Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من يقف وراء تفجيرات غزة؟

وزارة الداخلية في "حماس" تتهم أصحاب "التفكير الديني المنحرف"

منذ وقوع حادثي التفجير المجهولين في غزّة، اللذين أسفرا عن مقتل أربعة من عناصر الشرطة، وإصابة 19 مواطناً، أعلنت وزارة الداخلية التي تسطير عليها حركة "حماس"، الاستنفار الكامل وبدء حالة الطوارئ، وشرعت في التحقيقات، للكشف عن المتورطين ومَن يقف خلفهم.

وبعد نحو خمس ساعات من التفجير، اتهمت وزارة الداخلية أصحاب "التفكير الديني المنحرف"، وأكدت العمل من أجل التوصل إلى كلّ خيوط العملية، التي ستكشفها للمواطنين فور الانتهاء منها.

"اندبندنت عربية" تتبّعت تفاصيل التفجيرين، ومسار تحقيقات وزارة الداخلية، وبحسب المعلومات التي كشفها مصدر فلسطيني مطلّع على مسار التحقيق، فإنّه تمّ التوصل إلى أنّ خليّة فصائلية كانت تنوي القيام بحوالي ثلاثة تفجيرات في القطاع، نجح منها اثنان، وفشل الثالث.

مسرح التفجير

وبشأن حادثي التفجير، يقول المصدر "إنّ الأوّل كان بواسطة دراجة نارية يركبها عنصر من جماعة متطرفة دينية، وصل إلى مكانٍ قريب من دورية للشرطة، وكان في انتظاره عنصر من المجموعة تسلم منه الدراجة التي قادها حتى النقطة الأمنية وبعدها قام بتفجيرها، ما أسفر عن مقتله إضافة إلى شرطيين وإصابة عدد من المارة".

التفجير الثاني

وأمّا التفجير الثاني، فجاء بعد 45 دقيقة، يضيف المصدر، "وصل أحد أقارب الشرطة إلى نقطة أمنية على شارع البحر، ثمّ ألقى السلام على العناصر الموجودين وقبّلهم، وبعدها صاح "إلى حور العين... إلى الجنة... الله أكبر" وفجّر نفسه، ما أدى إلى مقتله مع عنصرين من الشرطة، وإصابة عدد من المواطنين".

ووفقاً لمعلومات من وزارة الصحة "فإنّ جثة منفذ التفجير الأوّل لم تصل إلى أي مستشفى"، ويشير المصدر إلى "أنّ ضخامة التفجير الأول أدت إلى تناثر جثة المنفّذ، بينما المنفذ الثاني وصل من جثته الرأس وبعض الأشلاء".

ويوضح المصدر "أنّ مخطط التفجير الثالث تراجع عن التنفيذ، وسلّم نفسه إلى الشرطة، وأسهم في كشف المنفذين".

13 متورطاً

قوى الأمن في وزارة الداخلية تمكنت من ضبط خلية مكونة من 13 عنصراً، بحوزتهم أحزمة وعبوات متفجرة. يقول المصدر "إنّ الفرد الذي سلم نفسه سهّل الوصول إليهم، وبعد التحقيق معهم تبيّن أنّهم ينون القيام بسلسلة من التفجيرات، بينها عملية ضد حافلة لنقل عناصر الشرطة".

انتماء سابق

وبحسب المصدر فإنّ منفذي التفجيرين، من عناصر حركة "الجهاد الإسلامي" ويعملان في الوحدة الصاروخية لـ"سرايا القدس" الجناح العسكري للحركة، ويتبعان لخلية سريّة، تتخذ من حركة "الجهاد" غطاءً تنظيمياً لها.

لكن الناطق باسم حركة "الجهاد الإسلامي" مصعب البريم ينفي ذلك، ويقول، "مستبعد كل الكلام والاتهامات، وما يدور هدفه إغراق الحالة الفلسطينية، وتفتيت العلاقة بين الفصائل وقوى العمل الوطني".

وثمة معلومات عن لقاء جمع حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بعد يومين من حادث التفجير، رفعت الأخيرة خلاله الغطاء التنظيمي عن المتهمين، ولكن هذه المعلومات لم يؤكدها أيّ مسؤول فلسطيني.

على أيّ حال، بعد حدوث التفجير وصلت قوى الأمن إلى مسرح الحادث، وراجعت كاميرات المراقبة المنتشرة في المكان. يقول المصدر الفلسطيني "إنّهم تمكنوا من الحصول على صور القائمين بالتفجير وتعرفوا عليهم".

ويوضح المصدر أنّ منفذي التفجير كانا مسجونين لدى الأمن الداخلي التابع لوزارة الداخلية"، الذي تسيطر عليه حركة "حماس"، على خلفية القيام بإطلاق صواريخ نحو إسرائيل أثناء هدنة متفق عليها برعاية مصرية، وتمّ التحقيق معهما، ومكثا في السجن مدّة تزيد على ستة أشهر، وكانا في ذلك الوقت يعملان لمصلحة "الجهاد الإسلامي".

وفقاً للمعلومات فإنّ منفذي التفجير وقت اعتقالهما على خلفية إطلاق صواريخ، تعرضا للضرب المبرح والتعذيب الشديد أثناء اعتقالهم، وتمّ الإفراج عنهم بعد تدخل من حركة "الجهاد الإسلامي"، لكن معلومات أخرى تشير إلى أنّ الحركة تخلّت عنهما منذ ذلك الوقت، وبعدها انتمى العنصران إلى جماعة ذات "تفكير ديني منحرف".

احتمالات

وبحسب التقديرات، فإنّ مجموعة دينية خارجية، استغلت اعتقال المنفذين، وقامت بتجنيدهما لمصلحتها، يتوقع المصدر أنّ المجموعة التي كانت تحاول القيام بأعمال إرهابية تعرضت لعمليات "غسل دماغ" عبر الفضاء الإلكتروني، وتلقت تعليمات من الخارج بضرورة تنفيذ هجوم ضد عناصر شرطة "حماس".

لكن ثمّة احتمالات أخرى، بينها أنّ المجموعة تعمل لمصلحة إسرائيل تحت ستار جماعة دينية، وأن جهاز الموساد الإسرائيلي يديرها لزعزعة الأمن في القطاع وضرب "حماس" مع الفصائل الأخرى.

ومن بين الاحتمالات التي تدور في أوساط "حماس"، ارتباط العناصر بمخابرات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وحاولت "اندبندنت عربية" التواصل مع السلطة الفلسطينية لمعرفة موقفها فلم تحصل على رد أو تفسير.

وبشأن اتهام استخبارات السلطة الفلسطينية بالوقوف وراء ذلك، يقول المصدر إنّ هناك مخططاً لإعادة حراك "بدنا نعيش" الذي يطالب "حماس" بالتنحي عن الحكم في غزّة، بتوجيه من السلطة في الضفة الغربية.

وأيضاً بحسب التسريبات، فإنّ نوع مادة المتفجرات في الحادث الأخير، تطابق مع المواد التي استخدمت في محاولة تفجير موكب رئيس الوزراء الفلسطيني السابق رامي الحمد لله، أثناء دخوله غزّة، ومع المواد المستخدمة في محاولة تفجير مدير قوى الأمن التابعة لـ"حماس"، ويتوقع المصدر أنّ جهة واحدة تقوم بتدبير هذه العمليات.

المزيد من الشرق الأوسط