لم تشهد أسعار النفط تغيراً يذكر مع تركيز المستثمرين على التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والتفاؤل بأن مجلس الاحتياط الفيدرالي "المركزي الأميركي" سيبدأ قريباً في خفض أسعار الفائدة، مما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الوقود.
وقال ليون لي المحلل في "سي أم سي ماركت" إنه في حين أدت الآمال بتخفيض أسعار الفائدة والصراع في البحر الأحمر إلى انتعاش أسعار النفط الخام، فإن إعلان شركة "ميرسك" عن إعادة تشغيل طرق الشحن عبر الممر المائي خفف المخاوف في شأن الإمدادات إلى حد ما.
مكاسب الأسواق
وارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" 10 سنتات أو 0.1 في المئة إلى79.17 دولار للبرميل في حين تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 25 سنتاً أو 0.3 في المئة إلى 73.31 دولار للبرميل. وحجم التعاملات ضعيف نظراً إلى أن بعض الأسواق لا تزال مغلقة بمناسبة عطلة عيد الميلاد. وحقق كلا الخامين مكاسب بنحو ثلاثة في المئة الأسبوع الماضي بعد أن أدت هجمات الحوثيين في اليمن على السفن إلى تعطيل الشحن والتجارة العالمية، مما زاد من التوترات في الشرق الأوسط مع استمرار الصراع بين إسرائيل وغزة.
وكانت شركات الشحن قد أوقفت مرور السفن عبر البحر الأحمر المؤدي إلى قناة السويس التي تمر بها نحو 12 في المئة من التجارة العالمية، وفرضت رسوماً إضافية على تغيير مسار السفن.
وقالت شركة "ميرسك الدنماركية" الأحد الماضي إنها تستعد لاستئناف عمليات الشحن عبر البحر الأحمر وخليج عدن، مشيرة إلى بدء عملية عسكرية بقيادة الولايات المتحدة تهدف إلى ضمان سلامة التجارة في المنطقة.
مسارات الشحن
وقال متحدث باسم شركة "هاباغ لويد" الألمانية إن الشركة ستقرر غداً الأربعاء كيف ستتعامل مع مسارات الشحن في البحر الأحمر بعد تعليق العمليات هناك رداً على مخاوف تتعلق بالسلامة.
على نحو منفصل، نفت إيران أمس الإثنين ما قالته الولايات المتحدة حول استهداف طائرة مسيرة انطلقت من أراضيها لناقلة مواد كيماوية في المحيط الهندي.
أسعار الفائدة
وتلقت أسعار النفط دعماً أيضاً من توقعات بأن المركزي الأميركي سيخفض أسعار الفائدة العام المقبل بعد أن أظهرت البيانات الأميركية الصادرة الجمعة الماضي، من خلال بعض المؤشرات الرئيسة، أن التضخم الآن عند أو أقل من هدف البنك المركزي البالغ اثنين في المئة.
ويؤدي خفض أسعار الفائدة إلى خفض كلف الاقتراض الاستهلاكي، مما يمكن أن يعزز النمو الاقتصادي والطلب على النفط.
وبعد أن سجلت أكبر زيادة أسبوعية في أكثر من شهرين مع التركيز على اضطرابات الشحن في البحر الأحمر بعد سلسلة من هجمات الحوثيين على السفن في الممر المائي الحيوي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وساعدت المكاسب الأخيرة التي حققها النفط الخام في تقليص الخفض الفصلي، إذ لا يزال النفط في طريقه لخسارة نحو ثمانية في المئة هذا العام.
ويشعر التجار بالقلق من أنه على رغم تعهدات منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك+" بمزيد من التخفيضات في الإنتاج، فإن إمدادات الخام العالمية قد تتفوق على الطلب في العام المقبل. وانسحبت أنغولا من مجموعة المنتجين، وسط خلافات حول الحصص، لكن الأعضاء المتبقين سارعوا إلى إعادة تأكيد وحدة التحالف.
النفط الروسي
في الوقت نفسه ظلت عمليات معالجة النفط في روسيا الأسبوع الماضي قريبة من أعلى مستوى يومي منذ أكثر من ثمانية أشهر وسط خفض الصادرات المنقولة بحراً.
وأعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عن إجراءات جديدة لتطبيق الحد الأقصى للأسعار، بما في ذلك فرض عقوبات على تاجر النفط الروسي الغامض، ممثلاً في شركة "بيلاتريكس" للطاقة، للضغط على موسكو في شأن حربها المستمرة في أوكرانيا.
ومن المرجح أن يشهد الأسبوع الجاري ضعفاً في السيولة في ظل عطلات عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة مع خفض إجمالي عقود المشتقات القائمة للنفط منذ منتصف هذا الشهر تقريباً، كما انخفض التقلب الضمني للنفط خلال الأسابيع الأخيرة.
ترقب الأسواق
من جهة أخرى تترقب أسواق الطاقة العالمية بدء الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها في تطبيق القرارات الطوعية لخفض الإنتاج مطلع العام الجديد، في وقت تتصاعد فيه مخاوف استمرار الضغوط التضخمية الناجمة عن ارتفاع أسعار النفط.
وشهد العالم ارتفاعاً كبيراً في أسعار الطاقة منذ بدء الغزو الروسي على أوكرانيا وفقدان القارة الأوروبية أحد أهم مزوديها بالغاز الطبيعي والنفط بعد توقف الإمدادات القادمة من موسكو.
وتشير أحدث تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن المتوسط اليومي لإنتاج النفط في أميركا سيصل إلى 12.93 مليون برميل يومياً بنهاية العام الحالي، في حين من المتوقع أن يبلغ متوسط الاستهلاك اليومي من النفط في الولايات المتحدة 19.69 مليون برميل هذا العام، لتحتل المرتبة الأولى أيضاً كأكثر الدول استهلاكاً للنفط.
يذكر أن روسيا أوقفت نشر البيانات التفصيلية حول قطاعها النفطي في أعقاب غزو أوكرانيا، لكن مصادر تتبع ناقلات النفط وغيرها تتيح معلومات أقرب إلى الدقة حول إنتاج موسكو من الذهب الأسود، وتشير التقديرات إلى أن روسيا تنتج نحو تسعة ملايين برميل يومياً من النفط الخام.