين في الدقيقتين 81 و85 في محاولة لتقليص الفارق وإنهاء المباراة بأقرب نتيجة ممكنة.
ورفع الفوز رصيد برايتون إلى 30 نقطة في المركز الثامن، بينما توقف رصيد توتنهام عند 36 نقطة في المركز الخامس.
وبعد أن كان توتنهام متصدراً للدوري الإنجليزي في الجولة الـ10 بعد تحقيق ثماني انتصارات وتعادلين، مر بفترة صعبة ونتائج سلبية في مباريات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والأسبوع الأول من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، إذ خسر من تشيلسي بنتيجة (1 - 4)، ثم من ولفرهامبتون بنتيجة (1 - 2)، وسقط بنفس النتيجة أمام أستون فيلا، ثم تعادل مع مانشستر سيتي بنتيجة (3 - 3)، وأخيراً خسر من وست هام يونايتد بنتيجة (1 - 2)، ليهبط للمركز الخامس.
واستعاد توتنهام زمام السيطرة على الأداء والنتائج خلال آخر ثلاث مباريات بالفوز على نيوكاسل يونايتد (4 - 1)، ثم على نوتنغهام فورست بنتيجة (2 - 0)، وعلى إيفرتون بنتيجة (2 - 1)، قبل السقوط أمام برايتون برباعية قاسية.
وألقى المدير الفني الأسترالي لنادي توتنهام أنغي بوستيكوغلو باللوم على الإرهاق في سقوط فريقه الذي مزقته الإصابات.
وخاض توتنهام مواجهة برايتون من دون عدد من لاعبيه الرئيسيين المفقودين بسبب الإصابة أو الإيقاف، مثل قلب الدفاع الرئيس كريستيان روميرو، وأوليفر سكيب.
وقال بوستيكوغلو "ربما ظهرنا متعبين بعض الشيء، لقد قام اللاعبون بتغيير جذري خلال الأسابيع القليلة الماضية،
لقد تمسكنا هناك حتى النهاية ولا أستطيع أن أعيب على هذا الجهد".
وأضاف "الفريق يواصل إظهار شخصيته، لقد افتقرنا إلى الطاقة الليلة، يمكنك أن تقول ذلك، وضد برايتون سيكلفك ذلك".
وأثار المدرب بوستيكوغلو إعجاب مجتمع كرة القدم الإنجليزي والأوروبي منذ تعيينه مديراً فنياً لنادي توتنهام في الأول من يوليو (تموز) الماضي، حيث قاد الفريق اللندني للسير بخطى ثابتة نحو البقاء في دائرة المنافسة على قمة البطولة، بل واقتنص الصدارة بالفعل بين الجولتين الثامنة والـ10 قبل تذبذب النتائج.
وعلى الجهة الأخرى، أعرب المدير الفني الإيطالي لبرايتون روبرتو دي زيربي عن فخره بفريقه وقال "أنا محظوظ حقاً لكوني مدرباً لهذا الفريق وهؤلاء اللاعبين، أنا سعيد للغاية بالشغف الذي لديهم، اللاعبون لديهم كل شيء".
"لا تنسوا أننا برايتون، في بعض الأحيان ينسون أننا برايتون، نحن لسنا مانشستر يونايتد أو مانشستر سيتي أو نيوكاسل أو أرسنال، لا نزال برايتون".
"لا تبيع الفرق الكبيرة الثمانية أو التسعة الأخرى في الدوري الممتاز لاعبيهم الأساسيين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وباع برايتون موسيس كايسيدو لتشيلسي ولاعب الوسط الفائز بكأس العالم أليكسيس ماك أليستر لليفربول في نهاية الموسم الماضي، بينما انضم حارس المرمى روبرت سانشيز أيضاً إلى تشيلسي.
ولكن الفريق يستمر في العثور على بدلاء بجودة عالية مثل جواو بيدرو الذي سجل ركلتي جزاء في شباك توتنهام.
وكان لاعب واتفورد السابق رجل المباراة أمام توتنهام حيث انطلق برايتون على رغم قائمة الإصابات الطويلة في صفوفه وقدم أداءً قوياً ضد الفريق اللندني.
وأثنى المدرب الإيطالي على مهاجمه البرازيلي "كان أداؤه مذهلاً وقدم مباراة رائعة، لعب بجودة عالية للغاية واستغل المساحات طوال المباراة، أنا سعيد به".
وفي مباراة ربما أكثر أهمية وقرباً لصراع اللقب، فقد أرسنال صدارته للترتيب العام بعد الخسارة من ضيفه وست هام بثائية توماس سوسيك وقونسطانطينوس مافروبانوس، التي كادت تتحول لثلاثية لولا إهدار سعيد بن رحمة لركلة جزاء في الوقت بدل الضائع.
وتوقف رصيد أرسنال عند 40 نقطة في المركز الثاني خلف المتصدر ليفربول (42 نقطة)، فيما ارتفع رصيد "مطارق" وست هام إلى 33 نقطة في المركز السادس، متفوقاً بفارق نقطتين على مانشستر يونايتد صاحب المركز السابع.
وشهدت المباراة حالة تحكيمية جدلية جديدة بعد تسجيل وست هام هدفاً بعد شكوك حول خروج الكرة من الملعب.
وقال المدير الفني الإسباني لأرسنال مييكل أرتيتا للصحافيين "هذه أمسية مخيبة للآمال للغاية بالنسبة لنا، كان علينا أن نضع الكرة في (الشباك) لنفوز بها (المباراة)".
وتقدم وست هام على عكس سير اللعب في الدقيقة 13 عندما نجح سوسيك في هز الشباك إثر إعادة الكرة له من غارود بوين الذي بدا أنه لحق بالكرة قبل أن تخرج من الملعب.
وقال بوين لمنصة "أمازون برايم"، "الأمر صعب لأن الكرة كانت في الهواء".
"من الصعب شرح الأمر، من الأسهل شرح الهدف لو كانت الكرة على الأرض".
وانتقد أرتيتا تقنية حكم الفيديو المساعد VAR مرة أخرى، وقال "إذا كانت التكنولوجيا التي لدينا في الوقت الحالي ليست جيدة بما يكفي لإعطائنا هذا الجواب (حول ما إذا كانت الكرة قد خرجت أم لا)، فإن ما يتعين علينا القيام به هو الفوز بالمباراة من دون ذلك".
"لم أرها، يقولون إنها ليست حاسمة، من المؤسف أنه مع التكنولوجيا التي لدينا، الأمر ليس واضحاً حتى نتمكن من تحديد ما إذا كانت الكرة في الداخل أم خرجت".
ولم يحصد أرسنال، الذي سدد 30 كرة مقابل ست فقط لوست هام، إلا أربع نقاط فقط في آخر أربع مباريات بالدوري.
وقال قائد أرسنال مارتن أوديغارد إن فريقه دفع ثمن الفشل في استغلال فرصه وحث زملاءه على التعلم من أخطائهم.
وأردف "أعتقد أننا صنعنا أكثر مما يكفي من الفرص لتسجيل الأهداف للفوز بالمباراة وكانت التفاصيل الصغيرة والتمريرة الأخيرة أو اللمسة الأخيرة هي ما افتقدناه اليوم".
"علينا أن نتعلم من الأمر ونحرص على أن نكون أكثر دقة وأفضل أمام المرمى، الأهداف التي استقبلناها كانت سهلة للغاية، وبالتأكيد أمام المرمى وداخل منطقة الجزاء، هذا هو المكان الذي تحسم المباريات فيه".
"لم نكن جيدين بما يكفي اليوم، كانت آخر مباراة على أرضنا لهذا العام، لذلك أردنا إنهاء العام بفوز لكن لم نتمكن من ذلك اليوم وعلينا أن نراجع أنفسنا وأن نتعلم ونمضي قدماً".
ومر أرسنال بعام يمكن تسميته بعام المفاجآت حيث استعاد الفريق اللندني قوته وهيبته وتحول من فريق يسعى للبقاء في المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا إلى منافس شرس على اللقب المحلي، وخسر البطولة في موسم (2022 - 2023) في الأمتار الأخيرة لمصلحة مانشستر سيتي، ثم عاد في الموسم الحالي ليؤكد أنه استعاد بالفعل موقعه بين الكبار محلياً وقارياً.