Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اختراق حسابات الحكومة الليبية يكشف الخلافات بين قادتها

السراج بات يواجه ضغطاً دولياً كبيراً بشأن هوية مقاتلي قواته

سيارة اسعاف محترقة تابعة لحكومة الوفاق في طرابلس (غيتي)

أكد مصدر حكومي رفيع من العاصمة الليبية طرابلس، اختراق حسابات حكومة الوفاق على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه في الوقت ذاته كشف عن خلافات بين أعضاء المجلس الرئاسي ووزراء ومسؤولي حكومة الوفاق في طرابلس.

ونفت حكومة الوفاق، مساء أمس الاربعاء استقالتها التي نشرت عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، موضحة أن بيان الاستقالة نشر بعد اختراق الصفحة.

وكانت وسائل إعلام ليبية ودولية، تناقلت بشكل واسع بياناً نشر على حسابات الحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي، تعلن من خلاله استقالة جماعية وتسلم مهامها للحكومة المؤقتة برئاسة السيد عبد الثني، كما تسلم الترتيبات الأمنية التي تسعى إليها لقائد القوات المسلحة المشير خليفة حفتر.

وكشف المصدر، وهو دبلوماسي رفيع بوزارة الخارجية بحكومة الوفاق، لـ "اندبندنت عربية" النقاب عن خلافات كبيرة بين وزراء بالحكومة على رأسهم وزير الداخلية فتحي باشاغا، وهو شخصية سياسية بارزة منحدرة من مدينة مصراته التي تعد قواتها العمود الفقري لعملية التصدي لتقدم الجيش نحو طرابلس، لكنه في الوقت ذاته، أكد أن الاستقالة الجماعية للحكومة مزورة، وأدرجت من قبل مخترقين لحسابات الحكومة.

تحركات منفردة

وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن تحركات وقرارات باشاغا المنفردة باتت تثير غضب وزير الخارجية محمد سيالة، ومسؤولين آخرين من بينهم رئيس الحكومة فايز السراج، سيما في ما يتعلق باتصالاته الخارجية وتحديداً اتصالاته المباشرة مع تركيا.

ويؤكد المصدر أن باشاغا هو الشخصية الرئيسة التي تمثل مقاتلي ميليشيات الحكومة لدى السلطات التركية ومن خلاله تتم الاتصالات لجلب الدعم العسكري الذي يصل إلى مواقع داخل مدينة مصراته، قبل أن ينقل إلى مواقع أخرى من مناطق مجاورة لها وقريبة من محاور القتال.

وبيّن المصدر بعض تلك الخلافات بسبب اتجاه قادة الحكومة وعلى رأسهم السراج للقبول بجهود دولية تهدف إلى وقف القتال حول طرابلس، بينما يصر وزير الداخلية برفقة مسؤولي المجلس الأعلى للدولة الذي يترأسه، خالد المشري، عضو حركة الإخوان المسلمين الليبية، على رفض تلك الجهود.

في المقابل، يرى المصدر أن السراج بات يواجه ضغطاً دولياً كثيفاً بشأن هوية مقاتلي قواته، فقد واجه اتهاماً بشكل صريح من قبل قادة قيادة الأفريكوم، خلال لقائهم برئيسها فايز السراج الاثنين الماضي في العاصمة التونسية، بالتعامل مع مليشيات متورطة مع إرهابيين، ويترأس بعضها شخصيات معاقبة دولياً مثل صلاح البادي آمر لواء الصمود بقوات الحكومة، ما حدا برئيس مجلس الدولة خالد المشري إلى إعلان عن لقاء بقادة عملية البنيان المرصوص في طرابلس، والتأكيد أن "عملية بركان الغضب استمرار لعملية البنيان المرصوص" في إشارة إلى العملية العسكرية التي خاضتها قوات حكومة الوفاق ضد تنظيم داعش في سرت عام 2016 والتي عرفت بعملية البنيان المرصوص.

خلافات داخلية

وتابع حديثه عن الخلافات الداخلية بالقول إن "خلافاً كبيراً شهدته أروقة الحكومة أول من أمس الثلاثاء بين قادة قواتها بشأن قرار منفرد من قبل ميليشيات مصراته، بعد التقدم في بعض محاور القتال جنوب شرقي طرابلس".

وبرزت أخيراً تصريحات وتدوينات تعكس حالة الفوضى والخلافات في صفوف قادة ومسؤولي الحكومة، فبعد يومين من كشف مؤامرة يتعرض لها آمر لواء الصمود صلاح البادي المدرج في قوائم العقوبات الأميركية، صرح الناطق باسم لواء صلاح البادي، بأن جهات من داخل الحكومة خصصت مكافأة مالية قيمتها 5 ملايين دينار ليبي، لمن يقبض على آمر اللواء المعروف بانتقاده لجماعة الإخوان المسلمين التي يتهمها بالاستحواذ على الدعم المقدم من تركيا لمليشياتها من دون غيرها.

من جانب آخر، اتهم عضو مجلس الدولة بطرابلس عبد الرحمن الشاطر، الحكومة في طرابلس بعدم الوضوح حيال الحرب القائمة جنوب طرابلس.

المزيد من العالم العربي