Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البيت الأبيض يحذر: وقف المساعدات الأميركية لأوكرانيا مكسب لبوتين

الرئيس الروسي يعرب عن أسفه لسفراء أوروبيين جدد لتدهور العلاقات مع الغرب

مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان   (أ ف ب)

ملخص

حذر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان من وقف المساعدات الأميركية لأوكرانيا، وقال "على الكونغرس أن يقرر ما إذا كان سيواصل دعمه للقتال من أجل الحرية في أوكرانيا؟ أم يترك بوتين ينتصر".

حذر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان، اليوم الإثنين، من أن وقف المساعدات الأميركية لكييف سيسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بالانتصار" في حرب أوكرانيا.

وقال ساليفان لصحافيين في البيت الأبيض "على الكونغرس أن يقرر ما إذا كان سيواصل دعمه للقتال من أجل الحرية في أوكرانيا؟ أم أنه سيتجاهل الدروس التي تعلمناها من التاريخ ويترك بوتين ينتصر". وتابع "الأمر بهذه البساطة".

وفي رسالة وجهتها، الإثنين، إلى مايك جونسون، رئيس مجلس النواب حيث الغالبية بيد الجمهوريين، حذرت مديرة الموازنة في البيت الابيض شالاندا يونغ من أنه "إذا لم يتحرك الكونغرس بحلول نهاية العام ستنفد لدينا الموارد اللازمة لتسليم المزيد من الأسلحة والمعدات إلى أوكرانيا وتقديم المعدات من المخزونات العسكرية الأميركية".

وجاء نشر رسالة مديرة الموازنة في البيت الأبيض في وقت تقر أوكرانيا بفشل هجومها المضاد الذي بدأ في يونيو (حزيران)، في حين تهاجم القوات الروسية مدينة أفدييفكا الواقعة في شرق أوكرانيا من اتجاهين جديدين.

واعتبر ساليفان أن "التصويت ضد تمويل إضافي لأوكرانيا سيضر بأوكرانيا وسيساعد روسيا، وهذا الأمر سيضر بالديمقراطية وسيساعد الطغاة".

وحض سالفيان كل أعضاء الكونغرس من ديمقراطيين وجمهوريين على التصويت لصالح التمويل الإضافي.

بوتين يأسف لتدهور العلاقات مع الغرب

في السياق، أعرب الرئيس فلاديمير بوتين، الإثنين، عن أسفه لتدهور العلاقات الدبلوماسية بين موسكو والغرب عقب الهجوم العسكري على أوكرانيا العام الماضي، وذلك لدى تسلمه أوراق اعتماد عدد من السفراء الجدد في الكرملين.

وخلال احتفال أقيم في الكرملين، استقبل بوتين عدداً من السفراء الجدد، بينهم سفيرا بريطانيا وألمانيا، اللتين توترت العلاقات معهما بشكل خاص منذ الهجوم العسكري الذي شنه على أوكرانيا نهاية فبراير (شباط)  2022.

وقال بوتين للسفراء "إنها أوقات صعبة" مع تعرض روسيا لجولات غير مسبوقة من العقوبات الغربية وسط استمرار هجوم موسكو لشتاء آخر.

وأضاف متوجها إلى السفير الجديد لبريطانيا التي كانت العلاقات معها فاترة حتى قبل حرب أوكرانيا، أن موسكو ولندن تمكنتا من التغلب على الخلافات في القرن العشرين.

وتابع "في فترة ما بعد الحرب (العالمية الثانية) وحتى وقت قريب، كان بإمكان بلدينا بناء علاقات. لكن الآن علينا أن نأمل في أن يتغير الوضع نحو الأفضل، لمصلحة بلدينا وشعبينا".

مصادر الطاقة الروسية

وأعرب بوتين عن أسفه للسفير الألماني لأن برلين تحرر نفسها من مصادر الطاقة الروسية.

وقال، "خلال أكثر من نصف قرن، تمكنا مع ألمانيا من تطوير نهج تجاري عملي كان مريحا لكل من البلدين والقارة الأوروبية برمتها".

وأضاف "لقد زودت بلادنا ألمانيا الغاز النظيف بيئيا بشكل متواصل وبأسعار معقولة".

لكن "هذه الشراكة انتهت بسبب انفجار أنبوب الغاز" في إشارة إلى خط أنابيب الغاز "نورد ستريم" تحت بحر البلطيق الذي تضرر بسبب انفجارات غامضة في سبتمبر (أيلول)  2022.

وقال بوتين للسفير السويدي الجديد إن هناك "انعداماً تاماً للاتصالات"السياسية مع ستوكهولم التي تستعد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

مقتل عسكري روسي بارز 

قال مسؤول إقليمي كبير اليوم الإثنين إن نائب قائد الفيلق الـ14 بالجيش الروسي الميجور جنرال فلاديمير زافادسكي قتل في أوكرانيا.

وقال حاكم مدينة فورونيج الروسية أليكساندر جوزيف إن زافادسكي قتل في "موقع قتال في منطقة العملية الخاصة" من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وتستخدم روسيا مصطلح "عملية عسكرية خاصة" لوصف حربها مع أوكرانيا التي تقترب الآن من نهاية عامها الثاني.

وقال موقع (آي ستوريز) للصحافة الاستقصائية إن زافادسكي هو الميجور جنرال السابع الذي تؤكد روسيا وفاته والضابط الكبير رقم 12 الذي تعلن وفاته منذ بداية الحرب.

وندر تعرض كبار الضباط الروس للقتل مع تقدم الحرب، ويرجع محللون عسكريون السبب وراء تعرض كبار الضباط الروس للقتل إلى نجاح الجيش الأوكراني في اعتراض الاتصالات الروسية المتساهلة.

وقال جوزيف إن زافادسكي كان ضابطاً حاصلاً على كثير من الأوسمة وقائد دبابة سابقاً، مضيفاً أن وفاته خسارة فادحة تسببت في "ألم بالغ".

جبهات جديدة

وفي السياق تهاجم القوات الروسية أفدييفكا في شرق أوكرانيا من اتجاهين جديدين، وفق ما أفاد مسؤولون أوكرانيون اليوم الإثنين، فيما وسعت موسكو مساعيها للسيطرة على البلدة الصناعية شبه المحاصرة.

وتحاول موسكو منذ نحو الشهرين السيطرة على أفدييفكا الواقعة في منطقة دونيتسك شرقاً والتي باتت أكثر بؤر المعارك حدة على خط الجبهة.

وقال رئيس إدارة البلدة العسكرية فيتالي باراباش إن "الموجة الثالثة الحالية للهجمات التي ينفذها العدو مختلفة عن الموجتين السابقتين في أنها فتحت محورين جديدين".

وأفاد الإعلام الرسمي بأن "فتح محاور جديدة يثبت بأن العدو تلقى أوامر بالسيطرة على المدينة مهما كان الثمن".

وأكد باراباش أن التحركات الجديدة للقوات الروسية هي محاولة لتشتيت الدفاعات الأوكرانية وسد ثغرة غرب البلدة لتتم محاصرتها بالكامل.

ولفت محللون عسكريون مستقلون إلى أن القوات الروسية تحقق تقدماً تدريجاً في محيط أفدييفكا لكن بكلفة عالية للغاية.

وأوضح باراباش بأن نحو 1300 مدني ما زالوا في البلدة التي كانت تعد في الماضي نحو 30 ألف نسمة.

تقع أفدييفكا في منطقة دونيتسك الخاضعة جزئياً لسيطرة الانفصاليين المدعومين من الكرملين منذ عام 2014 والتي تعد واحدة من أربع مناطق أوكرانية أعلنت موسكو ضمها العام الماضي.

في الأثناء، أعلنت كييف الإثنين أنها دمرت مستودعاً كبيراً للنفط في هجوم بمسيرة استهدف ليلاً منطقة خاضعة للسيطرة الروسية في منطقة لوغانسك في شرق أوكرانيا.

وقال زعيم المنطقة أرتم ليسوغور الذي نشر تسجيلاً مصوراً يظهر حريقاً كبيراً والدخان يتصاعد من برميل كبير للنفط "انفجر بشكل قوي والنيران تشتعل فيه".

وذكر الإعلام الرسمي الروسي أيضاً أن هجوماً أوكرانياً استهدف مستودعاً للنفط في لوغانسك وأكد أنه تم إخماد الحريق الناجم عنه، وأعلن الطرفان أنهما أسقطا عشرات المسيرات الأخرى.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها اعترضت 30 مسيرة أوكرانية بينما أكدت كييف إسقاط 18 من 23 مسيرة أطلقتها روسيا ليلاً، إضافة إلى صاروخ موجه.

وعلى صعيد منفصل، أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية أن عناصر الإنقاذ انتشلوا جثة طفل من أنقاض مبنى سكني في مدينة نوفوغروديفكا شرقاً بعد قصف روسي الأسبوع الماضي.

تحذير أميركي

من جهة أخرى، حذرت مديرة مكتب الإدارة والموازنة بالبيت الأبيض شالاندا يونج في رسالة إلى السياسي الجمهوري رئيس مجلس النواب مايك جونسون وغيره من أعضاء الكونغرس البارزين اليوم الإثنين من أن الوقت والمال لدى الولايات المتحدة لمساعدة أوكرانيا في حربها مع روسيا ينفدان.

وطلبت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من الكونغرس نحو 106 مليارات دولار لتمويل خطط طموحة من أجل أوكرانيا وإسرائيل وأمن الحدود الأميركية.

ويسيطر الجمهوريون على مجلس النواب بغالبية ضئيلة، وصار التمويل المخصص لأوكرانيا مثيراً للجدل السياسي من قبل بعض النواب ذوي الميول اليمينية.

وقالت يونج في رسالة نشرها البيت الأبيض إن قطع التمويل والأسلحة عن أوكرانيا سيزيد من احتمالات تحقيق روسيا انتصارات.

وكتبت "أريد أن أكون واضحة، إذا لم يتخذ الكونغرس خطوة، بحلول نهاية العام، ستنفد لدينا الموارد اللازمة لشراء مزيد من الأسلحة والمعدات من أجل أوكرانيا ولتوفير المعدات من المخزون العسكري الأميركي، لا يوجد وعاء سحري للتمويل متاح لمواجهة هذه اللحظة، المال ينفد لدينا، كما ينفد الوقت تقريباً".

هجوم بمسيرات

أعلنت الدفاعات الجوية الأوكرانية إسقاط صاروخ و18 مسيّرة من أصل 23 أطلقتها روسيا ليل الأحد الإثنين. وأفاد سلاح الجو الأوكراني، في بيانه الصباحي، بـ "إسقاط 18 مسيّرة هجومية وصاروخ من طراز Kh-59"، فيما أوضح الجيش أنه تم استهداف منطقتي خيرسون وميكولاييف في جنوب البلاد ومناطق إيفانوف-فرانكيفسك وخميلنيتسكي ولفيف في الغرب. وأشار الجيش الأوكراني إلى أن مسيرات ضربت منطقتي خيرسون وبيريسلاف (جنوب)، على ضفاف نهر دنيبر، ما ألحق أضراراً بمركز ثقافي ومتجر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت القوات الجوية الأوكرانية قالت، اليوم الإثنين، إن روسيا هاجمت أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام 23 طائرة مسيرة وصاروخ "كروز" واحد، مضيفة أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت الصاروخ و18 مسيرة قبل بلوغ أهدافها.

وذكرت القوات الجوية عبر تطبيق "تيليغرام" أنها نشرت أنظمة الدفاع المضاد للطائرات في تسع مناطق على الأقل بأوكرانيا.

معارك ضارية

قال مسؤولون أوكرانيون إن قصفاً روسياً جديداً أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص في الأقل بينهم رجل وامرأة، وأفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بوقوع "معارك ضارية" في عشرات المواقع على خط المواجهة.

وأضاف زيلينسكي "قصف المحتلون الروس خيرسون مجدداً"، في إشارة إلى المدينة الساحلية الواقعة في الجنوب على الضفة الغربية لنهر دنيبرو التي انسحبت منها القوات الروسية أواخر العام الماضي، لكنها تتعرض للقصف على نحو متكرر من الضفة الشرقية.

وتابع أن أعنف المعارك على الخطوط الأمامية تدور في بلدات مارينكا وأفدييفكا وباخموت في الشرق، لكنه أفاد أيضاً بوقوع قتال شرس في منطقة خاركيف وفي الجنوب.

وأضاف أن القصف "الوحشي" انهمر كالمطر على "المباني والشوارع ومستشفياتنا" في خيرسون، وقدم تعازيه إلى أسر القتلى، مشيراً إلى أن منطقة خيرسون وحدها تعرضت إلى 20 حادثة قصف في يوم واحد.

وفي الشرق، قال مكتب المدعي العام إن امرأة (69 سنة) قُتلت على الفور وأصيبت أخرى عمرها 70 سنة بأعيرة نارية في بلدة كوستيانتينيفكا.

وأصيب رجل (64 سنة) بجروح نافذة جراء القصف في أثناء وجوده في حديقته في أفدييفكا التي شهدت بعض أعنف المعارك في الأسابيع القليلة الماضية.

وفي الجنوب، قالت الإدارة العسكرية لمنطقة خيرسون عبر تطبيق "تيليغرام" إن قصفاً في قرية سادوف شرق مدينة خيرسون أفضى إلى مقتل رجل (78 سنة) في مرأب خاص، مضيفة أنه "توفي على الفور من إصابة ناجمة عن الانفجار".

وفي مدينة خيرسون أظهرت لقطة شاركها مسؤولون أوكرانيون على تطبيق "تيليغرام" للتراسل صورة غير واضحة لامرأة ترتدي معطفاً بنفسجياً في وضع القرفصاء على الأرض وظهرها في مواجهة الكاميرا وتتناثر حول رأسها حقيبتا تسوق.

ونشر رئيس الإدارة العسكرية في مدينة خيرسون رومان مروتشكو مقطع فيديو لمبنى متعدد الطوابق نوافذه محطمة وبه أضرار من الداخل ويتناثر الحطام على أرضه.

وتضمن الفيديو مقابلات وجيزة مع نساء داخل الشقق المتضررة إضافة إلى صور غير واضحة للمرأة التي قُتلت عند محطة الحافلات. وذكرت إحدى النساء وهي تبكي في معاينتها أضرار إحدى غرف النوم "حدث انفجار قوي جداً". وأضافت "كان صاخباً. لم أسمع شيئاً كهذا في حياتي".

وذكر حاكم منطقة خيرسون أولكسندر بروكودين أن القصف هناك تسبب في إصابات طفيفة أو متوسطة لثلاثة نساء أعمارهن 35 سنة و42 سنة و52 سنة ورجلين عمرهما 28 سنة و46 سنة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع بروكودين أن القصف الروسي ألحق أضراراً أيضاً بواجهتي مستشفيين قريبين، لكنه أضاف أنه لم تقع إصابات أو خسائر في الأرواح.

"تراجع" الهجمات البرية على أفدييفكا

وانخفضت وتيرة الهجمات البرية خلال الساعات الـ24 الماضية على بلدة أفدييفكا الأوكرانية التي تتعرض لقصف روسي متواصل، بسبب "الخسائر البشرية الفادحة" للروس" والأحوال الجوية القاسية، وفق ما ذكر رئيس البلدية فيتالي باراباخ الأحد.

يحاول الروس منذ شهرين تقريباً تطويق مدينة أفدييفكا بالقرب من دونيتسك، والسيطرة على هذ المركز الصناعي الذي أصبح من أكثر النقاط رمزية على الجبهة.

ويتمركز الجنود الروس في شرق وشمال وجنوب المدينة التي أصبحت الآن مدمرة بشكل كبير وشبه محاصرة ولكنها لا تزال مخدمة بطريق معبد. وتؤكد أوكرانيا أن جنودها صامدون ويصدون الهجمات.

وقال باراباخ لقناة "فريدوم" التلفزيونية الأوكرانية الأحد "خلال الـ24 ساعة الماضية، انخفض عدد الهجمات (البرية)".

اعتبر أن ذلك يعود إلى "الأحوال الجوية القاسية" وإلى "الخسائر الفادحة" في الأرواح والعتاد التي تكبدتها القوات الروسية. وأكد رئيس البلدية أن جيش موسكو "مرهق" وأن "أعداد الأشخاص المستعدين للمشاركة في الهجوم طواعية تتضاءل".

إلا أن المسؤول أكد أن هذه القوات كانت تهاجم "ليل نهار تقريباً" مصنع فحم الكوك الضخم الذي بنيت حوله المدينة والذي يعتبره الجيش الروسي استراتيجياً.
وأضاف أن "معارك عنيفة" تدور في المنطقة الصناعية.

وكانت أوكرانيا قد أكدت في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) أن الجيش الروسي شن سلسلة هجمات جديدة على أفدييفكا، هي الثالثة منذ الـ10 من أكتوبر (تشرين الأول).

لكن المدينة تشهد معارك منذ مدة أطول. فقد سقطت لفترة وجيزة في يوليو (تموز) 2014 في أيدي الانفصاليين الموالين لروسيا الذين تسلحهم موسكو، قبل أن تستعيد أوكرانيا السيطرة عليها.

وتمثل المدينة التي طالها دمار كبير خط التماس في هذه المنطقة، وأصبحت رمزاً للمقاومة الأوكرانية.

المزيد من دوليات