Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أول وصول للبشر إلى الأميركيتين بحراً حدث قبل ألف سنة مما نعتقد

الأدوات الحجرية التي عُثر عليها في ولاية أيداهو تثبت أن أوائل المستوطنين قد وصلوا قبل أكثر من 16 ألف عام.

أدوات حجرية عثر عليها في موقع تنقيب عن الآثار في إيداهو الاميركية تشبه تلك التي عثر عليها في أعمال تنقيب في اليابان (جامعة ولاية أوريغون الاميركية)

يبدو أن البشر قد وصلوا إلى الأميركيتين عن طريق البحر  قبل آلاف السنين مما كنا نعتقد، وفقاً لبحث جديد يعيد صياغة فهمنا للهجرات البشرية الأولى.

حيث تم العثور على أدوات حجرية وغيرها من القطع الأثرية في موقع تنقيب أثري في كوبرز فيري في ولاية أيداهو، تقدم أول دليل على وجود البشر في أميركا الشمالية، ما يدل على وصول المستوطنين قبل أكثر من 16000 عام.

لا يضيف هذا الاكتشاف فقط أكثر من ألف عام إلى الجدول الزمني لوجود البشر في الأميركيتين، لكنه يعزز النظرية القائلة بأنهم وصلوا إلى هناك عن طريق البحر، مجدّفين على طول ساحل المحيط الهادئ وعبر الأنهار.

يضع هذا الاكتشاف على المحك نظرية "كلوفيس أولا" التي كانت سائدة لوقت طويل و توحي بأن البشر عبروا عن طريق البر من سيبيريا إلى أميركا الشمالية بفضل فتحة في الغطاء الجليدي بالقرب من موقع داكوتا في يومنا هذا.

انفتح الغطاء الجليدي قبل 14800 عام، ولكن أولئك البشر كانوا قد استقروا من قبل ومنذ مدة في ولاية أيداهو.

وقالت ’لورين ديفيس’ أستاذة علم الأجناس البشرية في جامعة ولاية أوريغون والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "قبل الحصول على هذه التواريخ باستخدام الكربون المشع، كانت أقدم الأشياء التي عثرنا عليها تعود في الغالب إلى امتداد 13000 عام، وكان تاريخ أقدم دليل على وجود الناس في الأميركيتين يعود إلى ما قبل 14000 عام في بضعة مواقع أخرى."

وتابعت قائلة: " عندما رأيت للمرة الأولى أن الطبقة الأثرية السفلية تحتوي على كربون مشع يتجاوز عمره 14000 عام، كنت مدهوشة ولكن غير متيقّنة واحتجت إلى رؤية هذه الأرقام تتكرر مرة تلو الأخرى كي أتأكد من أنها صحيحة ... لذلك، أجرينا المزيد من تقدير التاريخ بالكربون المشع، وكان تاريخ الطبقة السفلية باستمرار يعود إلى ما بين 14000 و 16000 عام".

يشار إلى أن موقع كوبرز فيري موجود على امتداد نهر سلمون الذي يعد بدوره رافداً لحوض نهر كولومبيا الأكبر.

وأضافت البروفسورة ديفيس: "الشعوب الأولى التي تحركت جنوباً على طول ساحل المحيط الهادئ واجهت نهر كولومبيا كأول مكان تحت الأنهار الجليدية استطاعوا المشي والتجديف فيه بسهولة إلى أميركا الشمالية. بصورة أساسية، كان ممر نهر كولومبيا أول طريق منحدرة تصل إلى طريق الهجرة في ساحل المحيط الهادئ".

اكتشف العلماء في الموقع عدة مئات من القطع الأثرية على مر السنين، بما في ذلك أدوات حجرية، وفحم، وشظايا صخور وعظام متشققة بفعل النار وتعود لحيوانات كبيرة. كما عثروا على موقد نار ومكان لإعداد الطعام، وفقا للدراسة التي نشرت في مجلة ساينس(علوم).

يشار إلى أن العلماء قد حفروا خلال العامين الماضيين بصورة أعمق في الموقع ووجدوا قطعاً أثرية قديمة يرجع تاريخها إلى ما بين 15000 و 16000 عام. ولم تكن الأدوات الحجرية منقوشة، على عكس النقاط المنقوشة في الأدوات التي صنعت وفقاً لتقاليد ثقافة كلوفيس التي كانت منتشرة على نطاق واسع.

وجد الباحثون أيضاً شظايا أسنان تعود لحصان منقرض كان معروفاً أنه يعيش في أميركا الشمالية في أواخر الفترة الجليدية الأخيرة.

أما أقدم القطع الأثرية في الموقع فتشبه تلك الموجودة في شمال شرق آسيا، وخاصة في اليابان. وتتعاون البروفسورة ديفيس الآن مع باحثين يابانيين لإجراء المزيد من المقارنات. وقالت: "لدينا قطع أثرية تم التنقيب عنها خلال عشر سنوات وعينات ليتم تحليلها. نحن نتوقع أن نحقق اكتشافات أخرى مثيرة أثناء مواصلتنا لدراسة القطع والعينات من الحفريات التي نقوم بها."

© The Independent

المزيد من علوم