Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران توظف آلاف الطالبات الحوزويات تحت مسمى "معلمات"

الهدف من ذلك تعزيز "التربية الإسلامية" ونشرها بين الطلاب

توظيف الحوزويات كمعلمات في المدارس الابتدائية  (مواقع التواصل)

ملخص

وصل عدد رجال الدين وطلاب الحوزات الذين يعملون في المدارس الإيرانية نحو 28 ألفاً

استمراراً لخطط الحكومة الرامية إلى قمع وغسل أدمغة الطلاب، بخاصة بعد انضمام آلاف الطلاب إلى الاحتجاجات التي عمت البلاد عام 2022، أعلن الأمين العام للتعاون التعليمي بين الحوزة ووزارة التربية والتعليم في إيران، خطة لوزارة التربية والتعليم لتوظيف الحوزويات كمعلمات في المدارس الابتدائية. وأضاف أنه سيتم إيفاد عدد من طلاب الحوزات إلى المدارس خلال فترة أداء الخدمة العسكرية تحت عنوان "الطلبة الجنود".

تأتي تصريحات الأمين العام للتعاون التعليمي بين الحوزة ووزارة التربية والتعليم في شأن زيادة وجود رجال الدين والحوزويات كمعلمين في المدارس، في وقت كان قد أعلن في العام الماضي أن هناك في الأقل 24 ألفاً من رجال الدين وطلاب الحوزات العلمية يعملون في المدارس ضمن "مشروع أمين" في عموم أنحاء البلاد.

ووصل عدد رجال الدين وطلاب الحوزات الذين يعملون في المدارس الإيرانية نحو 28 ألفاً، بعد ما أضيف للعدد أعلاه هذا العام نحو 4 آلاف شخص في إطار "مشروع أمين".

وفي مقابلة لحميد نيكزاد مع موقع "ديده بان" وخلال دفاعه عن توظيف طلاب الحوزات ورجال الدين في المدارس، وصف هذا الإجراء بأنه جزء أصيل من "وثيقة التحول الأساس للتربية والتعليم" والغاية منه يهدف إلى تعزيز ونشر "التربية الإسلامية" في المدارس.

التربية الدينية للأطفال المراهقين

وأشار الأمين العام للتعاون التعليمي بين الحوزة ووزارة التربية والتعليم إلى أن الطالبات الحوزويات التي وظفن، قد تخصصن في فروع مثل "التربية الدينية للأطفال المراهقين" ودورات تدريبية مثل "التربية والتعليم في القرآن والحديث، والتربية في الإسلام، وفقه التربية الدينية للأطفال المراهقين، وطرق تدريس العقائد الدينية"، مضيفاً أن تدريب هؤلاء الطلاب "مقبول لتعليم الأطفال المراهقين".

وتحدث حميد نيكزاد أيضاً قائلاً إنه "لا يوجد سبب لمشاركة الطالبات الحوزويات في اختبار التعليم الابتدائي غير التخصصي لجعل الجمهور يعتقد أنه تم اختبارهن لأنهن حوزويات، في حين أن وجود طالبات الحوزات كمعلمات للمرحلة الابتدائية يتماشى كلياً مع التحول الإسلامي للتعليم في إيران". وأوضح نيكزاد عن المجالات التي عمل فيها الطلاب الذين تم توظيفهم في وزارة التربية والتعليم أن عدداً منهم يعمل في "صفوف التربية وتعليم الصلاة والقضايا الدينية".

ورأى أن "هناك فئات عدة من رجال الدين الذين ينشطون في مجال التربية والتعليم"، مضيفاً أن جزءاً منهم يتم توظيفهم عبر القنوات القانونية والرسمية بعد اجتيازهم الدورات التدريبية من طريق جامعة "فرهنكيان". وأكد أن "التعاون القائم بين الحوزة ووزارة التربية التعليم لا يقتصر على هؤلاء فقط".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأردف أن إحدى مهام طلاب الحوزات في المدارس التقرب من طلاب المدارس بصفتهم "المستشار الأمين في الشؤون الدينية والمذهبية والتعليمية". وتحدث الأمين العام للتعاون بين الحوزة والوزارة أن بعضاً من طلبة الحوزات يعملون بصفتهم "جنوداً" في المدارس، قائلاً إن "الطلبة الراغبين في اجتياز فترة أداء الخدمة العسكرية الإلزامية"، عدا عن الدورات التدريبية العسكرية، سيتلقون دروساً مكثفة في التدريس أيضاً ومن ثم يلتحقون بالمدارس، كما أنه أكد أن هناك مجموعة أخرى من طلبة الحوزات يوجدون حالياً في المدارس في إطار "مشروع أمين".

 

 

وبناءً على ما قاله نيكزاد، واستناداً إلى الموافقة التي تمت بين الحوزة العلمية ووزارة التربية والتعليم، فإن هذه المجموعة من طلبة الحوزات التي اعتمدت من قبل مركز إدارة الحوزات العلمية في البلاد تنشط خارج البرنامج المدرسي لتقديم الإرشادات والإجابة عن الأسئلة الدينية وفي إطار فصول التربية والمعسكرات التي تقيمها المدارس.

وتعقيباً على الانتقادات الواسعة التي وجهت لوزارة التربية والتعليم حول وجود رجال الدين في المدارس، قال نيكزاد إن طلاب الحوزات العلمية، بخاصة أولئك الذين تعلموا في مراكز مثل "جامعة باقر العلوم" و"معهد آية الله خميني" الذي أسسه محمد تقي مصباح يزدي، "ليسوا فقط يستحقون أن يكونوا ضمن الكادر التعليمي في مدارس وزارة التربية والتعليم وحسب، بل إنهم قادرون وبشكل جيد على التدريس في الجامعات أيضاً".

كما ادعى الأمين العام للتعاون بين الحوزة ووزارة التربية والتعليم أن "التقارير الواردة من المحافظات وعلى مستوى البلاد تؤكد أن المدارس التي يوجد فيها رجال الدين قد انخفض فيها عدد المنحرفين بصورة كبيرة جداً".

وقال نيكزاد إنه نظراً إلى وجود "نحو 13 مليون طالب ومليون من العناصر الذين يعملون في المجالات الثقافية و15 مليون متلق، عدا عن أسر الطلاب"، فإن مثل هذا الوضع لا يوصف، وأن وجود رجال الدين يشكل فرصة فريدة لتنفيذ الأهداف والسياسات المتعلقة بـ"وثيقة التغيير الجذري" وخطط تعزيز التربية الإسلامية على الأمدية القصيرة والمتوسطة والطويلة في وزارة التربية والتعليم.

كما زعم المسؤول في وزارة التربية والتعليم أنه "ومن أجل الحصول على مجتمع إسلامي يجب العمل على استخلاص وتنفيذ الأسس النظرية والحلول العلمية للتعاليم الإسلامية". وأضاف أن طبقة رجال الدين هي الوحيدة التي يمكنها من خلال مشاركتها في النظام التعليمي والتربوي أن تنفذ هذه الأهداف.

الاحتجاجات الشعبية

وخلال الاحتجاجات الشعبية التي حدثت عام 2022 ضد نظام الجمهورية الإسلامية انضم عديد من طلاب المدارس إلى المسيرات الاحتجاجية في مدن إيرانية، وأصبحت المدارس مراكز للاحتجاج، وردد الطلاب شعارات مناوئة للنظام وسياساته. وأقدمت الفتيات في المدارس على نزع الحجاب الإلزامي، كذلك في هذه الاحتجاجات اعتقلت أجهزة الأمن القمعية المئات من الطلاب وقتلت عدداً منهم.

وصرح سابقاً عضو البرلمان الإيراني أحمد علي رضا بيغي، أنه في الأيام الأخيرة من أكتوبر (تشرين الأول) 2022 اعتقل ما لا يقل عن 200 طالب في العاصمة طهران فقط.  

ولم تقدم السلطات الإيرانية إحصاءات عن عدد طلاب المدارس الذين قتلوا أو اعتقلوا في الاحتجاجات الأخيرة التي حدثت عام 2022، إلا أن التقارير الحكومية أشارت إلى أن متوسط أعمار غالبية المعتقلين كانت أقل من 18 سنة.

وإضافة إلى ما ورد، فقد أصيب مئات من الطالبات بالتسمم في موجة التسمم المشكوك لطلاب المدارس في البلاد، التي بدأت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 في مدينة قم، ومن ثم امتدت إلى مدينتي بروجرد وطهران إلى أن وصلت إلى أنحاء مختلفة من البلاد.

وفي الوقت ذاته، وتزامناً مع عمليات الترهيب التي تمارسها السلطات على طلاب المدارس، وسعت السلطات الحكومية نطاق الدعاية الأيديولوجية والدينية والمذهبية في المؤسسات التعليمية، إذ فرضت تعميماً جديداً يهدف إلى تعزيز وتعميق ثقافة الصلاة في جميع مدارس البلاد بدءاً من العام الدراسي الجاري.

ونشرت مجلة "ذا لانسيت" الطبية وهي إحدى المجلات الأكاديمية المرموقة مقالاً الشهر الماضي، أوردت فيه أن السلطات الإيرانية تغسل أدمغة الأطفال، وهذا ما يتعارض بصورة صريحة مع عملية التنمية الطبيعية للأطفال، ويمكن أن يكون لها عواقب نفسية وقد تعرض بقية حياتهم للخطر.

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات